سمت البيـان في سؤال جبريل وجواب النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

في کلية اللغة العربية بأسيوط

المستخلص

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ،،،
فالحديث النبوي نص أدبي فى الذروة من البيان ، ولا يرتفع فوقه فى مجال الأدب الرفيع إلا کتاب الله بلاغة ، وفصاحة ، وروعة " . ([1])
هذا وإذا کان " أسلوب الحديث النبوي يمتاز بالجزالة والوضوح ، والدقة فى الوصف والتعبير ، والإبداع فى التشبيه والتصوير ، والموسيقى الرائعة فى الألفاظ ، والإيجاز فى القول ومجانبة التکلف " ([2]) ، فإن فى معانيه من الصفات التى قلَّ أن تجتمع فى کلام سواه ، کالغنى فى الأفکار ، والعمق ، والجدِّة ، والإحکام ([3]) ، ورحم الله الرافعي إذ يقول : " إنه کلام کلما زدته فکراً زادک معنى"([4]) .
کذلک ـ أيضاً ـ من السمات التى تتسم بها معاني الحديث النبوي أنها "تغوص فى أعماق النفس الإنسانيـة ، وتؤثر فيها تأثيراً قوياً "([5]) هذا بالإضافة إلى أنها معان إنسانيـة لم تقيد بظرف الزمان ، ولا ظرف المکان ، فلم ينظر فيها إلى العرب وحدهم ، ولا إلى الناس فى زمن النبوة فحسب ، ولا إلى جزيرة العرب وحدها ، ولا إلى طبقة دون طبقة ، وإنما کانت هذه المعاني تنظر إلى الإنسان من حيث هو إنسان " . ([6])
هذا والحديث الذى معنا وإن کان واحداً من سمت ([7]) بيانه الذى اتسم بکل ما سبق ذکره إلا أن لـه سمتـاً خاصًا رغـم وضوحـه...کبنـاء لغتـه علـى الحـوار الذى هو من أبرز أهدافه " ... تحقيق الإقناع بفکرة ما...، ولـيس هناک أجدر من توخي طرق محکمة من النظم لتحقيق التقرير والإقناع ... "([8]) .
هذا بالإضافة إلى أنه لون من الحوار الخاص الـذى اتسم بتنوع أساليبه، وطرق تعبيره , وتجديده ، وجمعه ـ e ـ فى الأسلوب الواحد بين ما تنوع من فنون البلاغـة المختلفـة .
 
هـذا ولم أجد عند من سبقني إلي الدراسـة البلاغيـة فـى هـذا الحديـث مـن سلـک فـى دراستـه ذلک المسلک، بل اتجهت عنايتهم إلى سرد خصائصـه البلاغية شرحـاً ، وتوضيحـاً ، وتفصيـلاً ، وإبانـة فـى ضـوء مـا ورد مـن النظـم ([9]) ، اللهــم إلا ما کـان مـن سمة هنا ([10]) ، أو إشارة هنالک ([11]) .
کما لم أسلک مسلک الخطيب فى تقسيمه وتبويبه ، بل جاء ترتيب مباحثه وفق ما انبثق من أسئلة جبريل وأجوبة النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ .
وبناءً عليه فقد جاء البحث فى مقدمة ، ومدخل ، وثمانية مباحث ، وخاتمة : ـ
ـ أما المقدمة : فقد عرضت فيها إلى منزلة البيان النبوي من البيان ، بالإضافة إلى ما اتسم به ـ على سبيل العموم ـ من سمات قلما توجد فى بيان أحد من البشر ، فضلاً عما تفرَّد به ذلک البيان فى الحديث الذي معنا من سمت خاص .
ـ أما المدخل : فقد اشتمل على بلاغة الحوار في الحديـث .
ـ أما المبحث الأول : فقد اشتمل على سمت البيان فيما بنى عليه ذلک الحوار من سؤال جبريل وجواب النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ .
المبحث الثاني : سمت البيان فيما اقتبس النبي ـ e ـ من آي القرآن .
المبحث الثالث : سمت البيان فيما اتسم به جواب النبي ـ e ـ من استيفاء الأقسام .
المبحث الرابع : سمت البيان فيما أشکل فيه الجمع بين الحقيقة والمجاز .
المبحث الخامس : سمت البيان فى تکرار ما جاء من سؤال جبريل وجواب النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ .
المبحث السادس : سمت البيان فيما تقدم من ذکر سؤال جبريل وجواب النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ .
المبحث السابع : سمت البيان فيما أوجز وأطنب من سؤال جبريل وجواب النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ .
المبحث الثامن : سمت البيان فيما تناسب من سؤال جبريل وجواب النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ .
الخاتمة : وتشتمل على أهم النتائج والتوصيات التى انتهى إليها البحث .
وإليک الإبانة عن تلک المباحث بعد ذکر روايتي الإمامين البخاري ومسلم ـ رضى الله عنهما ـ .
 

الكلمات الرئيسية