اللواحق وأثرها في البنية دراسة صرفية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس في قسم اللغويات في کلية اللغة العربية بأسيوط

المستخلص

الحمد لله رب العالمين شرف العربية فجعلها لغة کتابه المعجز ، وکتب لها البقاء ببقاء کتابه الخالد ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين خير من نطق بالعربية وأفضل من لهج بها 0
وبعد
        فمن سمات البنية في اللغة العربية أنها طيعة ، ليست قوالب جامدة ، بل فيها من المرونة ما يسمح بتحويلها وتتدويرها إلى بنىً أخرى متعددة بحسب ما يقتضيه المعنى ، ومرونتها ليست قاصرة على تحويلها إلى بنية أخرى ، بل تسمح هذه المرونة بإحداث تغييرات في البنية ذاتها ، وهذه التغييرات ليست اعتباطية ، بل هي تجري وفق نظام دقيق له مواضعه المطردة ، وهذه المواضع لابد فيها من توفر شروط خاصة ، وهذه التغييرات التي تحدث في بنية الکلمة يرجع أکثرها لأسباب لفظية کقصد التخفيف من الثقل ، وتعذر النطق بصورة معينة ، إلى غير ذلک من الأسباب التي تدعو إلى تغيير البنية والخروج بها عن أصلها .
        ومن الأمور التي تؤثر في البنية وتحدث فيها تغييرات اللواحق التي تلحق بآخرها، فهذه اللواحق قد تحدث أثراً في البنية ، کتغيير أحد حروفها أو حذفه أو تغيير حرکته ، وهذا يتوقف على نوع الحرف ونوع اللاحقة ، فليست کل اللواحق تحدث تغييراً ، وليست کل البنى يحدث فيها تغيير عندما تتصل بها لاحقة ، بل هذا متوقف على توافر أسباب معينة تکون في اللاحقة والبنية معاً ، وهذا ما سيکشف عنه البحث إن شاء الله .
        ويقصد باللاحقة هنا کل ما يتصل بآخر البنية مما لا يستقل بنفسه لفظاً ، دون نظر إلى المعنى ، ودون اعتبار لکونها کلمة مستقلة تؤدي معنى کاملاً ، وبهذا قد تکون اللاحقة حرفاً يؤتى به للدلالة على معنى معين کتاء التأنيث الساکنة وياء النسب ، وقد تکون اللاحقة جزءًا أساسياً في الجملة لا تستقيم الجملة إلا به ، وهذا يتمثل في الضمير الواقع فاعلاً ، فهو کلمة مستقلة من حيث المعنى ، ولکنه من حيث اللفظ لا يستقل بنفسه ، بل يعتمد على ما يسبقه ، وهو بهذا المعني يعد لاحقة .
        ومعظم التغييرات التي تحدث في البنية بسبب اللواحق تکون في آخرها أو فيما اتصل بالآخر ، وهذا يرجع إلى أن اللاحقة تلحق بآخر الکلمة ، فلا غرابة أن يکون تأثيرها فيما اتصل بها من حروف الکلمة ، وتغيير ما اتصل بالآخر متوقف على ما يحدث في الآخر من تغيير .
        وإشکالية هذا البحث تدور حول هذه الأمور ؛ حيث من المتوقع أن يجيب البحث عن أسئلة تتعلق بالتغييرات التي تطرأ على البنية وصور هذه التغييرات والأسباب التي دعت إلي هذا التغيير
        وطبيعة هذا البحث تقتضي اتباع المنهج الاستقرائي الذي يقوم على تتبع اللواحق واستقصائها مع محاولة جمع التغييرات المختلفة الناتجة عن هذه اللواحق، کما أن المنهج الوصفي لا غنى عنه في مثل هذه الدراسات حيث يتم عرض الآراء المختلفة ووصفها .  
        وقد اقتضت طبيعة البحث أن يأتي في ثلاثة فصول مسبوقة بمقدمة ومذيلة بخاتمة ، وثبت للمصادر والمراجع وفهرس للموضوعات
        أما المقدمة فتأتي لتلقي الضوء على إشکالية البحث ، وتحدد المقصود من اللاحقة ، وتبين المنهج وطريقة السير فيه .
        وأما الفصل الأول فيتناول أثر الحروف اللواحق على البنية ، وهو في مبحثين ، يتناول المبحث الأول الحروف اللواحق التي تخص الأسماء ، ويتناول المبحث الثاني الحروف اللواحق التي تخص الأفعال .
        وأما الفصل الثاني فيتناول أثر الأسماء اللواحق على البنية ، وهو – أيضاً - يأتي في مبحثين، المبحث الأول يتناول اللواحق المتحرکة (ضمائر الرفع المتحرکة)، والمبحث الثاني يتناول اللواحق الساکنة (ضمائر الرفع الساکنة) .
        وأما الفصل الثالث فهو معنيٌّ بأنواع التغييرات التي تطرأ على البنية، وأسباب هذه التغييرات، وقد جاء أيضاً في مبحثين، يتناول أولهما أنواع التغيير، ويتناول الثاني أسباب التغيير .
        أما الخاتمة ففيها بعض النتائج التي توصل إليها البحث .
        وأخيراً أرجو أن أکون قد وفقت في نظراتي هذه ، وأن تجد لدى قارئها المأمول من القبول والرضا.
                         وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
 

الكلمات الرئيسية