خطبة الحجاج بن يوسف حين ولي العراق دراسة بلاغية نقدية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس البلاغة والنقد بکلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج

المستخلص

فإن الخطابة فن من فنون القول لا يقل شأناً في التأثير عن الشعر؛ ولذلک فقد عرفه العرب منذ القدم، وبرَّز فيه العديد من خطبائهم الذين أوتوا طلاقة لسان، وحسن صياغة، وقدرة على التأثير والإقناع، وامتلکوا من مفردات وتراکيب اللغة ما جعل خطبهم قوية مؤثرة.
وقد سجل التاريخ أسماء أعلام لهذا الفن ، وخلدهم بخطبهم التي ما زالت تتناقلها کتب اللغة وآدابها حتى عصرنا هذا ، أمثال: أکثم الصيفى، وقس بن ساعدة، وهانئ بن قبيصة الشيبانى، وغيرهم من خطباء الجاهلية الذين کانت خطبهم في أغلب الأمر ذات صبغة حماسية.
ومع ظهور الإسلام واتساع رقعته، انتشرت الخطابة انتشاراً هائلاً، وتنوعت اتجاهاتها وأغراضها تنوعاً مواکباً لکثرة الأحداث، وتعدد الفتوحات التي کانت تتطلب من القادة أن يکونوا خطباء قادرين على بث روح الشجاعة والإقدام في نفوس المجاهدين.
وفي العصر الأموي سطع نجم العديد من الخطباء الذين بهرت خطبهم العقول، وامتلکت القلوب، ونالت حظاً وافراً من التأثير والاستحسان، سواء في ذلک خطباء البيت الأموي أمثال: معاوية بن أبى سفيان، ويزيد بن معاوية، وعبد الملک بن مروان، وسليمان بن عبد الملک، وعمر بن عبد العزيزt ، وخطباء القادة والمصلحين أمثال: زياد بن أبيه، والحجاج بن يوسف الثقفي، وقتيبة بن مسلم الباهلى، والحسن البصري، وغيرهم .
وقد کان لخطبة الحجاج التي ألقاها في المسجد الجامع بالکوفة حين ولى العراق مکانة عالية بين الخطب السابقة واللاحقة لها على حد السواء، وعلى الرغم من شهرة هذه الخطبة وجودتها من الناحية الفنية، إلا أنها لم تنل حظها من الدراسات البلاغية التي تبرز ما تمتاز به من جمال فني.
لذا کان اتجاهي بهذا البحث نحوها لدراستها دراسة بلاغية مستفيضة، تحاول کشف سمات وخصائص ألفاظها، وتراکيبها، وأسلوبها بوجه عام.
وقد قامت خطة البحث على تقسيمه إلى مبحثين، قبلهما مقدمة وتمهيد، وبعدهما خاتمة ، وفهرسة بأهم مصادر ومراجع البحث ، وفهرسة أخرى للموضوعات التي اشتمل عليها .
أما المقدمة فقد أشرت فيها إلى مکانة الخطابة کفن من فنون القول عرفه العرب وامتدحوه، ثم إلى تنوعها وازدهارها بعد ظهور الإسلام، کما أشرت فيها إلى مکانة هذه الخطبه بين خطب العرب المأثورة.
وأما التمهيد فقد تحدثت فيه عن الحجاج بن يوسف صاحب الخطبة محل الدراسة، نسبه، وولايته العراق، وکيفية دخوله الکوفة واستقبال الناس له، ثم ذکرت بعضاً من مواقفه، ثم تحدثت فيه عن الخطبة وأشهر
الکتب التي ذکرتها.
وأما المبحثان فقد خصصت أولهما لتحليل الخطبة تحليلاً بلاغياً تناول ألفاظها، وتراکيبها، وصورها.
وخصصت الآخر للحديث عن أسلوبها ، وأهم السمات والخصائص التي يتميز بها.
وأما الخاتمة فقد ذکرت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال هذا البحث، وأشرت فيها إلى أن تراثنا النثري ما زال في حاجة للعديد من الدراسات البلاغية التي تکشف عما ينطوي عليه هذا التراث من أسرار بلاغية، وخصائص فنية.
والله الهادي إلى سواء السبيل
د/ صلاح حبيب سليمان

الكلمات الرئيسية