التصويب اللغوي في مشکلات موطأ مالک بن أنس لابن السِّيد البَطَلْيَوْسي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس أصول اللغة في کلية العربية بأسيوط

المستخلص

فاللغة العربية کانت سليقة العربي الأول وفطرته التي فطره الله تعالى عليها، تغذاها مع لبان الأمهات، فکان لا يحتاج إلى من يفسر له لغته، أو من يکشف له عن غوامضها، حتى اختلط بغيره من الأعاجم، أو بمن اختلطوا بهم من العرب أنفسهم، فبدأ اللحن يتسرب إلى ألسنة العامة ثم الخاصة، فأول ما کان منه في الألفاظ، ثم بدأ يتخذ طريقه إلى المعاني والتراکيب، ثم ظهرت بعد فترة ليست بالقصيرة تلک الکتب التي اصطلح على تسميتها بکتب التصحيح أو التصويب اللغوي، وکان أولها کتاب الکسائي ت189هـ " ما تلحن فيه العامة" وتوالت المؤلفات بعد ذلک کإصلاح المنطق لابن السکيت ت244هـ، وأدب الکاتب لابن قتيبة ت276هـ، ولحن العوام للزبيدي ت379هـ، وتثقيف اللسان وتلقيح الجنان لابن مکي الصقلي501هـ  ودرة الغواص للحريري ت516هـ، والمدخل إلى تقويم اللسان لابن هشام اللخمي577هـ، وغيرها.
وفي عصرنا الحاضر قام المحدثون بتحقيق هذه الکتب على نحو صنيع الدکتور رمضان عبد التواب، والدکتور عبد العزيز مطر وغيرهما، وکانت لهم دراسات مستقلة حول التصويب اللغوي مثل معجم الأغلاط الشائعة، ومعجم الأغلاط اللغوية لمحمد العدناني، ولغة الجرائد لإبراهيم اليازجي، وغيرهم کثيرون.
هذا ولما کانت کتب التصحيح اللغوي قديما قد أتى عليها الدارسون والباحثون بحثا ودراسة، فقد وليت وجهي تجاه کتاب لعالم لغوي أندلسي شارک بدور لا ينکر في حرکة التصحيح اللغوي في الأندلس، وهو العلامة أبو عبد الله بن السِّيد من خلال کتابه" مشکلات موطأ مالک بن أنس"؛ ليکون موضوعا لهذه الدراسة التي جاءت تحت عنوان " التصويب اللغوي في مشکلات موطأ مالک بن أنس لابن السِّيد البطليوسي".
والکتاب يقع في مائة وثمانين ورقة من القطع المتوسط، وکان اعتمادي على النسخة التي قام بتحقيقها طه بن علي بو سريح التونسي، طبع دار ابن حزم بيروت، الطبعة الأولى1420هـ 1999م.
 وکان من دوافع اختياري لهذا الموضوع ما يلي:
1 -  إيماني واقتناعي بأن التصويب اللغوي لم يکن قاصرا على الکتب المتعارف عليها بکتب التصحيح اللغوي، والدليل على ذلک أن کثيرا من کتب التراث اللغوي، بل والشرعي حوت الکثير من هذه الملامح التصويبية .
2 -  کتاب" مشکلات موطأ مالک" لعالم لغوي هو ابن السِّيد، تميَّز بمنهج متشدد في هذا الکتاب غالبا، وقد خالف المتشددين أحيانا، فالقول بتشدده ليس على إطلاقه، کما سيتضح في ثنايا البحث.
3 -  حوى الکتاب الکثير من تنبيهات المؤلف على أخطاء الخاصة من فقهاء ومحدثين، وکذا أخطاء لبعض العامة، فرأيت أن أقف معها وأحللها في ضوء معطيات الدرس اللغوي.
4 -  انطلاقا من دور السنة النبوية الشريف وتفعيلا لدورها - بعد القرآن الکريم- في خدمة اللغة الفصحى، فالکتاب موضع الدراسة انتقى مؤلفه بعض الألفاظ من موطأ مالک، وقام بشرحها شرحا لغويا، ونبه من خلال الشرح على بعض الأخطاء.
5 -  الکتاب موضع الدراسة في ألفاظ مختارة من کلام سيد الخلق وحبيب رب العالمين، ومعلوم أن کلامه r قمة في الفصاحة، وذروة في البلاغة.
وبناء على ما سبق رأيت أن أقف مع ملامح التصويب اللغوي في هذا الکتاب، وتحليلها لتکون باعثا وموجها إلى غير هذا الکتاب من مؤلفات ومصنفات.
وقد اقتضت طبيعة البحث أن يأتي في مقدمة وتمهيد وأربعة مباحث تعقبها خاتمة، ففي المقدمة ذکر لأهمية الموضوع والبواعث التي دفعت إليه، وکذا خطة الباحث في تناول الموضوع.
التمهيد : عرضت فيه لما يأتي:
أولا:ابن السيد البطليوسي فذکرت اسمه، ونسبه، ومکانته، وشيوخه، وتلامذته، ومؤلفاته.
ثانيا: کتاب "مشکلات موطأ مالک بن أنس" وبدأت ذلک بکلمة موجزة عن الکتاب ومنهجه، ثم ذکرت مصادر المؤلف فيه، ثم أوردت ملاحظات على الکتاب وتحقيقه، ثم تحدثت منهج ابن السِّيد في التصويب اللغوي.
المبحث الأول : عنوانه" التصويب على المستوى الصوتي" وعرضت فيه لما يلي:
1 - بين الفتح والکسر مع تغير المعنى، وذکرت تحته( حَفْنة - حِفْنة)
2 - بين الفتح والکسر بدون تغير المعنى وعرضت فيه:
أ-  القَسِيّ - القِسِيّ           ب-  العَتاقَة - العِتاقة
3- بين الفتح والإسکان وتحته:
أ- رُخْصَة – رُخَصَة                ب- الظَّلَع - الظَّلْع
ج- اللُّقَطة واللُّقْطة   
4- بين الزيادة والحذف والإبدال :
أولا: الزيادة:
-  الحُدَيْبِيَة - الحُدَيْبِيَّة 
ثانيا: الحذف: وتحته:      
أ- القَصْواء والقُصْوى وأَقْصَى
ب-   اللُّوبِياء - اللُّوبِيَا          ج- الحَفْيَاء والحَفْيَا
د- الميْت – المَيَّت
ثالثا: الإبدال:          
- عَقْرَى وحَلْقَى - عَقْرًا وحَلْقًا
والمبحث الثاني عنوانه" التصويب على مستوى البنية" وذکرت تحته ما يلي:
أولا: التصويب في صيغ الأفعال( عين الفعل)، وتحته ما يلي:
أ‌-     ما قد يؤدي الخطأ فيه إلى اللبس بين المعاني، وأوردت تحته
1-     غَرَبَت – غَرُبَت
2-     کَبِرَ - کَبُرَ
ب‌-  صيغ ضعيفة أو قليلة مروية لا ينبغي إنکارها، وذکرت تحته: رَعَفَ ورَعُفَ ورَعِفَ
ج- لغة معروفة ومعزوة وهي غير معروفة عند المؤلف، وذکرت تحت ذلک:
نَکَل َيَنکِل - نَکِلَ يَنکَلُ.
د- بين التشديد والتخفيف في عين الکلمة، وتحته: عَلَفَ –عَلَّفَ.
ثانيا: التصويب في صيغ الأسماء، وتحته ما يلي:
1-  تصويب فَعَلَات بفتحات متتابعة، وتخطئة فَعْلَات بفتح فسکون، وذکرت تحته:
 أ- غَرَفَات - غَرْفَات           ب- حَفَنَات – حَفْنَات.
   2- بين فَعِيل وفَعَل، وذکرت تحته:  حَدِيث – حَدَث.
3- تصويب مَفْعِل وتخطئة مَفْعَل ومَفْعُل من کلمة (معدن)
4- بين مَفْعَلَة ومَفْعِلَة، وذکرت تحته:  مَشْيَخَة ومِشْيَخَة.
5- بين أتان وأتانة.
6- بين صيغ الجموع، وذکرت تحته:
أ-  أخَاقِيق - لَخَاقِيق           ب-  النَّعَم والأنعام.
المبحث الثالث : عنوانه" التصويب على المستوى الترکيبي" وتحته ما يلي:
1- بين خطاب الحاضر والغائب، وذکرت تحته ( أليس قد علمت – ألست قد علمت)
2- امتناع الجزم في جواب النهي لأدائه إلى فساد المعنى.
3- بين إن النافية وأن المصدرية.
المبحث الرابع : عنوانه" التصويب على المستوى الدلالي" وتحته ما يلي:
أولا: تصويب في معاني بعض الکلمات، وذکرت تحته ما يلي:
1-  إطلاق الکعب على ظهر القدم.
2-  إطلاق الإهاب على جلد الإبل والبقر والغنم.
3-  الکسوف والخسوف للشمس والقمر.
4-  بين الثَّلة والحَيْلَة.
ثانيا: تصويب معنى الکلمة اعتمادا على اشتقاقها.
ثالثا: فروق دقيقة بين دلالات بعض الکلمات، وذکرت تحته:
في الأفعال:
تَبِضَّ - تَبِصَّ.
تَرِبَ - أتْرَبَ.
    3-  عَجَزَ يَعْجِزُ - عَجِزَ يَعْجَزُ.
4- تُطْلَقُ – تُطَلَّقُ.
5- قال – أقال.
6- هَوَى - أهْوى.
ثانيا: في الأسماء:
1-  أَکُول - أکِيلَة.
2-  حِرْم – حُرْم.
3-  ذو طِوَى - ذو طُواء.
4-  الرُّعَام والرُّغام والرَّغام.

الكلمات الرئيسية