نظراتٌ نقديَّة في تحقيقِ (الفَسْر) لابنِ جنِّي
إبراهيم
بن محمَّد البطشان
کلية اللغة العربية – جامعة القصيم
author
text
article
2013
ara
تعريف موجز : شَرَحَ أبوالفتحِ؛ عثمانُ بنُ جني ديوانَ أبي الطيب المتنبي في ثلاث مجلداتٍ ضخمة، وسمَّى شرحَه ذلک (الفَسْرَ)، ثمَّ کان الدکتور صفاء خلوصي – رحمه الله – أوَّلَ مَن عمِلَ على تحقيقه وإخراجه، فحقَّقَ معظمَ الجزء الأوَّل في السنوات 1968-1978م. ، ولم يُکتَب له التوفيقُ المأمولُ في إخراجِ هذا السِّفرِ النَّفيسِ ، فکثرَ ناقدوه، ثمَّ توفِّي ولم ينجز ما بدأ به، ثمَّ تولَّى الدکتور رضا رجب – رحمه الله – إخراجَ الکتابِ کاملًا في سنة 2004م ، وقد نظرتُ في الکتابِ وفي منهجِ تحقيقه نظراتٍ متأنيَّةٍ، وقرأتُه قراءةَ العارفِ بأسرارهِ ، الخبيرِ بشؤونِه ؛ وما ذاک إلا لطول صحبتي له ؛ فقد کنت – وما زلت – مشغولا مسکونًا بهذا الکتاب وصاحبيه منذ ما يزيدُ عن ثلاثين سنة. ولقد خرجتُ مِن هذه القراءةِ بنتيجةٍ مفادُها : أنَّ هذا الکتابَ النَّفيسَ قد أُسِيءَ إليه وإلى صاحبيهِ ، وأنَّهما زالَ بحاجةٍ إلى تحقيقٍ وإخراجٍ يحفظُ له مکانتَه ، وينفي عنه ما علِقَ به من خَبَثِ التَّصحيفِ والتَّحريفِ والتَّعليقِ والتَّحقيقِ. أهمية الموضوع وأسباب اختياره : هذَا شرحُ ديوانِ شاعِرِ العربيَّةِ ، مالئِ الدُّنيَا وشاغِلِ النَّاسِ ، سَطَّرَتْهُ يَدُ شيخِ العربيَّةِ وإمَامُها ، وعبقرِيُّ لُغتِهَا ونحوِها وتَصْريفِها. شرحٌ التَقَتْ فيهِ قَريحَةُ الشَّاعرِ المبْدِعِ بعَقْلِ العالمِ المفکِّرِ اللَّوذَعيِّ. أبو الفتحِ عُثمانُ بنُ جِنِّي الْمَوْصِلِيُّ (321-392هـ) ، شيخُ العربيَّةِ في عصرِهِ، وصاحبُ نظريةِ الاشتقاقِ الأکبرِ في العربية، يشرحَ ديوانَ شاعرِ العربيَّةِ، وعبقريِّ الکلمةِ ، أبي الطيِّبِ أحمدَ بنِ الحسين المتنبي ( 303-354هـ ) . وکانَ أبو الفتحِ الأجدَرَ بشرحِ هذا الديوانِ؛ لصُحبَتِهِ لأبي الطيبِ ، وقراءتِهِ ديوانَه عليه ، ومناقشتِهِ إيَّاهُ بعضَ عويصِ معانيه ، هذا معَ ما اشتُهِرَ عن أبي الفتحِ من دقَّةٍ في الفهمِ ، وقدرةٍ فائقةٍ في التحليلِ ، وعلوِّ کعبٍ في الدراساتِ الصرفيَّةِ واللِّسانية. وقد احتَفَى النُّقادُ - قديمًا وحديثًا– بالکتاب؛ لأنَّهُ ثمرةُ الْتِقاءِ شيخِ العربيةِ المبدِعِ بشاعِرِها العظيمِ، وأنَّهُ أوَّلُ شرحٍ موَثَّقٍ لشعرِ المتنبي، فإليهِ (( يعودُ الفضلُ الأمثلُ في کونِهِ أساسًا للدِّراسَاتِ المتنبِّئيَّةِ في الشرْق))([1]). وهوَ معَ کتاب أبي الفتحِ ( الفتحِ الوهبي ) المسمَّى الفسرُ الصَّغيرُ(( أقدمُ شروحِ الديوانِ وأوثَقُها ، وکلُّ من شرحَ شعرِ أبي الطيِّبِ بعدهما فإنَّما هوَ عيالٌ عليهما ، ولم نجد شرحًا لشعرِ أبي الطَّيبِ لا ينقلُ عن أبي الفتحِ ، ولا يُکثِرُ من ذکرِ تفسيراتِهِ مؤيِّدًا أو مُعارِضًا)) ([2]). قالَ البَاخَرزيُّ (- 467هـ ):(( ليسَ لأحدٍ من أئمَّةِ الأدبِ في فتحِ المقفَلاتِ ، وشرحِ المشکِلاتِ ما لَهُ ... فوربِّي إنَّهُ کشفَ الغِطَاءَ عن شعرِ المتنبي )) ([3]). ويکفي الفسرَ شرفًا أنَّهُ رائدُ شروحِ ديوانِ المتنبي ، وأوثقُ ناقلٍ لأفکارِ المتنبي ، ومعانيه الخفيَّة ، وهو - أيضًا - الباعثُ الفاعلُ ، والمحورُ الرَّئيس في الحرکةِ النَّقديةِ حولَ المتنبي وشعرِهِ. مشکلة البحث وتساؤلاته وأهدافه : لقَدْ تَمَلَّکني العَجَبُ - کما تَمَلَّکَ کثيرًا مِنْ أساتِذَتي - إذْ کيفَ يظَلُّ هذا السفْرُ النَّفيسُ رهينَ المحبِسَينِ ؛ حبْسِ بقَاءِ معظمِهِ لَمَّا يُحَقَّق بَعْدُ ، وحبْسِ مَا اعْتَوَرَ بعضَهُ المحقَّقَ من جَورٍ وإجْحَافٍ. ثمَّ إنَّهُ ليزدَادُ عَجبِي عنْدَما أرى مُعظمَ شُرُوحِ ديوانِ أبي الطَّيِّبِ قدْ حُقِّقَتْ ونالَتْ مِنَ العِنَايَةِ مَا تَسْتَحِقُّ ، ثُمَّ أجِدُ هذا الشَّرحَ لَمَّا ينَلْ بَعْدُ العنايةَ التي تجْلُو عنْهُ صَدَأَ الغُربَةِ ، وقَيْدَ الأيامِ ، وکانَ الأجدَرُ بهِ أنْ يکونَ أوَّلَ الشُّروحِ ، وأَوْلاَهَا بالعنايةِ والرَّعايَةِ ؛ لأنَّ جميعَ الشُّرُوحِ بعَدَهُ عيالٌ عليهِ ، متأثرةٌ به ، آخذةٌ منه.
حولية کلية اللغة العربية بجرجا
جامعة الأزهر (جرجا)، کلية اللغة العربية
2356-9050
17
v.
5
no.
2013
3767
3800
https://bfag.journals.ekb.eg/article_22418_95b4461afeeae094facdaf36764507e8.pdf
dx.doi.org/10.21608/bfag.2013.22418
المفارقة في شعر محمود الخفيف "دراسة فنية تحليلية"
نبيل
أحمد عبد العزيز رفاعى
أستاذ الأدب والنقد المساعد فى کلية الدراسات الإسلامية
والعربية للبنات بسوهاج
author
text
article
2013
ara
المفارقة ظاهرة فنية جديرة بالبحث والدراسة؛ حيث إن کثيرًا من الفنون والعلوم تتجاذب أطرافها؛ لأنها في حاجة ماسة إليها، فتحتاج إليها الفلسفة کما يحتاج إليها الأدب وعلم الاجتماع، بل وعلم النفس أيضًا؛ لأنها کثيرًا ما تکون داخل النفس الإنسانية مثلما تکون خارجها؛ لذا وجدنا اختلافات کثيرة حول تحديد التعريف نتيجة غموض المصطلح، مما دعا (دي سي ميويک) أن "يؤکد على وجود الظاهرة قبل إطلاق الاسم عليها، وبالتالي الکلمة وجدت وأطلقت على الظاهرة قبل المفهوم"([1]). من هذا المنطلق وجدنا الدکتور "ناصر شبانة" يؤکد على ضرورة الفصل بين وجود المفارقة ووعي الإنسان بها، ويضرب لذلک مثالاً: "أن والدا قابيل وهابيل أدرکا بعمق المفارقة، حين طعن قابيل أخاه هابيل، لکنهما لم يعيا المصطلح، وکذلک المهلهل الذي قتل أخاه کليب وأنشد شعرًا"([2]). قصد من خلال هذا المثل وجود المفارقة في طيات هذه الأحداث، والإنسان غير واعٍ لذلک. من هنا يمکننا أن نؤيد الرأي الذي يؤکد على أن "المفارقة جزء من طبيعة الحياة کلها؛ لأن الحياة من حولنا مليئة بالخلل والتناقضات، والأقوال والأفعال والأحداث غير المبررة، بل إن هذا التناقض/ المفارقة کثيرًا ما يکون داخل النفس الإنسانية، وليس خارجها فحسب. وإذا کانت المفارقة جزءًا من الحياة والنفس، فإنهما – کذلک – جوهر في الأدب، فهي تعکس وظيفته النهائية التي تقوم على الصراع بين الذات والموضوع، الداخل والخارج، الوجود والعدم"([3]). لذا أجد نفسي أقف موقف المعارض لمن يقول بأن صانع المفارقة "سقراط" أو غيره، فکان من الواجب على من يقول ذلک أن يؤکد لنا أنه يقصد بقوله هذا "اللفظ" وليس المفهوم؛ لأن مفهوم هذا المصطلح قديم قدم الإنسان، يقول أحد النقاد:- "إن المفارقة ظاهرة أساسية في الطبيعة الإنسانية، وتکاد تکون سلسلة المقابلات هي أبرز السلاسل التى تنظم الحياة، فلا کبر إلا وله صغر، ولا أول إلا وله آخر، ولا نوم إلا وله يقظة، والإيقاع الفطري عند المبدع هو الذي يقوده بالضرورة إلى ربط هذه الإدراکات بعالمه الشعري، ثم يقوده بالضرورة إلى لغة تحتويها ليحقق التوافق بين الصياغة والعالم دون أن يفقد في هذه العملية ذاتيته التي قد تمايز بين عناصر المفارقة فتزيد في هذه، وتنقص في تلک"([4]). من هنا يتبين لنا أن المفارقة کامنة في الطبيعة الإنسانية، إلا أنها لا تظهر لنا إلا من خلال مبدع يقوم بربط الإدراکات فيما بينها وبين بعض. لذا کان انطلاقي نحو القيام بعمل هذا البحث في المفارقة الشعرية عند شاعر لم يأخذ حقه، ولم ينل المکانة التي يستحقها مع أنه يُعدّ من الشعراء العظام في العصر الحديث، وفي جيل الستينيات بالذات، ألا وهو "محمود الخفيف"، فبالنظر إلى ديوانه نجد أن المفارقة عنده تعبّر عنه بعدٍ نفسيٍّ مؤلم ومؤثر، خاصة وأنه عاش في فترة کان على الأديب أن يعمل ألف حساب لکلمته التي قد لا توافق من بيدهم زمام الأمور، فلقد أزعج شعره الوطني کثيرًا ممن يعدونه هجومًا عليهم؛ لأنه نقد الکثيرين ممن عملوا على هدم الوطن واللعب بمقدراته، وسنتطرق لذلک عند الحديث عن الشاعر. فالمفارقة في شعره تحتاج إلى قارئ مميز وحصيف، قارئ متمهل متأنٍّ ليدرک ما فيه. إن هذا الرجل جديرٌ بالدراسة والبحث؛ لأن شعره يحمل کثيرًا من المتناقضات، کما أنني رأيت من العيب والعار أن توضع أعماله في طيِّ النسيان. ومع أن المفارقة تظهر جلية واضحة کل الوضوح في الأعمال المسرحية والقصصية، إلا أنني رأيت أن أدرس هذا المفهوم عند شاعر من الشعراء، وذلک لإيماني بأن "الشاعر جزء من عالمه الکبير، وشعره نوع من خلق العالم باللغة، واللغة في الشعر تجلٍّ "خاص" تنبني عليه رؤية "خاصة" للعالم والأشياء التي تعتبر المفارقة جزءًا أساسيًّا منها. ولذا تُعدُّ المفارقة تقنية من تقنيات ذلک الخلق الخاص باللغة، وتعتمد – بوصفها تقنية شعرية لغوية – على تشکيل يُفجِّر في اللغة الشعرية کوامنها؛ للتوصل إلى عمل إبداعي يواجه الضرورة في الواقع، ويوقظ الوعي في المتلقي، ويکشف عن زيف کثير من مسلمات هذا الواقع"([5]). حقًّا لقد کان الشاعر "محمود الخفيف" جزءًا من عالمه الذي يعيش فيه، فقد عبَّر في شعره عن هموم وطنه، بل وهجم على کل أعدائه أيّاً کانت مناصبهم أو سلطاتهم، ولقد شاعت المفارقة في شعره بدرجة واضحة ظاهرة؛ نظرًا لما مرّ به من أحداث معاشة کانت أو ذهنية؛ لأنه عبّر عن أحداث عرفها من خلال اهتمامه بدراسة التاريخ، فالدارس لشعره يجد کثيرًا من المتناقضات التي تظهر فيها المفارقة المصورة تصويرًا بارعًا عظيمًا. وقد جاءت الدراسة على النحو التالي: - المقدمة : وتحدثت فيها عن أهمية المفارقة بالنسبة لمختلف العلوم والفنون، وعن غموض هذا المصطلح، کما تحدثت عن ضرورة الفصل بين وجود المفارقة ووعي الإنسان بها. التوطئة : وضحت فيها وعي الإنسان بالمفارقة، وتحدثت عن هذا المصطلح، وعن الحقول المعرفية التي تغذي المفارقة، وتناولت بعض التعريفات التي تؤکد على أهمية المفارقة، کما تحدثت عن حياة شاعرنا ونشأته ومؤلفاته، وآراء بعض الأدباء فيه. المبحث الأول : وتحدثت فيه عن تعريف المفارقة لغة واصطلاحًا. المبحث الثاني : وجاء فيه، الرحلة التاريخية لمفهوم المفارقة وهي متعددة:- المفارقة عند العرب (البلاغة العربية القدمية – المفارقة والفلسفة – عند الفلاسفة المحدثين – في النقد الحديث). المبحث الثالث : وتناولت فيه الآتي : - صاحب المفارقة أو صانع المفارقة – المفارقة والقارئ أو المتلقي – لغة المفارقة – أدوات المفارقة – عناصر المفارقة – وظيفة المفارقة – أهداف المفارقة – أنواع المفارقة – بواعث المفارقة عند الخفيف. المبحث الرابع : وجاء فيه : أنواع المفارقات عند "محمود الخفيف"، أولاً : المفارقة اللفظية ، ثانيًا : مفارقة التضاد ، ثالثًا : مفارقة السخرية - مفارقة الإنکار – مفارقة الموقف المبحث الخامس: وفيه ما يأتي : - المفارقة الرومانسية – المفارقة الدرامية – المفارقة التصويرية – المفارقة الزمانية – المفارقة المکانية – المفارقة الشخصية. المبحث السادس : وعنوانه : المفارقة والقيم الفنية : التشبيه – الاستعارة – الکناية – الطباق – الجناس – التکرار – الاقتباس. الخاتمة : وتحدثت فيها بطريقة موجزة عن أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال هذا البحث. الفهرس: أ – فهرس المصادر والمراجع . ب – فهرس المحتوى . أرجو أن تحقق الدراسة هدفها المنشود ، وأن تکون خطوة على طريق البحث الجاد، تتبعها خطوات، وأرجو أن يکتب لها التوفيق والسداد. وما توفيقي إلا بالله عليه توکلت وإليه أنيب صدق الله العظيم
حولية کلية اللغة العربية بجرجا
جامعة الأزهر (جرجا)، کلية اللغة العربية
2356-9050
17
v.
5
no.
2013
3801
3902
https://bfag.journals.ekb.eg/article_22419_1c0c6860f698750801c1f015eb23a775.pdf
dx.doi.org/10.21608/bfag.2013.22419
توظيف النادرة في القصة المصرية في العصر الحديث (قصة أشعب ملک الطفيليين لتوفيق الحکيم أنموذجًا)
الريدي
عبد الحفيظ عبد الرحمن حمدان
مدرس الأدب والنقد بکلية البنات الإسلامية بأسيوط
جامعة الأزهر الشريف
author
text
article
2013
ara
فسمة الأدب الحيّ أنه يعتمد على الأصالة والمعاصرة، وأعظم أدبائنا هم الذين وعوا التراث وهضموه، وأفادوا منه واستلهموه، وفي الوقت ذاته تفتحوا للجديد وقبلوه، وبقوميتهم صبغوه، وبأصالتهم مزجوه. وتوفيق الحکيم واحد من هؤلاء الذين راقهم تراثهم، فراح يستلهمه هادفا إظهار جماله وبهائه. وقصة (أشعب ملک الطفيليين) تمثل هذا الاتجاه بوضوح، فأعدها ليُطْلِع العالم الغربي والعربي على روائع الأدب العربي وقدرته على تصوير الطبائع ورسم الأشخاص ولکن بأسوب الغربيين الذين تروقهم اللوحة الکاملة ذات الحوادث المتصلة؛ فراح يجمع ما تفرق وراقه من لوحات قصيرة عن نوادر وأخبار الطفيليين والظرفاء وحيلهم، ودمجها مع أخبار ونوادر أشعب – الذي جعله بطل قصته – وخلط ذلک کله ثم أعاد ترتيبه في سلسلة أحداث جعلها محکمة متنامية. وقد أثار انتباهي حضور النادرة فيها بشکل رائق شائق، الأمر الذي دفعني إلى الکشف عن سيکولوجية الإبداع في بناء هذا الکم من النوادر في القصة، والتي کانت تتم في وعي تام ودراسة محکمة لکل خطوة فيها. فکان هدف البحث الکشف عن تقنيات توظيف النادرة في (قصة أشعب ملک الطفيليين). وقد اتبع البحث في تحقيق هذه الغاية المنهج الاستقرائي التحليلي؛ فتتبع النوادر يجمعها ويحللها ليصل إلى تقنيات عامة يستطيع البحث أن يصنّف کل فئة من النوادر تحت التقنية التي اتبعها توفيق الحکيم فيها؛ ولکي يتم هذا بمنهجية کان لابد من مقارنة النادرة في القصة بأصلها في کتب التراث؛ ليُعلم الطرائق التي اتبعها في توظيفه للنوادر. وقد جاءت الخطة لتحقق هذا الهدف في مبحثين تسبقهما مقدمة وتمهيد، وتعقبهما خاتمة ثم فهرس للمصادر والمراجع. أما المقدمة: فعرضت أهمية الموضوع وسبب اختياره ومنهج وخطة دراسته. وأما التمهيد: ففيه إطلالة على حياة توفيق الحکيم وإبداعاته. وأما المبحث الأول: فعن (توظيف النادرة بين المصطلح والتطبيق). وقد انتظم في مطالب ثلاثة: المطلب الأول: معنى التوظيف في اللغة واصطلاح النقاد. المطلب الثاني: معنى النادرة في اللغة واصطلاح النقاد. المطلب الثالث: اطلالة موجزة على تجليات النادرة في القصة المصرية في العصر الحديث. وأما المبحث الثاني: فجاء بعنوان: (توظيف النادرة في قصة أشعب دوافع وتقنيات). وقد جاء في مطلبين: المطلب الأول: تناول أسباب توظيف توفيق الحکيم للنوادر في قصة أشعب. والمطلب الثاني: عن تقنيات توظيف النادرة في قصة أشعب. ثم الخاتمة: وفيها أهم نتائج البحث. ثم فهرس للمصادر والمراجع. والله أسأل التوفيق والسداد والهدى والرشاد، وبه أستعين فإنه خير موفِّق وخير معين، وبإسعاف الطالبين قمين. الباحث د / الريدي عبد الحفيظ عبد الرحمن حمدان مدرس الأدب والنقد بکلية البنات الإسلامية بأسيوط جامعة الأزهر الشريف
حولية کلية اللغة العربية بجرجا
جامعة الأزهر (جرجا)، کلية اللغة العربية
2356-9050
17
v.
5
no.
2013
3903
3952
https://bfag.journals.ekb.eg/article_22420_fd5463ebc84730756d72d4525d3fda9a.pdf
dx.doi.org/10.21608/bfag.2013.22420
التقديم والتأخير بين سيبويه و عبدالقاهر دراسة بلاغية تحليلية وموازنة
إسماعيل
محمد الأنور محمد إسماعيل
المدرس بقسم البلاغة والنقد فى کلية اللغة العربية بجرجا ـ جامعة الازهر
author
text
article
2013
ara
أحمدُک اللهم حمداً يليق بجلالک ، وأُصلِّى وأسُـلِّم على أفضل خلقک (محمد) e . ( وبعد ) فَمِمَّا لاشک فيه أنَّ أسلوب (التقديم والتأخير) من الأساليب التى ورد ذکرها بکثرة کاثرة فى کتاب الله U وفى ديوان العرب شعراً ونثراً، وکان هذا الأسلوب مناط إعجاب – وما يزال – لدى البلاغيين، والنحاة واللغويين، وکذلک النُّقَّاد، ولذلک أوْلى هؤلاء – وفى المقدِّمة منهم أئمَّتهم – الأسلوب المذکور، عنايةً فائقةً؛ لأهمِّيَّته فى الکلام، ولِدقَّته، ولغموضه، ولأنَّ التَّعمُّق فيه، والوصول إلى أسراره، ولطائفه التى ينطوى عليها يعنى الوقوف على وادٍ من أودية البلاغة ، وکنز من کنوز البيان . ومن ثَمَّ فقد عدَّ الإمام (عبدالقاهر الجرجانى) هذا الأسلوب دقيقة من دقائق النظم ، ومفردة من مفرداته، وعقد له فصلاً خاصَّـاً فى دلائله، ونوَّه بشأنه، ونعته بأنه: “ بابُ کثيرُ الفوائد، جَمُّ المحاسن، واسع التَّصَرُّف، بعيد الغاية، لا يزال يفترُّ لک عن بديعه ، ويُفضى بک إلى لطيفه ، ولا تزال ترى شعراً يروقُک مسمعُهُ ، ويلطف لديک موقعه ، ثم تنظر فتجد سبب أن راقک ولطُف عندک، أنْ قـُدِّم فيه شىءٌ ، وحُوِّل اللفظ عن مکان إلى مکان “ ([1]) . على أنَّ الإمام بوصفه هذا للأسلوب المذکور لم يبدأ من فراغ ، وإنَّما کان قد أفاد من جهود سابقيه من أئمة النحو ، واللغة ، والأدب ، والنَّقد ، والبلاغة والإعجاز([2])، وفى طليعة هؤلاء ( سيبويه ) ( ت 180 هـ ) الذى أشار إليه الإمام فى ( دلائل الإعجاز ) مرَّات بقوله (صاحب الکتاب) ذلک فى باب ( التقديم ) وغيره، على نحو ما سنرى – إن شاء الله – فى هذا البحث . فـ(سيبويه) هو أوَّل من أشار إلى القضية المذکورة وطرق بابها فى (الکتاب) الذى حوى کثيراً من المسائل البلاغية ، وکان من الرُّوَّاد الذين أسهموا بنصيب وافر فى تأسيس علم البلاغة ، ومن الأئمَّة العظام الذين کان تأثيرهم ضارباً بجذوره فى عقل الإمام ، حيث إنَّ مؤلَّفه کان أوَّل أثر نحوى يُعنى بالتنبيه “ على مقاصد العرب ، وأنحاء تصرُّفاتها فى ألفاظها ومعانيها ، ولم يُقتصر فيه على بيان أنَّ الفاعل مرفوع ، والمفعول منصوب ، ونحو ذلک ، بل هو يبيِّن فى کُلِّ باب ما يليق به ، حتى إنَّه احتوى على علم المعانى والبيان ، ووجوه تصرُّفات الألفاظ والمعانى “ ([3]) . وبالتأمُّل الدقيق فيما ورد على لسان ( الإمام عبد القاهر ) فى صدر حديثه عن ( التقديم والتأخير ) ندرک تمام الإدراک أنَّ فکرة تسطيره للفصل الخاص بالأسلوب المذکور إنَّما کانت فى الأساس قائمة على کونها ردَّ فِعْل لفکرة طرحها (سيبويه) فى کتابه ، والتى ذهب فيها إلى " أنَّهم إنما يُقدِّمون الذى بيانُه أهمُّ لهم، وهم ببيانه أعنى، وإن کانا جميعاً يُهِمَّانِهم ويعنيانهم " ([4]) ، وذلک من غير أن يُبيِّن سِرَّ العناية بهذا دون ذاک ، أو يکشف لنا عن الوجه الذى کان من أجله أحدُهما أهمَّ من الآخر . حيث إنَّه لمَّا جاء ( الإمام عبد القاهر ) ، وقد قرأ ما قرأ فى الکتاب لـ(سيبويه) ، ووقعت عيناه على الفکرة المذکورة کان هذا الوقوع بمثابة ضوء رقيق جداً لفت نظر الإمام ، فأراد أن يرُدَّ على تلک الفِکرة ، وعلى غيرها من الرُّؤى والأفکار التى صدَرت من ( سيبويه ) وأمثاله ممن لم يف مسائل التُّراث البلاغى حقَّها ، وعقد الإمام العزم على أن يُعير بلاغة ( التقديم والتأخير ) – وبالطبع غيره من المسائل البلاغية الأخرى – کبير اهتمام معتمداً على مجموعة من الأسس العلمية التى وضعها لنفسه ، وأن يذکر کُلَّ ما يجول بخاطره ، وما يعنُّ له من أمور تتعلق بالأسلوب المذکور وغيره . ومِمَّا يدُلُّ على ما قُلْتُ من أنَّ صنيع الإمام هذا إنما کان ردَّ فعل لمقولة (سيبويه ) السابقة التى تختصر دلالة التقديم فى أنَّه يُقال فى کُلِّ شىءٍ قـُـدِّم: أنه قـُـدِّم للعناية والاهتمام – أقول : مما يدُلُّ على ذلک – قول الإمام: “ واعلم أنَّا لم نجدهم اعتمدوا فيه ([5]) شيئاً يجرى مجرى الأصل غير العناية والاهتمام ، قال صاحب الکتاب وهو يذکر الفاعل والمفعول : ( کأنَّهم يُقدِّمون الذى بيانه أهمُّ لهم، وببيانه أعنى، وإنْ کانا جميعاً يُهمَّانِهم، ويعنيانهم)، ولم يذکر مثالاً لذلک“([6]). وواضح من کلام الإمام هذا : أنَّه يشى بأنَّ الصَّواب قَدْ نَدَّ عن ( سيبويه ) حينما ذهب إلى أنَّ التقديم مقصور على العناية والاهتمام بشأن المُقدَّم ، مِمَّا حدا بالإمام أن يقوم بتسطير بحثه عن الأسلوب المذکور . ذلک فضلاً عن أنَّ هُناک مواقف أخرى لـ ( سيبويه ) ، ولغيره ، منها ما قَبِلَهُ الإمام وأفاد منه أيَّما إفادة ، وزاده شرحاً وتعليقاً وتذييلاً ، ومنها ما رفضه الإمام وردَّه ذاکراً حُجَجه وبراهينه على نحو ما سيتضح لنا فى هذا البحث ، مِما يدُلُّ على أنَّ الإمام وقف على کتاب ( سيبويه ) وأفاد من دراساته . أضف إلى ذلک أنَّ بعض البلاغيين المتأخِّرين مِمَّن کان لهم جهد بارز فى التنقيب عن معلوماتهم من ( الکتاب ) لـ ( سيبويه ) کانوا فى بحثهم ، ولاسيَّما عن ( التقديم والتأخير ) يستقون معلوماتهم من الکتاب المذکور . وهذا يعنى أن ( الکتاب ) لـ ( سيبويه ) أصلٌ من أهم الأصول التى استفاد منها البلاغيون ، وعلى رأسهم إمامهم عبدُ القاهر الجرجانى . لهذا کُلِّه ، وانطلاقاً من أعمال العالميْن الجليلين (سيبويه)، و(عبدالقاهر) فيما ذکراه عن ( التقديم والتأخير ) رغَّبَتْ إلىَّ نفسى فى الميل إلى التُّراث أمتح من معينه ، وأستقى من نبعه ، وفى أن يمتشق قلمى فيما تناوله العالمان العظيمان من قضايا تتعلَّق بالأسلوب المذکور ؛ لإماطة اللثام عن جهودهما فى تلک القضايا ؛ تطلُّعاً إلى الوقوف على وجهة نظر کُلٍّ ، من خلال قدح زند الفکر فيما سطَّراه ، مُنصِّباً نفسى للحکم بالفصل والموازنة بينهما ، واضعاً الأمور فى نصابها ، ذلک بعد کشف النِّقاب عن بعض اللطائف والأسرار التى ينطوى عليها التقديم والتأخير عندهما ، ومنه إلى وضع اليد على مدى صِحَّة وعى الإمام وتدقيقه فيما ذهب إليه ( سيبويه ) من عرض لقضايا تتعلَّق بالتقديم والتأخير. فکانت تلک الدراسة محاولة للکشف عن جزء يسير من قيمة تراثنا الخالد فى مصدريْن من مصادره الأساسية ، التى کان لها أکبر الأثر على التأليف البلاغى، وإبراز استمراريَّته ، وإيماناً مِنِّى بأنَّ العودة إلى التراث والنَّظر فيه بصبر وإخلاص جزء من تنمية أذواقنا ، ومنه إلى فهم النصوص وتذوُّقِها ، ذلک فضلاً عن أنَّ الدراسة المذکورة لها دوْرٌ فعَّال فى استبطان بعض المعانى التى هى محلُّ أخذٍ وردٍّ . کان ذلک بعض ما حفزنى إلى دراسة ( التقديم والتأخير ) عند الرَّجليْن ، ولکى أَصِلَ إلى مبُتغاى فيما ذکرتُ آثرت أن تکون تلک الدِّراسة بعنوان : ( التقديم والتأخير بين " سيبويه " و " عبد القاهر " ) " دراسة بلاغية تحليلية وموازنة " مع ملاحظة أنَّه مما يزيد من قيمة هذا الموضوع هو : خـُـلـُـوُّ مکتبة الدراسات البلاغية من مثل هذه الدراسة – على حسب علمى – حيث إننى لم أعرف أحداً سبقنى إلى هذا البحث بدراسة مستقلَّة ، وإن کانت هُناک بعض الرَّشفات المتعلِّقة به والمتناثرة هُنا وهُناک . هذا ، ولمَّا کانت تلک الدِّراسة تعتمد أساساً على الموازنة بين فکريْن ، تمييزاً بيْن سماتهما بعد درس وتمحيص لآثار کُلٍّ من السابق واللاحق ، وتجليتها، فقد اقتضانى هذا أن أنظم البحث فى ثلاثة مباحث تسبقها مُقدّمة ، وتتبعها خاتمة ، وفهارس للمصادر والمراجع ، وأخرى للموضوعات المتعلِّقة بالبحث . أمَّا المُقدِّمة : فتناولت فيها أهمية الموضوع وأسباب اختيارى له . وأمَّا المبحث الأول : فعنوانه : ( التقديم والتأخير فى تراث " سيبويه " عرض وتحليل ) . وقد عرضت فى هذا المبحث لأغراض التقديم وصوره عند " سيبويه " وقُمت بدراستها عارضاً لها ومُحلِّلاً ، مُجلِّياً مدى انتفاع البلاغيين بالآثار التى خلَّفها " سيبويه " عن الأسلوب المذکور ، مُمهِّداً لِما عرضتُ بتوطئةٍ ألقيت فيها الضوء على أهمِّية (الکتاب)، باعتباره مصدراً هامّاً من مصادر البحث البلاغى ، موضِّحاً ذلک بالدليل والبرهان . أمَّا المبحث الثانى : فهو بعنوان : ( التقديم والتأخير عند " الإمام عبد القاهر الجرجانى " عرض وتحليل ) . وفى هذا المبحث أبنت عمَّا عَرَضَ له الإمام من قضايا تتعلَّق بالتقديم والتأخير کاشفاً عن جوانبها کما تصوَّرها الإمام نفسه ، دارساً لتلک القضايا دراسة فنِّية تحليلية ، مشيراً إلى أنَّ الإمام قام بمعالجتها معالجة تنم عن سعة معرفته ورهافة حِسِّه ، وذوقه ، وبراعة حذقه لفنون التعبير العربى ، وأنَّه طوَّف حول الأسلوب المذکور بآفاق کثيرة لم يهتد إليها من قَبْله ، واضعاً خصائص ومميِّزات للتقديم لم نعهدها عند سابقيه ، ومن ثم کان الإمام أمثل منهم فى طريقة عرضه للتقديم والتأخير ، وتناوله له . والمبحث الثالث : کان بعنوان : ( موازنة بيْن العالميْن الجليلين ) . وقد جاء هذا المبحث مُتمِّماً لصورة البحث ، حيث قام هذا المبحث بالکشف عن جهود کُلٍّ من الرَّجلين بالمقارنة بينهما ، مُجلـٍّـياً أنَّ هُناک تفاوتاً وتبايناً بين نظرة کُلٍّ إلى (التقديم والتأخير)، من حيث الغرض من هذا الأسلوب، ومنهج کُلٍّ من العالميْن ، وطريقته فى التناول ، والشَّرح والمُعالجة ، ومشيراً کذلک إلى بعض أوجه التشابه فيما بينهما ، وذلک فى ضوء ما ذُکِر فى المبحثين السابقين . وختمت هذا البحث بخاتمة سَجَّلت فيها خُلاصة البحث وأهم نتائجه . وبالطبع تأتى بعد ذلک الفهارس الفنِّية الخاصة بمصادر البحث ومراجعة متبوعة بفهرس للموضوعات . ومن الجدير بالتسجيل فى هذا المقام هو : أننى حينما بدأت العمل فى هذا البحث لم أکن أتوقَّع أنه سيتسع علىَّ بهذه الصورة التى جاء عليها ، ولکن ظروف البحث وطبيعته اقتضت أن يأتى فى حلقات متَّصلة اتصالاً يُسلِّمُ کُلَّ حلقة منها إلى التى تليها مما تطلَّب أن تحثُ فى تلک الحلقات الخُطى ، وتغزُ السيْرُ ، إذ إنَّ کُلَّ حلقة تستلزم التى بعدها ، واللاحقة تتوقف على السابقة ، وهکذا ، ولذلک اتسعت دائرة البحث ، مما دفعنى إلى مزيد من العمل والجدِّية فى هذا البحث ، حتى خرج بهذه الصَّورة التى أرجو أن لا أکون قد أسهبتُ فيها بما يُمِلُّ ، أو لا أکون قد قصَّرْتُ وأوجزْت بما يُخِلُّ . وبعد فإنى أحمدُ الله U على ما وفَّق وأعان ، فهو وحده يشهد أننى لم آل جهداً، ولم أدَّخر وسعاً فى إخراج هذا العمل المتواضع على هذا النحو الذى جاء عليه فى صورته هذه ، کما أننى لا أستطيع الادٍّعاء بأنَّ الموضوع قد استوعب کُلَّ عناصره ، واستوفى کُلَّ شىءٍ يخصُّه ، فهذا ادٍّعاء لا يتـَّـفق مع الرُّوح العلمية ، إذ إنَّ الکمال لله U وحده ، وإنما أستطيع أنْ أقول : إننى بذلت جهداً مُخلصاً ، فإنْ کان التوفيق قد حالفنى فذلک فضل من الله ومِنَّة ، ، وإنْ کانت الأخرى فمن نفسى ، وحسبى أننى أخلصت النِّيَّة ، وبذلْت قُصارى جهدى . والله أسأل أن يجعلَ عملى هذا خالصاً لوجهه الکريم . کما أسأله – سبحانه – أن يوفِّقنا دائماً لخدمة لغة القرآن الکريم ، وأن يهدينا سواء السبيل ، وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الکريم ، إنه نعم المولى ونعم النصير . ( ربَّنا عليک توکّلْنا وإليک أنبنا وإليک المصير ) دکتور / إسماعيل محمد الأنور محمد إسماعيل المدرس بقسم البلاغة والنقد فى کلية اللغة العربية بجرجا
حولية کلية اللغة العربية بجرجا
جامعة الأزهر (جرجا)، کلية اللغة العربية
2356-9050
17
v.
5
no.
2013
3953
4239
https://bfag.journals.ekb.eg/article_22421_216a03b0d1d3431d12878a086c648694.pdf
الشلَوبين الصَّغير وآراؤه النحوية
جلال
حسن سيد زايد
أستاذ اللغويات المساعد في کلية اللغة العربية بأسيوط
author
text
article
2013
ara
الحمد له الذي شرف اللغة العربية بأن جعلها لغة القرآن الکريم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أوتي جوامع الکلم فکان أفصح العرب ورضي الله عن صحابته أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين ... وبعد ،،، فهذا علم من أعلام النحو الأندلسي ، وهو أبو عبدالله الشلوبين الصَّغير المتوفى 660هـ وهو من علماء القرن السابع الهجري ، وکان هذا القرن هو عصر ازدهار للنحو واللغة والأدب في بلاد المغرب ، وإن کان عصر نکية وبلاء في بلاد المشرق ، ومنها " الأندلس " ، والشلوبين الصَّغير مثله مثل الکثير من العلماء الذين طوت السنون مصنفاتهم فلم يبق من نتاج معظمهم غير آراء منثورة في کثب خلفهم ، ومن الحسن جمع تلک الآراء ودراستها ؛ ليعرف أثرهم ولتوضع حلقة في سلسة تاريخ الدرس النحوي . ومن أجل ذلک تتبعت آراء الشلوبين الصَّغير في معظم مؤلفات العلماء الذين نقلوا عنه وعلى رأسهم أبو حيان المتوفى 745هـ ، وأبو محمد بدر الدين حسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالکي (المتوفى: 749هـ)ومُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم الْحلَبِي محب الدّين نَاظر الْجَيْش المتوفى 778ه، وجلال الدين السيوطي المتوفى 911هـ ، وأبو الحسن الأشموني المتوفى 929هـ والصبان المتوفى 1206هـ ، وغيرهم . وقمت بجمع تلک الآراء ودراستها في هذا البحث الموجز وهو بعنوان : " الشلوبين الصَّغير وآراؤه النحوية" . وقد اقتضت طبيعة البحث أن يأتي في مقدمة، ومبحثين، وخاتمة. أما المقدمة فتحدثت فيها عن أهمية الموضوع وأسباب اختياري لتلک الشخصية . وأما المبحث الأول وهو بعنوان " التعريف بالشلوبين الصغير فيشتمل على مطلبين : المطلب الأول :عصر الشلوبين الصغير من حيث الحياة السياسية ،والثقافية والمطلب الثاني: حياة الشلوبين الصغير من حيث اسمه ونسبه، أخلاقه ومکانته العلمية ، شيوخه ، عنايته بکتاب سيبويه، وفاته- يرحمه الله تعالى- وأما المبحث الثاني : موضوع الحديث آراء الشلوبين الصَّغير النحوية التي جمعتها ورتبتها وفقا لمصادرها وهي تشمل المطالب التالية : المطلب الأول: آراؤه في التذييل والتکميل ، وارتشاف الضرب من لسان العرب لأبي حيان ، وهي : 1-هل يأتي الفعل الواحد لازما ومتعديا . 2-تنازع العاملين فصاعدا معمولا واحدا . 3-الفاء في ( إذا) التي للمفاجأة. 4-الظرف (سحر) والخلاف في منعه من الصرف . والمطلب الثاني : آراؤه في تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد لناظر الجيش ، وهى. 1- دخول حرف الجر على المفعول به. 2- الإخبار بالذي وفروعه . المطلب الثالث :آراؤه في همع الهوامع في شرح جمع الجوامع للسيوطي ، وهي: 1ـ أل في فاعل " نعم وبئس " للجنس أم للعهد " 2-ما وازن الأعجمي من أسماء السور. 3-انفصال الضمير واتصاله 4-دلالة (کان)وأخواتها على الحدث 5-القول بأن (ليس) و(ما)مخصوصان بنفي الحال . 6-حکم توسط الخبر في أفعال المقاربة . 7-اللام في خبر(إنْ)المخففة من الثقيلة . 8-همزة الاستفهام مع (لا) النافية للجنس. 9-الخلاف في نصب المفعول له إذا استوفى الشروط 10-من أحکام المفعول معه. 11- الجملة المفسرة. وقد ناقشت آراء الشلوبين الصغير ، مع مقابلتها بآراء العلماء والتي بدا من خلال عرضها أنه کان منصفًا يميل مع الحق حيث مال ـ فتارة يوافق سيبويه إمام العربية، وأخرى يخالفه، کما أنه يخالف في بعض آرائه جمهور البصريين وفي بعضها الآخر يوافق الکوفيين. وهذا يدل على عقلية متفتحة نيرة لا تتعصب إلا لما تراه أنه حق، ويشهد لذلک حرص أبي حيان على الاستشهاد بأرائه وذکرها في مؤلفاته. وأرجو أن أکون بهذا البحث الموجز قد جلوت شخصية کاد يلفها الغموض ويحيط بها الإبهام . وقد حاولت في هذا البحث أن أتلمس من خلاله معالجة آراء الشلوبين الصَّغير النحوية وموقفه من النحاة ، وحسبي أنني حاولت أن أمنح هذه الدراسة مزيدا من الجدية ، والمثابرة رغبة وإسهامًا مني في ذلک الميدان ، فإن أکن قد وفقت فمن الله العون والتوفيق ، وإن کانت الأخرى فليس بغريب أن يعتور العمل الإنساني النقص والقصور . وقد اتبعت هذا البحث خاتمة تتضمن أهم نتائج البحث . والله أسأل أن يلهمنا السداد والإخلاص في الفکر والقول والعمل وأن يجعل ذلک خالصًا لوجهه الکريم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وهو حسبنا ونعم الوکيل .
حولية کلية اللغة العربية بجرجا
جامعة الأزهر (جرجا)، کلية اللغة العربية
2356-9050
17
v.
5
no.
2013
4241
4300
https://bfag.journals.ekb.eg/article_22422_24ed75e1554566601bc7f1748c91cd41.pdf
dx.doi.org/10.21608/bfag.2013.22422
مَا أَنْکَرَهُ الأَصْمَعِيُّ من آراءٍ "نَحْويّةٍ وصَرْفيّةٍ " جمعاً ودراسةً
طه
على محمد عبد الرازق
مدرس اللغويات فى کلية البنات الإسلامية بأسيوط
author
text
article
2013
ara
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد : فالأصمعي من علماء اللغة الأوائل الذين بذلوا قصارى جهدهم في جمعها من مصادرها الأصيلة , فخرج إلى البادية وسمع من الأعراب , وأخذ عن العلماء کالخليل بن أحمد , وأبي عمرو بن العلاء , ويونس بن حبيب , وعيسى بن عمر الثقفي وغيرهم , هذا مع قوة الذاکرة , وسعة الإطلاع , وصفاء الذهن , وقوة الملاحظة , وبهذا استطاع أن يُکوّن شخصيته العلمية , فأصبح من رواة الشعر , عالماً بدقائق اللغة , مفتقاً لمعانيها , على دراية کبيرة بغريبها , فهو صاحب اللغة والنحو والغريب والأخبار والملح والغرائب , ولا تکاد تجد کتاباً من کتب اللغة بأنواعها " نحواً وصرفاً وشعراً...الخ" إلا وتکرر اسمه مراراً وتکراراً , وإن دلَّ هذا فإنما يدل على مکانته العالية بين العلماء , هذا مع حسن التدين والالتزام بمذهب أهل السنة والجماعة , وبُعْدِه عن الدخول في مذاهب الفلاسفة والمتکلمين , وهذا من الأسباب التي دفعتني إلى اختيار هذا الموضوع : " ما أنکره الأصمعيّ من آراء نحوية وصرفية " . أيضاً من الأسباب أنَّ هذه الآراء لم تلق عناية من الباحثين فلم تجمع وتناقش في مؤلف واحد على حد علمي , فأخذتُ أجمعها من مصادر مختلفة ؛ لأنها متناثرة في کتب عدّه . أيضاً هذه الآراء جديرة أن تجمع وتناقش ,ويُبَيَّن هل وفق الأصمعي في إنکاره ؟ أو جانبه الصواب في بعض الأحکام ؟ وهذا ما سيتضح جلياً في ثنايا البحث. وقد قمت بترتيب مسائل البحث حسب ترتيب ألفية ابن مالک ، وقد اقتضت طبيعة البحث أن يأتي في مقدمة , وتمهيد , وفصلين , وخاتمه , وفهارس فنية متنوعة : المقدمة : بينتُ فيها سبب اختياري الموضوع , وأهميته , والمنهج الذي سرت فيه . التمهيد: تحدثتُ فيه عن الأصمعي:اسمه، ونسبه ، ولقبه ، ومولده, ونشأته, وصفاته، ومکانته , ومصنفاته , وأشهر شيوخه , وأشهر تلامذته , وفاته . الفصل الأول : الآراء النحوية , وفيه ثمانية مباحث : المبحث الأول : النّواسخ . المبحث الثاني : الفاعل . المبحث الثالث : الفعل " تُعطي" بين التعدي واللزوم . المبحث الرابع : الإضافة . المبحث الخامس : النداء . المبحث السادس : أسماء الأفعال . المبحث السابع : التوابع . المبحث الثامن : إعراب الفعل . الفصل الثاني : الآراء الصرفية , وفيه أربعة مباحث . المبحث الأول : أبنية الأفعال وإنکاره لبعضها . المبحث الثاني : إنکاره لبعض الأفعال المتعدية واللازمة . المبحث الثالث : المشتقات . المبحث الرابع : التأنيث في کلمة زوجة . الخاتمة : وفيها سجلتُ أهم نتائج البحث التي توصلتُ إليها . ثم الفهارس الفنية المتنوعة : 1- فهرس الآيات القرآنية . 2- فهرس الأحاديث . 3- فهرس الأشعار . 4- فهرس المراجع والمصادر . 5 ـ فهرس الموضوعات . وبعد ، فأرجو أن أکون قد وفقتُ في دراسة " ما أنکره الأصمعي من آراء نحوية وصرفية " فإن کان کذلک فلله الحمد والمِنَّة , وإن کان غير ذلک فحسبي أني اجتهد , "وما توفيقي إلا بالله عليه توکلت وإليه أنيب". سورة هود من الآية/88. د. طه على محمد عبد الرازق
حولية کلية اللغة العربية بجرجا
جامعة الأزهر (جرجا)، کلية اللغة العربية
2356-9050
17
v.
5
no.
2013
4301
4404
https://bfag.journals.ekb.eg/article_22423_8123785e112aecbbb68a3ceb3d0e6a25.pdf
dx.doi.org/10.21608/bfag.2013.22423
مقطوعتا الذئب والقطا من لامية العرب للشنفرى دراسة بلاغية تحليلية
عبدالغفار
يونس صديق بدري
مدرس البلاغة والنقد بکلية الدراسات الإسلامية والعربية
للبنين – بالقاهرة
author
text
article
2013
ara
الحمد لله الذي خلق الإنسان علمه البيان، والصلاة والسلام على من أوتي جوامع الکلم، القائل إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحکما، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعـد.. فإن الشعر ديوان العرب؛ فهو الذي حفظ تاريخهم، وأيامهم، ومسيرة حياتهم، ودلل على بلاغتهم، وهوـ على حد قول الإمام عبدالقاهرـ المنجم الذي تستخرج منه أصول البلاغة الذي هو معدنها([1]) ومن عيون الشعر العربي عامة، والصعاليک خاصة، والتي کانت سجلاً حافلاً لحياة الصعاليک ، وواحدة من أهم وثائق الفن والحياة المعبرة عن أنموذج معيشة الصعاليک لامية العرب للشنفرى، التي صدرت عن طبيعة صافية وفطرة ساذجة، لا تکلف فيها ولاتصنع؛ لذلک جاءت معانيها مواکبة، لآلام الشاعر وآماله وطباعه وأحداث حياته . وجاء هذا البحث تحت عنوان" مقطوعتا الذئب والقطا من لامية العرب للشنفرى دراسة بلاغية تحليلية" أسباب اختيار الموضوع : وقد کان وراء اختياري للامية العرب عدة أسباب من أهمها ما يلي: 1- ما تميزت به لامية العرب من خصائص فنية ولغوية وبلاغية. 2- تفَرُّدُ لامية العرب بخصائص إنسانية قَلَّمَا نجدها في شعرنا العربي القديم. 3- عدم قيام دراسة خاصة بالتحليل البلاغي للامية العرب، مع کثرة الدراسات التي قامت عليها؛ فالموضوع بِکْر في وِجْهَتِه؛ لذلک آثرته على غيره. الدراسات السابقة : عني کثير من العلماء بشرح ودراسة لامية العرب- کما سيتضح لنا في الحديث عن التعريف بها- ومن أهم هذه الشروح وتلک الدراسات ما يلي : 1- أعجب العجب في شرح لامية العرب للزمخشري . 2- تفريج الکرب عن قلوب أهل الأرب في معرفة لامية العرب لابن زاکور المغربي. 3- نهاية الأرب في شرح لامية العرب لعطاء الله بن أحمد المصري . 4- سکب الأدب على لامية العرب للعُبيدي الحميري . 5- شرح ودراسة لامية العرب للشنفرى د/ عبد الحليم حفني . 6- في التذوق الأسلوبي واللغوي للامية العرب للشنفرى د/ محمد علي أبوحمزة. 7- لامية العرب للشنفرى تحليل إعرابي لغوي د/ محمد الدسوقي الزغبي . إلا أن تلک المؤلفات کان جل اهتمامها بيان معاني المفردات والإعراب والمعنى العام، ولم يکن للتحليل البلاغي نصيب من اهتمامها؛ لذلک جاء اختياري لهذا الموضوع . منهج البحث : اعتمدت في معالجتي للموضوع على المنهج الفني التحليلي الأدبي؛ فهو (أقرب المناهج إلى طبيعة الأدب، وطبيعة الفنون على وجه العموم)([2]) فکنت أقسم الأبيات موطن الدراسة إلى مجموعة أفکار، وأربط بين کل فکرة و سابقتها، ثم أذکر المعنى العام للبيت ، وعلاقته بما قبله من حيث الفصل والوصل، ثم أبين أسلوب البيت من حيث الخبرية والإنشائية، والغرض منه ، ثم أقوم بتحليله بلاغياً، فأبين معاني المفردات- معتمداً في ذلک على أُمَّات کتب المعاجم العربية- وسبب اختيار الشنفرى لمفردة دون أخرى، وأبين موقعها الإعرابي ، بالقدر الذي يحتاج البحث إليه، مع بيان ما في البيت من فنون بلاغية . وفي نهاية تحليلي لأبيات الفکرة أقوم ببيان أهم الخصاص البلاغية التي شاعت في أبيات تلک الفکرة، معتمداً في ذلک على المنهج الوصفي . هذا وقد صدَّرْت البحث بنص اللامية- کما في ديوان الشنفرى، جمع وتحقيق وشرح د/ إميل بديع يعقوب- وأهم الأفکار التي اشتمل عليها، مقابلاً بينه وبين باقي روايات اللامية . خطة البحث : وجاء البحث في مقدمة وتمهيد وفصلين وخاتمة: أما المقدمة: فقد تحدثت فيها عن الموضوع وأسباب اختياره، وأهم الدراسات السابقة، ومنهجي الذي اتبعته فيه، والخطة التي سرت عليها. وأما التمهيد: فقد جاء في مطلبين: المطلب الأول: التعريف بالشنفرى . المطلب الثاني: التعريف بلامية العرب . وأما الفصل الأول: فکان عن مقطوعة الذئب من لامية العرب دراسة بلاغية تحليلية. وأما الفصل الثاني : فکان عن مقطوعة القطا من لامية العرب دراسة بلاغية تحليلية وأما الخاتمة : فکانت عن أهم النتائج التي توصل إليها البحث . هذا والله أسأل أن ينال البحث الرضا والقبول إنه ولي ذلک والقادر عليه . دکتور/ عبدالغفار يونس صديق بدري مدرس البلاغة والنقد بکلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين- بالقاهرة
حولية کلية اللغة العربية بجرجا
جامعة الأزهر (جرجا)، کلية اللغة العربية
2356-9050
17
v.
5
no.
2013
4405
4522
https://bfag.journals.ekb.eg/article_22424_07f8932ecf626e276eca7f9332bf98ba.pdf
dx.doi.org/10.21608/bfag.2013.22424
اقتصاد الجَهد العضلي في المُعْرب
جابر
علي السيد سليم
أستاذ أصول اللغة المساعد
في کلية اللغة العربية بجرجا
author
text
article
2013
ara
الحمد لله رب العالمين الذي أسبغ علينا نعمهُ ظاهرةً وباطنةً، وعلَّمنا بالقلم ما لم نکن نعلم، وهدانا إلى حب العلم وأهله ، والصلاة والسلام على خير الأنام، وإمام الأئمة الأعلام الذي منحه الله تعالى جوامع الکلم، وجعل کلامه مستودع العبر، وکنز الحکم ، وهو معلم الأُمم ومربي الأجيال صاحب الدين القويم والخلق العظيم محمد رسول الله فصلوات الله تعالى وسلامه عليه وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار وعلى کل من سار على هديهم إلى يوم الدين أجمعين. وبعد : فقد جرت عادة الإنسان- إذا قصد إلى غاية - أن يسلک إليها أقصر الطرُق وأسهلها، وأقلها کلفةً؛ لأنَّ فيها توفيرًا لجهده ووقته معًا، هذا إذا کانت الطرق جميعُها موصلةً إلى غرضه، محقِّقة له مراده، فإذا ما وجد أنَّ هذه الطَّريق تمنعه ما يريد أو تخلّ بشيء ممَّا يقصد، فإنَّه يعدل عنها إلى ما يفضي به إلى غرضه. وإن الجهد الأدنى الذي نسعى جميعاً لاعتماده واکتساب آلياته في تواصلنا مع الآخر، يندرج في الدرس اللساني في باب الاقتصاد اللغوي. فما قلّ ودلّ هو في الحقيقة ما يُبذلُ في نطقه أقل جهدٍ بشري ممکن. إنه نتيجة طبيعية لنزوع المتکلم إلى تکثيف رسالته اللغوية وتضمينها ما "خفّ وزنه وغلا ثمنه" من تعابير ومفردات وأصوات تسهم في اعتقاده في إيصال المضمون إلى المتلقي بيسرٍ وسهولة ودون عوائق تذکر. والعرب کانوا ومازالوا يؤثرون الاقتصاد الشامل الإيجاز والاختصار ، کما صرح به ابن جني قائلا :" ألم تسمع إلى ما جاءوا به من الأسماء المستفهم بها, والأسماء المشروط بها کيف أغنى الحرف الواحد عن الکلام الکثير المتناهي في الأبعاد والطول فمن ذلک قولک: کم مالک؟ ألا ترى أنه قد أغناک ذلک عن قولک: أعشرة مالک أم عشرون أم ثلاثون أم مائة أم ألف؟ فلو ذهبت تستوعب الأعداد لم تبلغ ذلک أبدًا لأنه غير متناه فلما قلت: " کم " أغنتک هذه اللفظة الواحدة عن تلک الإطالة غير المحاط بآخرها ولا المستدرکة. وکذلک أين بيتک؟ قد أغنتک "أين " عن ذکر الأماکن کلها. وکذلک من عندک؟ قد أغناک هذا عن ذکر الناس کلهم. وکذلک متى تقوم ؟ قد غنيت بذلک عن ذکر الأزمنة على بعدها. وعلى هذا بقية الأسماء من نحو: کيف وأي وأيان وأنى. وکذلک الشرط في قولک: من يقم أقم معه فقد کفاک ذلک من ذکر جميع الناس ولولا هو لاحتجت أن تقول: إن يقم زيد أو عمرو أو جعفر أو قاسم ونحو ذلک, ثم تقف حسيرًا مبهورًا ولما تجد إلى غرضک سبيلًا... فجميع ما مضى وما نحن بسبيله مما أحضرناه, أو نبهنا عليه فترکناه شاهد إيثار القوم لحسن التعبير والتوسط في الحديث ، والإيضاح فيه ، مع قوة إيجازهم وحذف فضول کلامهم ([1]) . ومن ذلک قول عمر بن عبد العزيز لرجل أحسن في طلب حاجة وتأتى لها بکلام وجيز، ومنطق حسن: هذا والله السحر الحلال ..."([2]) . وقد قال الشاعر : عَلَيْکَ بِأَوْسَاطِ الأُمُورِ فَإِنَّها نَجَاةٌ وَلا تَرْکَبْ ذَلُولاً وَلَا صَعْبَا ([3]) وقال الآخر: لا تَذهَبَنّ في الأمورِ فَرَطَا لا تَسألَنّ إنْ سألْتَ شَطَطَا ([4]) وقال عبد الله بن مسعود في خطبته: «وخير الأمور أوساطها، وما قل وکفى خير مما کثر وألهى ، نفس تنجيها، خير من إمارة لا تحصيها " ([5]) . وتقول العرب : " القليل الکافي خيرٌ من کثير غير شاف " ([6]) وتقول العرب أيضا : خير الکلام ما قلّ ودلّ وجل ولم يمل " ([7]) وهناک تعبير شعبي طريف شائع يستعمله أغلب المصريين في عصرنا الحاضر ، يؤدي نفس الغرض والدلالة وهو "هَاتْ مِنِ الآخِر" . وإيثار العرب الاقتصاد والإيجاز والاختصار لا يعني أنهم ما کانوا يستعملون ما يخالفه ، بل کانوا يستعملونه عند الحاجة ، لکن کانوا يستکرهونه ، ويميلون إلى الاقتصاد والاختصار أکثر ، کما صرح به ابن جني قائلا :" قيل لأبي عمرو: أکانت العرب تطيل؟ فقال: نعم لتبلغ. قيل: أفکانت توجز؟ قال : نعم ليحفظ عنها . واعلم أن العرب - مع ما ذکرنا - إلى الإيجاز أميل , وعن الإکثار أبعد . ألا ترى أنها في حال إطالتها وتکريرها مؤذنة باستکراه تلک الحال وملالها, ودالة على أنها إنما تجشمتها لما عناها هناک وأهمها؛ فجعلوا تحمل ما في ذلک على العلم بقوة الکلفة فيه دليلا على إحکام الأمر فيما هم عليه..." ([8]) . والنحاة القدماء- وإن لم يستعملوا لفظ الاقتصاد- استعملوا ألفاظًا أخرى للدلالة عليه کالتخفيف ، والخفة ، وطلب الخفة ، والحذف...([9]) إلخ ومن ذلک قولهم : " أرادوا التخفيف " ([10]) ، " أن الحذف ... إنما الغرض به التخفيف" ([11]) " فَمن فتح ، طلب الخفةَ " ([12]) . ولَمَّا لم يرد النص على مصطلح الاقتصاد في تراثنا النحوي، فإنَّ ذلک يقتضي الوقوف على التطبيقات النحوية المختلفة التي تعکس الاقتصاد، في محاولة لاستکناه ضوابطه وصوره وأنماطه، مع تبيُّن موقعه من المقاصد اللغوية، وتحليله وتوضيحه صوتيا وتفسير ما يبدو مناقضًا لجوانبه، وقد استلزم هذا أن يفرد الاقتصاد بدراسة توضحه وتحدده وتبينه في علم النحو في باب المُعْرَب ([13]) فحسب؛ لأنه قد دُرِس في باب المبنيات ([14]) فجاء هذا البحث وعنوانه : ( اقتصاد الجَهد العضلي في المُعْرَب ) تلبية لهذه الضرورة . وتکمن أهمية هذا البحث في الکشف عن مدى اهتمام علماء اللغة عامة وعلماء النحو خاصة بظاهرة الاقتصاد في الجهد العضلي ، التي عبروا عنها بتعبيرات کثيرة ، منها : التخفيف ، الخفة ، طلب الخفة ، الحذف ، الإنابة ...إلخ . کما يکشف لنا هذا البحث عن أثر هذه الظاهرة في مواقع المعربات وعلامات إعرابها ؛ حيث اعتمدوها من أسس التعليل لکثير من مسائل التراکيب النحوية .
حولية کلية اللغة العربية بجرجا
جامعة الأزهر (جرجا)، کلية اللغة العربية
2356-9050
17
v.
5
no.
2013
4523
4582
https://bfag.journals.ekb.eg/article_22425_cb5686b8e2a16d90508cee43ef89a7f9.pdf
dx.doi.org/10.21608/bfag.2013.22425
اللواحق وأثرها في البنية دراسة صرفية
عبد الحميد
سيف النصر عبد الحميد
المدرس في قسم اللغويات في کلية اللغة العربية بأسيوط
author
text
article
2013
ara
الحمد لله رب العالمين شرف العربية فجعلها لغة کتابه المعجز ، وکتب لها البقاء ببقاء کتابه الخالد ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين خير من نطق بالعربية وأفضل من لهج بها 0 وبعد فمن سمات البنية في اللغة العربية أنها طيعة ، ليست قوالب جامدة ، بل فيها من المرونة ما يسمح بتحويلها وتتدويرها إلى بنىً أخرى متعددة بحسب ما يقتضيه المعنى ، ومرونتها ليست قاصرة على تحويلها إلى بنية أخرى ، بل تسمح هذه المرونة بإحداث تغييرات في البنية ذاتها ، وهذه التغييرات ليست اعتباطية ، بل هي تجري وفق نظام دقيق له مواضعه المطردة ، وهذه المواضع لابد فيها من توفر شروط خاصة ، وهذه التغييرات التي تحدث في بنية الکلمة يرجع أکثرها لأسباب لفظية کقصد التخفيف من الثقل ، وتعذر النطق بصورة معينة ، إلى غير ذلک من الأسباب التي تدعو إلى تغيير البنية والخروج بها عن أصلها . ومن الأمور التي تؤثر في البنية وتحدث فيها تغييرات اللواحق التي تلحق بآخرها، فهذه اللواحق قد تحدث أثراً في البنية ، کتغيير أحد حروفها أو حذفه أو تغيير حرکته ، وهذا يتوقف على نوع الحرف ونوع اللاحقة ، فليست کل اللواحق تحدث تغييراً ، وليست کل البنى يحدث فيها تغيير عندما تتصل بها لاحقة ، بل هذا متوقف على توافر أسباب معينة تکون في اللاحقة والبنية معاً ، وهذا ما سيکشف عنه البحث إن شاء الله . ويقصد باللاحقة هنا کل ما يتصل بآخر البنية مما لا يستقل بنفسه لفظاً ، دون نظر إلى المعنى ، ودون اعتبار لکونها کلمة مستقلة تؤدي معنى کاملاً ، وبهذا قد تکون اللاحقة حرفاً يؤتى به للدلالة على معنى معين کتاء التأنيث الساکنة وياء النسب ، وقد تکون اللاحقة جزءًا أساسياً في الجملة لا تستقيم الجملة إلا به ، وهذا يتمثل في الضمير الواقع فاعلاً ، فهو کلمة مستقلة من حيث المعنى ، ولکنه من حيث اللفظ لا يستقل بنفسه ، بل يعتمد على ما يسبقه ، وهو بهذا المعني يعد لاحقة . ومعظم التغييرات التي تحدث في البنية بسبب اللواحق تکون في آخرها أو فيما اتصل بالآخر ، وهذا يرجع إلى أن اللاحقة تلحق بآخر الکلمة ، فلا غرابة أن يکون تأثيرها فيما اتصل بها من حروف الکلمة ، وتغيير ما اتصل بالآخر متوقف على ما يحدث في الآخر من تغيير . وإشکالية هذا البحث تدور حول هذه الأمور ؛ حيث من المتوقع أن يجيب البحث عن أسئلة تتعلق بالتغييرات التي تطرأ على البنية وصور هذه التغييرات والأسباب التي دعت إلي هذا التغيير وطبيعة هذا البحث تقتضي اتباع المنهج الاستقرائي الذي يقوم على تتبع اللواحق واستقصائها مع محاولة جمع التغييرات المختلفة الناتجة عن هذه اللواحق، کما أن المنهج الوصفي لا غنى عنه في مثل هذه الدراسات حيث يتم عرض الآراء المختلفة ووصفها . وقد اقتضت طبيعة البحث أن يأتي في ثلاثة فصول مسبوقة بمقدمة ومذيلة بخاتمة ، وثبت للمصادر والمراجع وفهرس للموضوعات أما المقدمة فتأتي لتلقي الضوء على إشکالية البحث ، وتحدد المقصود من اللاحقة ، وتبين المنهج وطريقة السير فيه . وأما الفصل الأول فيتناول أثر الحروف اللواحق على البنية ، وهو في مبحثين ، يتناول المبحث الأول الحروف اللواحق التي تخص الأسماء ، ويتناول المبحث الثاني الحروف اللواحق التي تخص الأفعال . وأما الفصل الثاني فيتناول أثر الأسماء اللواحق على البنية ، وهو – أيضاً - يأتي في مبحثين، المبحث الأول يتناول اللواحق المتحرکة (ضمائر الرفع المتحرکة)، والمبحث الثاني يتناول اللواحق الساکنة (ضمائر الرفع الساکنة) . وأما الفصل الثالث فهو معنيٌّ بأنواع التغييرات التي تطرأ على البنية، وأسباب هذه التغييرات، وقد جاء أيضاً في مبحثين، يتناول أولهما أنواع التغيير، ويتناول الثاني أسباب التغيير . أما الخاتمة ففيها بعض النتائج التي توصل إليها البحث . وأخيراً أرجو أن أکون قد وفقت في نظراتي هذه ، وأن تجد لدى قارئها المأمول من القبول والرضا. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
حولية کلية اللغة العربية بجرجا
جامعة الأزهر (جرجا)، کلية اللغة العربية
2356-9050
17
v.
5
no.
2013
4583
4665
https://bfag.journals.ekb.eg/article_22426_1545838edf01a8f5b0936a05a4fb71bf.pdf
dx.doi.org/10.21608/bfag.2013.22426
المفسرون في بلاد ما وراء النهر
أحمد
الأمير محمد جاهين إسماعيل
أستاذ التفسير وعلوم القرآن المساعد
کلية الدراسات الإسلامية بأسوان
author
text
article
2013
ara
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريک له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }([1]) { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمْ الَّذِي خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً کَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ کَانَ عَلَيْکُمْ رَقِيباً }([2]) { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَکُمْ أَعْمَالَکُمْ وَيَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }([3]) فإِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ کِتَابُ اللهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ - r -، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَکُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَکُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَکُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ.([4]) أما بعد: فقد کنت أقرأ عن بلاد ما وراء النهر في کتب التراجم التي ذکرت لنا العديد ممن انتسب إلي هذه البلاد في علوم کثيرة، وفنون شتي، وکنت أتساءل في نفسي عن هذه البلاد البعيدة التي خرج منها جماعة من العلماء الکبار في علوم اللغة والشريعة وغيرها ،حتي صارت مفخرة لکل البلاد الإسلامية بعد أن تمم الله فتحها، أتساءل قائلاً: هل يمکن لأصحاب اللسان الأعجمي أن يتقنوا اللغة العربية وفنونها، ويبرزوا في العلوم الشرعية بل ويسابقوا العرب الخُلص وفي بعض الأحيان يسبقوهم؟ وأقول: کيف لهؤلاء الأعاجم أن يصنعوا تراثاً وتاريخاً وعلماً ومجداً لأمر ليس من لغتهم؟ ولکني أيقنت بوعد الله في کتابه حيث قال سبحانه وتعالي:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ کُلِّهِ وَکَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28) }([5]) فدين الله يؤيده الله بمن يحب، ويظهره بمن أراد، وينصره بمن يختار سبحانه وتعالي. وقد مَنَّ اللَّهُ عليّ وکتب لي مجيئاً إلي بلاد ما وراء النهر(کازاخستان)([6])ولقيت مَن فيها مِن الطلاب، ورأيت فيهم طلباً للعلم ،وحباً له ،وشوقاً إليه ، وحرصاً علي إدراکه، بصورة لم ألمسها في کثير من الطلاب الذين ينطقون بلغة الضاد؛ ولعل الشغف بعلم اللغة العربية عند من فقدها يُعوض ما فاته من عدم إتقانها في بداية طلبها ؛ بل وتجعله طالباً لعلمها حريصاً عليها. وبعد نظر وبحث أردت أن أکتب تعريفاً موجزاً ببعض المفسرين الذين خرجوا من هذه البلاد في إطلالة سريعة تُظهر قدم صدق ، وسبق فضل ، لهؤلاء العلماء الذين سطروا للإسلام تاريخاً عظيماً ومجداً تليداً ، أبقي لبلدانهم وأسمائهم ذکراً عطراً وثناء حسناً. فاللهم اجزهم خير الجزاء علي ما قدموا من نفائس العلم وخزائنه، واجعل اللهم ديار الإسلام في کل مکان عامرة بالعلم والعلماء، مُنجِبة للفضلاء والعظماء. وقد سميت هذا البحث (المفسرون في بلاد ما وراء النهر). أسباب اختيار الموضوع: 1- رغبة صادقة ومحاولة مخلصة في التعريف والتذکير بجماعة من مفسري بلاد ما وراء النهر؛ أسهموا بحظ وافر في العلوم الإسلامية لاسيما التراث التفسيري. والإشارة إلي مآثرهم ومناقبهم. 2- وجدت جماعة من المفسرين لم يشتهروا رغم ما قدموه من تراث تفسيري بسبب عدم العثور علي کتبهم، أو تقصير الباحثين في نشر مخطوطاتهم. 3- قلَّة المهتمين بالحديث عن المفسرين في بلاد ما وراء النهر بشکل منفصل، فأکثر ورود أسماء هؤلاء العلماء يأتي في عموم المفسرين، ولم يتيسر لي العثور علي دراسة مستقلة عن المفسرين في بلاد ما وراء النهر علي قدر بحثي. 4- حبي لعلم مناهج المفسرين ،وقصدي أن أُسهم في إثراء ما کُتب في هذا العلم مع قلة بضاعتي. منهجي في العمل: 1- أُترجم للمفسر بعرض السيرة الذاتية له منذ نشأته وحتي وفاته، ثم اذکر مؤلفه التفسيري بنوع من التفصيل والشرح وبيان المنهج ما استطعت إلي ذلک سبيلاً. 2- رتبت العلماء حسب الوفاة ،وقمت بترقيمهم بمسلسل واحد متصل ، حتي تسهل الإحالة إلي مواطن ذکرهم برقم الترجمة. 3- في ترجمتي للأعلام قد استطرد أو أختصر، وهذا مرجعه إلي ما أجده في کتب التراجم عن شخصية المُترجم له غزارة أو ندرة. 4- أذکر في بعض الأحيان مسائل متعلقة بنسبة الکتاب إلي صاحبه؛ إن کان هناک خلاف في نسبة الکتاب إليه. 5- ترجمت لأغلب الاعلام الذين ورد ذکرهم في البحث من شيوخ وتلاميذ أئمة التفسير، وترکت الترجمة لمن انقل عنهم من علماء الانساب والبلدان والتواريخ لشهرتهم کالذهبي والسمعاني والخطيب وابن کثير وغيرهم. 6- في ذکري لأسماء البلدان بينت الاسم الجديد المتعارف عليه اليوم ،حتي يسهل علي القارئ معرفة بلد النشأة للعالم المُترجم له، ولم أغفل ذکر اسم البلدة کما ورد في کتب التراجم القديمة. 7- هناک أبحاث علمية جمعت الأقوال المنثورة في التفاسير لعلماء لم تصل إلينا تفاسيرهم ، وقد أدرجتهم في التفاسير المطبوعة رغم عدم العثور علي کتبهم ؛لأن أقوالهم التي جٌمعت من تفاسير العلماء أُخذت من کتبهم التي لم تصل إلينا ،فکان الجمع مأخوذاً من الأصل ، کالإمام عبد بن حميد ،والامام القفال الشاشي. 8- في المبحث الثاني: لا أجزم بأني قمت بحصر شامل لجميع المفسرين في بلاد ما وراء النهر بل أحسب أني تقصيت وتتبعت کتب التراجم علي قدر الوسع والطاقة، وإن فاتني شيء فالسهو والنقصان شيمة عمل الإنسان. خطة البحث هذا وقد قسمت البحث إلي مقدمة وتمهيد ومبحثين وخاتمة. فأما المقدمة: فذکرت فيها أسباب تناولي للموضوع وخطة البحث. وأما التمهيد: فذکرت فيه تعريفاً ب (بلاد ما وراء النهر) مع بيان أشهر مدنها مع ذکر بعض علمائها. وأما المبحث الأول: فخصصته لذکر أشهر المفسرين في بلاد ما وراء النهر ،ممن وصلت إلينا تفاسيرهم وطبعت، مع نبذة عن مناهجهم في التفسير. وأما المبحث الثاني: فذکرت فيه مفسري ما وراء النهر ممن ذُکروا في کتب التراجم من جملة المفسرين، ولم نجد کتبهم إما لفقدها فلم تصل إلينا، أو لأن تفاسيرهم مازالت مخطوطة. وأما الخاتمة: فضمنتها أهم النتائج والتوصيات. ثم المصادر و الفهارس. وأسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا ممن يقومون بخدمة کتاب ربنا عز وجل علماً وعملاً, وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الکريم. وصلي اللهم علي رسولک الأکرم، ونبيک الأعظم سيدنا ومولانا محمد، وسلم تسليماً کثيراً.
حولية کلية اللغة العربية بجرجا
جامعة الأزهر (جرجا)، کلية اللغة العربية
2356-9050
17
v.
5
no.
2013
4666
4799
https://bfag.journals.ekb.eg/article_22427_6f4a42821095eb270cf3af5288aa63c9.pdf
dx.doi.org/10.21608/bfag.2013.22427