الالتفات وبلاغته في الحديـــث الشريف

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس المساعد بقسم البلاغة والنقد بکلية اللغة العربية بجرجا جامعة الأزهر

المستخلص

فأسلوب النبي-r- أسلوب منفرد في هذه اللغة، فإذا نظرت فيما صح نقله من کلام النبي-r- علي جهة الصناعتين اللغوية والبيانية، رأيته في الأولي مسدد اللفظ محکم الوضع جزل الترکيب متناسب الأجزاء في تأليف الکلمات: فخم الجملة واضح الصلة بين اللفظ ومعناه واللفظ وضريبة في التأليف والنسق، ثم لا ترى فيه حرفاً مضطرباً، ولا لفظة مستدعاة لمعناها أو مستکرهة عليه، ولا کلمة غيرها أتم منها أداءً للمعني وتأتيا لسره في الاستعمال؛ ورأيته في الثانية حسن المعرض، بين الجملة، واضح التفضيل، ظاهر الحدود، غريب اللمحة، ناصع البيان ثم لا ترى فيه إحالة ولا استکراها، ولا ترى اضطرابا ولا خطلاً، ولا استعانة من عجز، ولا توسعاً من ضيق، ولا ضعفاً في وجه من الوجوه"([1]).
ومن کانت هذه خصائص أسلوبه فهو حقيق بأن يشمر الباحثون عن سواعد الجد ويجتهدوا لدراسته والتعمق فيه لتذوقه والإفادة منه في تربية النشء، وأسلوب الالتفات في بيانه الکريم- عليه الصلاة والسلام- جاء رائعاً محکماً مثيراً للنشاط النفسي لدى المتلقي؛ لذا کان اختياري لموضوع هذا البحث الذي عنونته بـ "الالتفات وبلاغته في الحديث النبوي".
وقد حفزني إلي الکتابة فيه عدة حوافز أجملها في الآتي:
1-  أنه لم يدرس الالتفات في الحديث النبوي الشريف- فيما أعلم- دراسة مستقلة تجلي خصائصه وتستکنه أسراره البلاغية.
2-  لم أجد البلاغيين القدأمي أو المحدثين استشهدوا بحديث واحد من أحاديث النبي- r - وکأن البيان النبوي قد خلال من هذا الأسلوب البلاغي- فکان هذا البحث ليسد ثغرة أو يضع لبنة متواضعة في صرح هذا العلم الشامخ، فتکثر شواهد الالتفات وتتنوع مصادرها عند البلاغيين فبدلاً من الاقتصار علي الشواهد المتداولة من القرآن الکريم والشعر العربي يضاف إليها شواهد جديدة من مصدر ثري آخر وهو الحديث النبوي الشريف.
3-  ما يتمتع به کلام النبي-r - من ثراء في أغراضه ومعانية جعل من الالتفات البلاغي وسيلة بيانية استخدمها النبي في التعبير عن تلک الأغراض والمعاني.
4-    الرغبة في تذوق المزيد من البلاغة التطبيقية في البيان النبوي.
الخطة:
يتکون هذا البحث من مقدمة وفصلين وخاتمة وفهارس.

المقدمة: أتناول فيها أهمية الموضوع وأسباب اختياره وخطته ومنهجه والدراسات السابقة فيه.

الفصل الأول: من قضايا الالتفات عند البلاغيين، وأتناول فيه:-
أولاً: المصطلح.
ثانياً: شروط الالتفات.
ثالثاً: القيمة الجمالية للالتفات.
الفصلالثاني: من صور الالتفات في الحديث النبوي.
الخاتمة: أذکر فيها أهم النتائج.
الفهارس: فهرس المصادر والمراجع، فهرس الموضوعات.
منهج البحث:
أما المنهج المتبع في کتابة هذا البحث فهو المنهج الفني القائم علي أمرين:
الأول: تعيين موطن الالتفات في الحديث وبيان الصورة التي ينتمي إليها من صور الالتفات.
الثاني: محاولة استنباط سره وغرضه البلاغي.

الكلمات الرئيسية