المنحول علي الصحابة الکرام علي ومعاوية وعمرو بن العاص (رضي الله عنهم) من شعر في کتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم
محمد
عمر أبو ضيف
کلية اللغة العربية بجرجا ـ جامعة الأزهر
author
text
article
2009
ara
فإن تصفية تاريخنا الأدبي مهمة جسيمة ومعرکة عظيمة تحتاج لجهود جبارة تقطع دونها الأعمار وتجهد عندها الأفکار وقد منّ الله علي بهذا البحث أحاول فيه أن أحقق أقوالا قيلت وأبين کلاما نحل لنرده إلي نحور منتحليه ونبرئ ساحة الأطهار الذين رموا به زورا وبهتانا وقد جاء البحث في: التمهيد وفيه: أولا :وقفة مع تاريخنا معترفاً أن تاريخنا فيه کثير من الأخبار المکذوبة التي ينبغي النظر فيها وقد قام بذلک علماء أجلاء في کل عصر ومصر ، ثانياً : کتابة تاريخ الإسلام والمشتغلون بتدوينه منهم من کان يکتب للحظوة عند الأمراء بالهجوم على من يعاديه وتزوير تاريخهم وطائفة اتخذت من تشويه التاريخ قربة لله تعالى کالشيعة وما فعلوه مع الشيخين وطائفة ثالثة هم أهل الإنصاف وهذه الطائفة جمعت کل الأخبار دون نقد ودون النظر في الخبر أو راويه وترک ذلک لمن يريد وقد أعانته على ذلک بذکر السند کاملا والخبر بنصه. ثالثا:ذکرت أساس هذا البحث وکيف تعاملت معه ؛وقد بينت أنى على يقين من عدالة الصحابة وفضلهم وعفة ألسنتهم وأنهم جميعاً مجتهدون لهم أجر المجتهد حتى المخطئ منهم له أجر وقد استخدمت في هذا البحث ثلاثة مناهج :منهج أهل الحديث في النظر في السند ورجاله... ومنهج المؤرخين : وهو عرض الأخبار على سجايا صفات من يخبر عنه ومدى مطابقته لسيرته... ثالثاً : منهج نقاد الأدب في النظر في الألفاظ والمعاني والأسلوب التي جاءت به وهل هي لمن نسبت إليه کما يعرف عنه أم أنها تخالف ما عرف عنه من أساليب . ثم کان المبحث الأول :کتاب صفين نظرة نقدية وفيه تعرضت بإيجاز غير مخل للکتاب محل الدراسة ،وأهم ما يمکن أن يرويه، وحال صاحب الکتاب . المبحث الثاني :موقف على والصحابة من عثمان ـ رضي الله عنهم ـ وأنهم جميعاً من دمه براء ،ودللت على ذلک من أقوالهم ،وذکرت فيه أحوال قتلة عثمان رضي الله عنه ومشاربهم . المبحث الثالث :منهج أهل الحديث:وفيه تناولت أهم الرجال الذي أخذ عنهم صاحب کتاب صفين رواياته وبدأت به هو وبينت فيه وتيرة أحوال علماء الجرح والتعديل فيهم ودرجة ثقتهم . المبحث الرابع : منهج المؤرخين : وفيه ذکرت بإيجاز نبذه عن کل من الصحابة الثلاثة موضوع الدراسة ليستبين العاقل استحالة صدور أکثر ما جاء عنهم من شعر منهم وقد أطلت النجعة قليلا مع معاوية لإکثار الشيعة في ذمة والهجو فيه. المبحث الخامس : المنهج النقدي : وفيه تناولت دراسة القصائد التي قيلت على ألسنة هؤلاء الصحابة الکرام ،وبينت نحلها ،وکذب قائلها من خلال النظر في ألفاظها ومعانيها، وکان هذا المبحث أطول مباحث ذلک البحث ؛ نظراً لأن ألصق شيء بتخصصنا بل هو صميم التخصص عندنا. واستخدامي للمناهج المختلفة في هذا البحث ؛لأني أعتقد أن الباحث الأزهري بالذات له أن يجول في کل هذه المباحث فکلها تخدم بعضها وفى النهاية تخدم الترات العظيم الذي ورثناه . وقد أنهيت البحث وأرجو المثوبة من الله عليه وأن يجعله لىّ لا علىّ وأن يکون الصواب قد حالفني فيه ، وإن کان فهو من الله وحده ، وإن کان فيه خطأ أو زلل أو نقص أو قصور فالله يغفر لي بإخلاص نيتي وصفاء طويتي ورغبتي في خدمة تراثي والحمد لله رب العالمين .
حولية کلية اللغة العربية بجرجا
جامعة الأزهر (جرجا)، کلية اللغة العربية
2356-9050
13
v.
1
no.
2009
1
70
https://bfag.journals.ekb.eg/article_29103_1ae905e1fe8ed16dcc6c97901b3cceb1.pdf
dx.doi.org/10.21608/bfag.2009.29103
مسرحية الأمين والمأمون للشاعر / عامر بحيرى عرض وتحليل ونقد
عصمت
محمد أحمد رضوان
جامعة الأزهر ـ کلية اللغة العربية بجرجا
author
text
article
2009
ara
فإن الصراع بين الأمين والمأمون من الأحداث المهمة فى تاريخ الدولة العباسية ، بل فى التاريخ الإسلامى کله ، وقد وجد الأدباء منذ ذلک العصر إلى يومنا هذا فى تلک الأحداث مادة خصبة للقول والإبداع . وتعد مسرحية " الأمين والمأمون " للشاعر / عامر بحيرى من أهم الأعمال الأدبية التى تعالج تلک المرحلة المهمة فى تاريخ الخلافة الإسلامية برؤية واعية ، وأسلوب سهل . وقد جاءت المسرحية فى ثوب شعرى اتسم بحسن العرض ، ووضوح اللغة ، وسلامة العبارة ، مع مراعاة الحقيقة التاريخية والالتزام بها . وسأحاول فى هذه الصفحات - بمشيئة الله تعالى - دراسة المسرحية دراسة تحليلية نقدية عن طريق عرض الأحداث وتحليلها مع ربطها بالواقع التاريخى ، ثم التعرض لأهم اللمحات النقدية التى تبدت من خلال دراسة المسرحية . والله الموفق ، ومنه العون والسداد الباحث
حولية کلية اللغة العربية بجرجا
جامعة الأزهر (جرجا)، کلية اللغة العربية
2356-9050
13
v.
1
no.
2009
71
144
https://bfag.journals.ekb.eg/article_29104_dbed0422b24fc355dd049c9f52e43dd9.pdf
dx.doi.org/10.21608/bfag.2009.29104
الأخطاء الشائعة في بعض مکاتبات وإعلانات جامعة الملک فيصل وتصويبها
جابر
علي السيد سليم
مدرس أصول اللغة بکلية اللغة العربية بجرجا
جامعة الأزهر الشريف
author
رجب
عبد القادر بدوي حجاج
أستاذ النحو والصرف والعروض بکلية دار العلوم
جامعة الفيوم
author
text
article
2009
ara
فاللغة من أکرم النعم التي أسبغها الله على الإنسان في خلقه ، وجعلها خاصته التي تميَّزَ بها عن غيره من مخلوقات الحياة غير الجن والملائکة ، فهي سبيل اتصاله بمحيط أسرته وبلده والبشرية من حوله ، ووسيلة نقل أفکاره ونظراته وأحاسيسه وعواطفه وميوله إلى غيره ، کما هي القالب الذي تُفْرِغُ فيه الأمةُ أفکارها ومفاهيمها وثقافاتها ومعتقداتها وأمجادها. ومنذ زمن ليس بالبعيد کان اللحن أو الخطأ في اللغة نطقا وکتابة أمرًا خطيرًا تهتز له أقلام المتخصصين ، ويمتعض منه کل إنسان غيور على دينه ولغته وتراثه ومجتمعه ، ليس هذا فحسب ، بل کان الخطأ ضلالا ، فقد لحن رجل في حضرة النبي- صلى الله عليه وسلم - فقال : أرشدوا أخاکم ؛ فقد ضل ([1]). والآن أصبح الخطأ في اللغة لا يستحي منه المرء ، ولا يکترث به رجال اللغة ، ولم تعد الغيرة على اللغة کما کانت من قبل ، وکما يجب أن تکون بل إنَّ من خطورة الأمر أن يصبح الخطأ أمرًا عاديًا ، وتصبح الغيرة على اللغة وردُّ الخطأ ضربًا من المبالغة والتحمس غير المحمود حتى أصبحت مقولة ( خطأ مشهورٌ خيرٌ من فصيح مهجور) محببةً إلى کثير من الناس يهربون بها من الفصحى ، ويفرون بها من صحيح الکلام ، ولا يکلفون أنفسهم مشقة البحث عن الصحيح والصواب من الکلمات ، وإنَّ هذه العبارة أساءت إلى العربية کثيرًا ، ولا تزال تسيء إليها في مئات بل آلاف المباني والمعاني الخاطئة التي يتناقلها أرباب هذه اللغة ، يأخذها الطالب عن أستاذه ، ويتلقفها اللاحق عن السابق دون وعي ، ودون بحث ، ودون تدقيق ، ولو أنَّ کلَّ إنسان منَّا أخذ على عاتقه مسئولية البحث والتدقيق والوقوف على الصواب في النطق والکتابة وتحرى الفصيح من اللغة لَما وصل بنا الحالُ إلى ما صرنا إليه ، وصارت إليه لُغتنا العربية ، ورحم الله الإمام علي بن أبي طالب ( کرم الله وجهه) الذي قال :" لا بارک الله لي بيوم لم أزدد فيه علمًا" ، فلو أنَّ کل واحد منا أخذ على عاتقه تصويب کلمة واحدة في اليوم ؛ لما فشت فينا هذه الأخطاء التي أصبحت تحيط بنا من کل جهة وأصبحنا نسمعها على ألسنة المتخصصين في اللغة ، إننا نرى ونسمع ونشاهد کل يوم في وسائل إعلامنا وفي صحفنا وفي إعلاناتنا ومکاتباتنا ، وفي شوارعنا ومحلاتنا الخطأ تلو الآخر ، نطقا وکتابة ولا نحرِّک ساکنا ؛ لذا فقد رأينا أن نقوم بجمع أکبر قدر ممکن من الأخطاء الواردة في مکاتبات الجامعة ( جامعة الملک فيصل ) وإعلاناتها بأنواعها المختلفة ، ونقوم بتصويبها مع بيان علة الخطأ ؛ لعلَّ ذلک يُسهم بقدر ولو يسيرًا في أن نصحح بعض مفردات لغتنا العربية داخل هذه الجامعة المرموقة ؛ لأنَّ کثيرًا من هذه الإعلانات تسيء إلى الجامعة ومنسوبيها بشکل کبير ، ومن أمثلة ذلک ، ما يأتي : - إعلان على واجهة الجامعة ظل فترة طويلة ، وقد کتب فيه :(تحتفل جامعة الملک فيصل بأسبوع الشجرة السابع والعشرون) . - إعلان مطبوع ومعلق على جدران کلية التربية: ) على کل من الطلبة التالية أسمائهم مراجعة ...). - إعلان آخر عن تأجيل موعد محاضرة :( سوف لن تکون هناک محاضرة) . - إعلان آخر عن اختبار :(على الطلبة المدونة أسمائهم مراجعة أساتذة المقررات لتحديد موعد اختبار ( غير مکتمل) للفصل الدراسي الأول ، إعتبارا من ...) . - إعلان يقول : (على الطلاب الراغبين في دراسة... أرجو الإسراع بتسجيل أسماؤهم باقرب وقت...). - إعلان آخر يقول : (موعد الامتحان النصفي ...يوم الأثنين الساعة السادسة مساءًا) - إعلان يقول : ( نفيدکم بأنه قبول الأعذار الطبية لدى... ونامل التمشي بموجبه ) . - مطبوع ثابت يقول : (ارجوا من الطلاب الراغبين ...) - مکاتبة تقول :( إشارة إلى خطاب معالي وزير التعليم ...بشان طلب معاليه عن رفع التمديد خدمات بعض أعضاء هيئة التدريس...) - إعلان يقول :( سعادة عضو هيئة التدريس ، نظرًا للعذر المقدم من الطالب... لذا نرجوا من سعادتکم التکرم بالنظر لعذر الطالب...) وعندما هممنا بالقيام بجمع المادة العلمية ؛ فوجئنا بصعوبات کثيرة ؛ لأن أغلبها کان يمس کبار المسئولين في الجامعة ، کمدير الجامعة ، والوکلاء ، وعمداء الکليات ووکلائها ، والعمادات المساندة للکليات ، کعمادة شئون الطلاب ، وعمادة القبول والتسجيل ، وعمادة البحث العلمي ،وعمادة المکتبات ، وعمادة شئون هيئة التدريس ، وأعضاء هيئة التدريس ، وإدارة الخدمات الطبية بالجامعة ، وغير ذلک ؛ ونتيجة لما سبق حرصنا على عدم ذکر الأسماء الشخصية ، مکتفين بنسبة الخطأ إلى الجهة التي ينسب إليها فقط . ومن الصعوبات عدم سهولة الحصول على المستندات ، وخاصة المکاتبات ؛ خوفًا من إذاعة الأسرار من وجهة نظرهم . ومن الصعوبات أيضًا تعدد وتنوع أماکن المستندات وخصوصا الإعلانات التي وضعت داخل الحجرات ، وما غُلِّفت بألواح الزجاج ، وما کانت تظهر على الشاشات المتحرکة ، والتي تتغير من حين لآخر ، کل ذلک مع تکدس أوقاتنا بالمهام الدراسية ؛ لذا کنا- أحيانا - نذهب خُفيةً ، وغالبا في الليل ؛ لاقتناص المستند ، وتصويره . وحرصا منا على صدق وتوثيق المعلومات فقد احتفظنا بها کلها ، بعد تصنيفها إلى الآتي : - المکاتبات : ونعني بها المراسلات المکتوبة الصادرة من إدارة الجامعة إلى الکليات والإدارات الأخرى ، وکذلک المکاتبات الموجهة من العمداء ورؤساء الأقسام إلى أعضاء هيئة التدريس ، ومن في حکمهم من المحاضرين والمعيدين . وذلک في الفترة من 1412هـ وحتى 1429هـ . - إعلانات عامة : والمقصود بها جميع الإعلانات الموجهة إلى کافة منسوبي الجامعة أساتذة ، وطلابا ، وموظفين ، وغيرهم ، وذلک خلال العام الدراسي 1428 - 1429هـ . - إعلانات خاصة : وهي التي يکون تداولها داخل کل کلية ، أو عمادة أو إدارة على حدة ، وأغلبها ما کان صادرا من أعضاء هيئة التدريس إلى طلابهم ، ومنهم بعض أساتذة اللغة العربية ، وذلک خلال العام الدراسي 1428-1429هـ . مطبوعات عامة : وهي المستندات الثابتة ، التي تحتاج إلى ملء بياناتها ، وقد صدرت من إدارة الجامعة إلى جميع الجهات ، وذلک خلال العام الدراسي 1428-1429هـ . - مطبوعات خاصة : وهي المستندات الثابتة ، الخاصة بکل کلية أو إدارة أو عمادة . - وبعد هذا التصنيف قمنا بترقيمها لسهولة الوصول إليها ، وذلک خلال العام الدراسي 1428-1429هـ . الهدف من البحث وأهميته : تبرز أهمية هذا الموضوع في الآتي : - صون العربية الفصحى ، داخل المجتمع الثقافي الجامعي من اللهجات العامية . - حماية العربية من اللغات الدخيلة والأجنبية. - إصلاح الأخطاء الإملائية . - الحرص على توصيل مغزى المکاتبة أو الإعلان إلى مستقبليه دون أي لبس ، أو اضطراب. - المحافظة على واجهة هذه الجامعة العريقة من مؤاخذات القراء ، والمغرضين . - توجيه الکتاب والناسخين إلى مراجعة ما يکتبون قبل النشر والإعلان. - بيان مواضع الأخطاء الأسلوبية ، والدلالية ، والصرفية ، والنحوية ، ومعالجتها ؛ لعدم الوقوع فيها ثانية . منهج البحث : التزم البحث المنهج الوصفي التحليلي ؛ حيث يقوم بعرض العبارة التي ورد فيها الخطأ ، ثم توضيح علة الخطأ ، ثم ما نراه صوابا مع التعليل . خطة البحث : أما عن الخطة المتبعة في سير البحث فقد بني البحث على خمسة فصول ، يتقدمها مقدمة ، ثم الخاتمة في نهاية البحث ، ثم قائمة بالمصادر والمراجع ،ثم ذيلنا البحث بأبرز الفهارس الفنية ، وفيما يلي تفصيل لهذه الخطة : - في المقدمة تناولنا مکانة اللغة العربية بين اللغات ، ثم سبب اختيارنا لهذا الموضوع والهدف منه وأهميته ، وخطة البحث ، ومنهجه . - وفي الفصل الأول تمت معالجة المسائل الإملائية ، بعد مدخل تناول دور الإملاء وأثره في الکتابة والقراءة ، ثم ذيلنا الفصل بجدول عام مشتمل على جميع أنواع الأخطاء الإملائية ، وعدد ورودها ،ونسبتها من أخطاء البحث. وقد اتبعنا هذا التذييل في جميع الفصول. وقام الباحثان بهذه المعالجة معًا ؛ لأن الخطأ الإملائي کان شائعا ، ومتنوعا ، أکثر من أية ظاهرة أخرى . - واختص الفصل الثاني بالأخطاء الصرفية ، وقام بمعالجته ، عرضًا وتصويبا الدکتور / جابر سليم . - أما الفصل الثالث فقد خُصِّص للمسائل النحوية ، وقام بمعالجته وتنفيذه الدکتور / رجب حجاج . - ولکن الفصل الرابع قد تعرض للقضايا الدلالية ، الخاصة بالعديد من الألفاظ ، وقام بشرحه وتنفيذه الدکتور/ جابر سليم . - وأخيرا کان الفصل الخامس الذي تعرض لبعض الأساليب غير الصحيحة في مستندات الدراسة ، وقام به الدکتور / رجب حجاج . - ثم کانت الخاتمة التي اشتملت على أهم نتائج البحث ، والمقترحات ، والتوصيات التي رآها الباحثان . وقبل أن نختم حديثنا لابد أن ننوه بأننا کنا - أحيانا - نکثر من الأمثلة المستشهد بها في أکثر من موضع ؛ ليس من قبيل تصيُّد الأخطاء ، وإطالة البحث ، ولکن إثباتًا لشيوع الظاهرة ؛ مما يدفع إلى التخلص منها . وأحيانا کنا نسترسل ، ونکرر ، ونبسط بعض الشروح والتبريرات ؛ حتى يفهمها غير المتخصص ، وخصوصًا من يکلَّفون من رؤسائهم بنسخ بعض المکاتبات . وأحيانا کانت الجملة تتضمن عدة أخطاء متنوعة ؛ فکنا نکتب الجملة کما هي بالألفاظ غير الصحيحة کلها ؛ لبيان کثرة الأخطاء وتداخلها ، ثم نصوِّبُ کل خطإ في موضعه من البحث ، بمعنى أننا کنا نترک الأخطاء التي لا تقع في المبحث الذي نتناوله کما هي لحين تصويبها في مکانها من البحث ، وقد نشير في الحاشية إلى ذلک بقولنا (هکذا کُتبت) ؛ حتى لا يُنسب هذا الخطأ إلى البحث . والله نسألُ أن يوفقنا وإياکم إلى ما فيه خدمة لغتنا –لغة القرآن الکريم- والمحافظة عليها من الأخطاء ؛ لأنها أشرف وأجل لغات العالم ، کما يهدينا أن نقدم لهذه الجامعة العريقة الفتية عملا يستفيد منه الجميع ؛ فبالله - وحده- التوفيق والسداد . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
حولية کلية اللغة العربية بجرجا
جامعة الأزهر (جرجا)، کلية اللغة العربية
2356-9050
13
v.
1
no.
2009
145
290
https://bfag.journals.ekb.eg/article_29105_28418f2e45d34baf60672c0958f351f5.pdf
dx.doi.org/10.21608/bfag.2009.29105
موقف الزجاج من القراءات المتواترة من خلال کتاب معانى القرآن وإعرابه للزجاج ت : 311هـ توجيه لغوى وتحليل دلالى
عبد الله
أحمد محمد باز
أستاذ أصول اللغة المساعد
بکلية اللغة العربية بالزقازيق
author
text
article
2009
ara
فقد اهتم علماء المسلمين بالقراءات القرآنية اهتماما کبيرا وصنفوا فيها الکثير من التصانيف المفيدة وقد شمل ذلک القراءات المتواترة والشاذة ويرجع هذا الاهتمام إلى ارتباط القراءات القرآنية بکتاب الله جل وعلا ومن هنا شغل بها علماء اللغة والنحو والتفسير وغيرهم0 والزجاج من علماء اللغة الذين لهم وزنهم وقدرهم وقد ترک مؤلفات کثيرة تشهد بعلمه وسعة ثقافته ومنها کتاب معانى القرآن وإعرابه وهذا الکتاب ضمنه الزجاج الکثير من آرائه القيمة فى التفسير والقراءات والاشتقاق والنحو وهذه الآراء فى حاجة إلى الوقوف عليها ودراستها وتحليلها 0 وقد عاش الزجاج فى القرن الثالث وأوائل القرن الرابع الهجريين وقد شهد هذان القرنان نهضة علمية عظيمة فى مختلف العلوم ولا نزال إلى الآن ننتفع بالتراث القيم الذى خلفه لنا علماؤهما ويعد الزجاج من علماء اللغة المتقدمين وآراء هؤلاء العلماء يتناقلها الدارسون جيلا بعد جيل ودراسة هذه الآراء من مصادرها الأصلية يکشف عن حقيقتها ويزيل عنها أى تغيير أو تبديل وعندما تصفحت کتاب معانى القرآن وإعرابه وجدت أن الزجاج أورد فيه عددا غير قليل من القراءات المتواترة وکان أحيانا يصدر على بعض القراءات المتواترة أحکاما معينة فيقول هذه القراءة خطأ أو رديئة أو مرذولة وغير ذلک ويحکم على بعض القراء الموثوق بهم أحکاما معينة فيقول هذا ليس من أهل الضبط أو ليس من أهل الدراية وغير ذلک 0 وکان أحيانا يفاضل بين القراءات المتواترة ويرجح بعضها على بعض وهذه الأحکام يتکئ عليها من قصر علمهم بعلماءنا وتراثهم ومن فى قلبه مرض من المستشرقين وأعوانهم فيطعنون فى القرآن الکريم وقراءاته ويقولون قال الزجاج وقال الفراء وقال المبرد وغير ذلک 0 ومن هنا رأيت أن أتناول موقف الزجاج من القراءات المتواترة التى أوردها فى کتاب معانى القرآن وإعرابه 0 وهذه الدراسة تنقسم إلى مقدمة ، وتمهيد، وفصلين، وخاتمة0 التمهيد ويشمل: 1 - التعريف بالزجاج 2 - القراءات والنحاة 3 - القراءات فى کتاب معانى القرآن وإعرابه 0 والفصل الأول : قراءات حکم عليها بالخطأ والرداءة 0 والفصل الثانى: ترجيح بعض القراءات المتواترة على بعض0 وخاتمة تضمنت أهم النتائج التى انتهى إليها البحث0 وأنبه إلى أن هدف الدراسة الوقوف على القراءات المتواترة التى حکم عليها الزجاج بالخطأ أو رجح بعضها على بعض ، أما القراءات الأخرى فليس من هدف الدراسة الوقوف عندها 0 والله أسأل أن يکون هذا العمل خالصا لوجهه الکريم وأن يکون خدمة للقرآن الکريم وقراءاته0 الباحث
حولية کلية اللغة العربية بجرجا
جامعة الأزهر (جرجا)، کلية اللغة العربية
2356-9050
13
v.
1
no.
2009
293
370
https://bfag.journals.ekb.eg/article_29106_4f0816416f1ba862954a895efe1a9fed.pdf
dx.doi.org/10.21608/bfag.2009.29106
اللهجات العربية فى کتاب الحجة فى القراءات السبع لابن خالويه
عبد رب
النبى عبدالله إبراهيم
مدرس بقسم أصول اللغة
بکلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بالشرقية
author
text
article
2009
ara
فمما لا شک فيه أن البحث فى اللهجات العربية وبيان خصائصها وسماتها أمر بالغ الأهمية إذ إنه يوقفنا على أصول اللغة العربية وجذورها ومعرفة أسرار تطورها0 والواقع أن المکتبة العربية فى حاجة ماسة إلى مثل هذه البحوث التى تعد لبنة أساسية فى صرح الثقافة اللغوية الشامخ0 والبحث فى اللهجات العربية له مصادره المتنوعة، ومواطنه المتعددة، فکتب التراث العربى على اختلافها زاخرة بمصادره، وظواهره، وملامحه0 وکتاب "الحجة فى القراءات السبع" لابن خالويه يحتل مکانة رفيعة بين کتب التراث، فقد اشتمل على کثير من اللهجات العربية وهو من الکتب التى ألفت فى القرون الأربعة الأولى والتى هى من أنضر عهود اللغة وأکثرها دقة وأصالة0 وصاحبه إمام من أئمة اللغة، ورائد من روادها المبرزين ثم إن اللهجات الواردة فيه تزخر بثروة لغوية ضخمة جديرة بالبحث والدراسة والمناقشة0 وقد قمت باستقراء تام لهذا الکتاب، وأنعمت النظر فيه واستنبط اللهجات الواردة فيه، وصنفتها تصنيفا علميا وطفت بها فى کثير من کتب اللغة، والمعاجم، والتفسير ، والأدب والقراءات، لتوثيقها وتخريجها تخريجا لغويا، وعزوها لأصحابها ـ ما استطعت إلى ذلک سبيلا ـ لأن ابن خالويه لم ينسب کثيرا منها لأصحابها، فقد کان يکتفى بقوله : "وهذه لغة ـ وفيها لغات، ومن العرب من يقول کذا وقال بعضهم کذا … الخ"0 وهذا البحث يشتمل على مقدمة وتمهيد وسبعة فصول: ففى المقدمة: ذکرت أهمية البحث ومنهجه0 وفى التمهيد: تحدثت عن نسب ابن خالويه، ومولده، ونشأته، ورحلاته، وشيوخه، وتلاميذه، وحياته الاجتماعية وشعره، ومکانته اللغوية والنحوية، وآثاره ومؤلفاته ووفاته0 وفى التمهيد ـ أيضا ـ تحدثت عن کتاب الحجة مبينا قيمته والدافع لتأليفه، ومصادره، ومنهجه ، والمآخذ عليه0 ومنهج ابن خالويه فى عرض اللهجات، ومصادره فيها0 وفى الفصل الأول: ذکرت الهمز بين التحقيق والتخفيف وقد اشتمل هذا الفصل على الآتى : أولا : الهمزة المفردة0 ثانيا : الهمزتان الملتقيتان فى کلمتين0 ثالثا : همز ما لا يهمز 0 وفى الفصل الثانى: تناولت الإبدال مبينا الإبدال فى الحروف، والإبدال فى الحرکات0 وفى الفصل الثالث: تحدثت عن التقريب بين الأصوات، وقد تضمن هذا الفصل ما يلى: 1 - الإدغام0 2 - الإمالة0 3 - الإشمام 0 وفى الفصل الرابع: ذکرت تقصير الحرکة، وقد اشتمل هذا الفصل على ما يلى: أولا: تقصير الحرکة الطويلة0 ثانيا: تقصير الحرکة القصيرة "الاختلاس"0 وفى الفصل الخامس: تناولت الحذف ، وقد تضمن هذا الفصل ما يلى: 1 - حذف الحرکة 0 2 - حذف الحرف 0 وفى الفصل السادس: تحدثت عن الظواهر الصرفية وقد اشتمل هذا الفصل على ما يأتى: أولا: البنية بين الطول والقصر0 ثانيا: القلب المکانى0 وفى الفصل السابع : ذکرت الظواهر النحوية ، وقد تضمن هذا الفصل ما يلى: 1 - الإعراب0 2 - إعراب المثنى بالألف0 3 - اسم الفعل 0 4 - المبنى لما لم يسم فاعله 0 وبعد … فالله أسأل أن يکون هذا العمل خالصا لوجهه الکريم، وأن يحوز الرضا وأن يکون خدمة للغة العربية، إنه على ما يشاء قدير ، وبالإجابة جدير، إنه نعم المولى ونعم النصير0 وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين0 الباحث
حولية کلية اللغة العربية بجرجا
جامعة الأزهر (جرجا)، کلية اللغة العربية
2356-9050
13
v.
1
no.
2009
371
524
https://bfag.journals.ekb.eg/article_29107_31adad8b5a66a034c47714db3b51fbb5.pdf
dx.doi.org/10.21608/bfag.2009.29107
الفکر اللهجى عند أبى العلاء المعري (ت 449هـ)
ممدوح
إبراهيم محمود محمد
مدرس أصول اللغة
بکلية اللغة العربية بأسيوط
author
text
article
2009
ara
فقد شهدت القرون الهجرية الثلاثة ( الثالث والرابع والخامس ) أوج ازدهار الثقافة والحضارة الإسلامية ، وبلغت فيها الحياة العلمية والأدبية شأوا عظيماً ـ على ما ألم بالأمة العربية والإسلامية فى النصف الثاني من القرن الرابع الهجري وما تلاه من ضعف وانحلال سياسي وتصدع وانهيار الدويلات الفتية التى قامت فى الأقطار الإسلامية ـ فاتسعت حرکة الترجمة ، وکثر المترجمون والمؤلفون والدارسون فى العلوم المختلفة التى لم تقتصر على ما يتصل بالدين کعلوم القرآن والحديث والفقه والعقيدة والتصوف ، بل اهتمت بالفروع الأخرى کالفلسفة والمنطق ، والرياضيات ، وعلم الفلک والتنجيم ، والجغرافيا والتاريخ ... إلخ ، وتربع أعلام على قمم عدد من هذه الفروع ، واحتشدا المبرزون والرواد الذين خلدت أسماؤهم فى فروع العلوم اللغوية والأدبية فى الشعر وفى النـثر الفني والأدب ، وفى البلاغة والنقد ، وفى النحو وعلم اللغة . وکان أبو العلاء المعري هو : أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد بن سليمان ... بن قضاعة ، المولود سنة 363هـ ، والمتوفى سنة 449هـ ([1]) ، أحد الأعلام الذين لمعت أسماؤهم فى تلک الفترة ، فقد تشبع بروح عصره ، وتمثـل ثقافاته ، وانعکس أثر ذلک على نتاجه ، إذ کان عصراً يجمع فيه اللغوي ثقافات متعددة وشاملة ، فقد کانت عادة أهل الشام ـ ( وهي بيئته التى قضى فيها الشطر الأکـبر من حـياته إذ قضى معظم حياته فى حلب ) ـ والعراق ـ ( وقد انتقل إليها طوراً من حياته ثم عاد إلى حلب ) ـ والبلاد التى غلبت فيها اللغة العربية لعهد أبى العلاء أن يبدأ الدارسون فيها بدرس علوم اللسان والدين ، حتى إذا بلغوا من ذلک ما أرادوا سما من شاء منهم إلى درس ما أحب من العلوم العقلية والفلسفية ([2]) ، وهو ما وضح آثره فى ثقافة أبى العلاء وفکره عامة ، وإن کانت العلوم اللغوية هي أظهر العلوم التى درسها وأنفق أيام عزلته فى درسها للناس . وهو وإن أفاد فى مؤلفاته على کثرتها وتنوعها من مؤلفات سابقيه إلا أنه قد تفوق على کثير منهم إذ تشهد کلماته وجمله وعباراته التى ظهرت فى ثوب قشيب ، وصورة بليغة ، لاسيما فى کتابه ( الفصول والغايات فى تمجيد الله والمواعظ ) على مدى حرصه فيها على التناسب بين اللفظ والجرس ، أو فى الوزن والبناء ، وعلى مراعاة المحسنات البديعية مما يکسبها جمالاً فى اللفظ وعذوبة فى السمع . لذا أردت أن أکتب بحثاً عن المعري أبحث فيه عن فکـره اللهجي ومدى تأثره بالسابقين وما أضافه إليهم ، وکان حديثه ( رحمه الله ) عن اللهجات مقصوداً لذاته تارة إذ نراه يخترع الوسائل ويلتمس السبل المتنوعة لعرض هذه اللهجات ، وتارة ثانية نجده يوردها وکأنها وسيلة تلتمس لغيرها من الغايات . والوصول إلى فکره اللهجي أمر مجهد لتناثره فى مؤلفاته على کثرتها من ناحية ، ولعدم اکتمال هذا الفکر فى موضع واحد ، بل تجده يشير إلى اللهجة فى مؤلف دون أن ينسبها ، على حين ينسبها ويعلل لها أحياناً فى مؤلف آخر . وقد اقتضت الدراسة أن يأتي فى مقـدمة ، وتمهيد ، وثلاثة فصول ، وخاتمة ، وفهرس . أما المقدمة : ففيها تحدثت عن أهمية الموضوع ، وسبب اختياره . وفى التمهيد : تحدثت عن الدراسات اللهجية عند العرب قبل المعري وموقفه منها. وأما الفصول الثلاثة فهي کالتالي : الفصل الأول : الأصوات وطرائق الأداء فى البيئات العربية عند المعري. ويشتمل على خمسة مباحث کالتالى : المبحث الأول : الإبـدال. المبحث الثـانى :الإظهـار والإدغـام. المبحث الثالث : الهمـز والتسهـيل. المبحث الرابع : الـوقف. المبحث الخامس : سلب الحرکة ومطلها. الفصل الثاني : الخصائص الصرفية للبيئات العربية عند المعري . ويشتمل على أربعة مباحث کالتالى : المبحث الأول : التصحيـح والإعـلال. المبحث الثانى : اختلاف البنية فى البيئات العربية. المبحث الثالث : المقصـور والممدود. المبحث الرابع : التذکـير والتأنيث. الفصل الثالث : الخصائص النحوية للبيئات العربية عند المعري . ويشتمل على مبحثين هما : المبحث الأول : الخصائص الترکيبية فى البيئات العربية . المبحث الثانى : الأدوات النحوية أما الخاتمة ففيها ذکرت أهم النتائج التى توصل إليها البحث. وأما الفهرس : فهو للمصادر والمراجع ، ولموضوعات البحث . والله ـ سبحانه وتعالى ـ أسأل أن أکون قد وفقت فيما صبوت إليه إنه نعم المولى ونعم النصير . الباحـث
حولية کلية اللغة العربية بجرجا
جامعة الأزهر (جرجا)، کلية اللغة العربية
2356-9050
13
v.
1
no.
2009
525
689
https://bfag.journals.ekb.eg/article_29108_6c0088cb2706de1f7569d0b9a28ba5ca.pdf
dx.doi.org/10.21608/bfag.2009.29108
قصيدة المتنبى (الرفق بالجانى عتاب) رؤية بلاغية نقدية
إبراهيم
حسن أحمد
مدرس البلاغة والنقد فى جامعة الأزهر
author
text
article
2009
ara
فإن تفقد الأبنية الشعرية ودراستها دراسة بلاغية تذوقية من مقاصد العمل البلاغى، وعليه ، فالشعر معدن البلاغة، وعليه المعول فيها، فهو "مجنى ثمر العقول والألباب، ومجتمع فِرَق الآداب ، والذى قيد على الناس المعانى الشريفة، وأفادهم الفوائد الجليلة، وترسل بين الماضى والغابر ينقل مکارم الأخلاق إلى الولد عن الوالد، ويؤدى ودائع الشرف عن الغائب إلى الشاهد حتى ترى به آثار الماضين مخلدة فى الباقين، وعقول الأولين مردودة فى الآخرين، وترى لکل من رام الأدب وابتغى الشرف وطلب محاسن القول والفعل منارا مرفوعا وَعَلَما منصوبا وهاديا مرشدا ومعلِّما مسددا، وتجد فيه للنائى عن طلب المآثر والزاهد فى اکتساب المحامد داعيا ومحرضا، وباعثا ومحضضا، ومذکرا ومعرفا، وواعظا ومثقفا.."([1]) والناظر فى التعبيرات الجيدة، والأساليب الراقية يدرک مواطن الجمال بها، فينموا بذلک ذوقه، وترقى أحاسيسه، وتسمو مشاعره. والمتنبي أحد أئمة البيان فى عصور العربية، يقول عنه أبو منصور الثعالبى: "هو نادرة الفلک، وواسطة عقد الدهر فى صناعة الشعر"([2])، ومکانته بين شعراء العرب عالية، فهو ثالث ثلاثة أشاد بهم النقاد فى العصر العباسى، وقال عنهم ابن الأثير: أبو تمام والبحترى والمتنبى هم الذين ظهرت على أيديهم حسنات الشعر ومستحسناته، وجمعت بين الأمثال السائرة وحکمة الحکماء، وقد حوت أشعارهم غرابة المحدثين إلى فصاحة القدماء،...، وعلى الحقيقة فإن المتنبى خاتم الشعراء، ومهما وصف فهو فوق الوصف، وفوق الإطراء([3]) وقال عنه الشيخ/ محمود شاکر: "شاعر فذ من شعراء العربية لم يرزق الشعر ولا الحکمة مثله ذا لسان وبيان ألا وهو أبو الطيب المتنبى واحد الشعراء الذى جاء فملأ الدنيا وشغل الناس"([4]) ومن هنا تأتى أهمية هذه الدراسة: (قصيدة المتنبى ـ الرفق بالجانى عتاب ـ رؤية بلاغية نقدية) فمما لا شک فيه أن توجيه دارس البلاغة نحو النصوص السامية، والتعبيرات الراقية ليتعرف فى ضوئها على مسائل البلاغة فيه إثراء للشواهد البلاغية، وإصلاح للدرس البلاغى. أما عن سبب اختيار هذه القصيدة (ترفق أيها المولى عليهم) فلأنها أولا من درر المتنبى المشرقة المتلألئة فى تاج سيف الدولة الحمدانى، والمتنبى "يعرف يقينا بصر صاحبه سيف الدولة بالأدب والشعر، فحمله ذلک على الإجادة والتبصر وتقليب المعانى واختيارها، واختيار أثوابها من الألفاظ واجتبائها، وکان ذلک من أبى الطيب؛ لما فى نفسه من الکبرياء والعظمة؛ إذ لو لم يفعل ذلک لعلا عليه فى نظر سيف الدولة رجل غيره من الشعراء، أو لسواه به، وصاحبنا هذا لا يرضى بأن يسبقه إلى سيف الدولة غيره من الشعراء فهل يرضى بالمساواة..."([5]) وثانيا: لأن هذه القصيدة فيها من الأغراض ما اختص المتنبى بالإجادة فيه ففيها المدح والوصف والحکمة، ومدح المتنبى لسيف الدولة لم يکن لغرض التکسب بالشعر وأکل الخبز من قوافيه ومعانيه، وإنما صدر عن حب صادق، فقد وجد المتنبى "آماله فى آمال سيف الدولة، وآراءه فى آرائه، وعواطفه فى عواطفه، فألقى فى مدح الرجل کل نفسه وآرائه وأفکاره وعواطفه، وألغى ذکر نفسه، وراح يمدح الرجل ويصفه، ويصف حروبه وغزواته بأبدع ما أتى به من البيان([6]) وهذه القصيدة وصف فيها المتنبى معرکة حربية بين سيف الدولة وبنى کلاب بعد أن شاهدها شأن المراسلين الحربيين فى الجيوش الحديثة، والمتنبى کما يقول ابن الأثير([7]): اختص بالإبداع فى وصف مواقف القتال، فإذا خاض فى وصف معرکة کان لسانه أمضى من نصالها، وأشجع من أبطالها، وقامت أقواله للسامع مقام أفعالها. أما حکمة المتنبى فهى مبثوثة فى تلک القصيدة، نابعة عن أصالة، وناتجة عن تجربة وخبرة، ومن هنا ترددت على کل لسان، واستقرت فى النفوس مرتاحة إليها ضنينة بها، وليس لأبى الطيب مثيل فى هذا اللون من الشعر فقد "حظى فى شعره بالحکم والأمثال"([8]). ومن هنا يأتى سبب اختيار هذه القصيدة؛ فقد حوت مدحا لسيف الدولة بما فيه من صدق العاطفة، ووصفا للقتال الذى اختص المتنبى بالإبداع فيه، وحِکَمًا حظى بها شعر المتنبى، هذا فضلا عن أن هذه القصيدة قالها الشاعر فى أواخر حياته([9])، وقد لان له الشعر وانطاعت له قوافيه وراضت شوارده، فهذه القصيدة من فرائد شعر المتنبى فقد حازت الشهرة کما قال ابن رشيق([10])، وحازت الحسن کما قال الثعالبى فى تعليقه على أبياتها: "هذا کلام ما لحسنه غاية"([11]). ومنهج البحث قائم على تحليل القصيدة تحليلا بلاغيا يبرز ما فيها من محاسن النظم، من حيث جودة الألفاظ وجزالتها، وقوة الأساليب وفخامتها، ودقة النظم وإحکامه، وجمال التصوير وبراعته، ثم التوقف أمام المآخذ التى يمکن أن تؤخذ على المتنبى فى بناء قصيدته. هذا: وقد اقتضت طبيعة البحث أن يکون فى مقدمة وتمهيد وثلاثة مباحث وتعليق ختامى، وثبت بأهم المصادر والمراجع، وفهرس. المقدمة : ذکرت فيها قيمة البحث، وهدفه، ومنهجه. التمهيد : ذکرت فيه نبذة عن حياة المتنبى، وشعره، والمناسبة التى قيلت فيها القصيدة، وعرضأً للقصيدة. المبحث الأول : مدح وإشادة بشجاعة سيف الدولة. المبحث الثانى : وصف المعرکة بين سيف الدولة وبنى کلاب. المبحث الثالث : الاستعطاف لبنى کلاب. التعليق الختامى : وفيه أهم النتائج. المراجع . الفهرس . وبعد: فلا أزعم أننى قد بلغت فى بحثى هذا درجة الکمال، فالکمال لله وحده، ولکنى اجتهدت قدر طاقتى، والله أسأل أن يقيل عثراتى، ويغفر ذلاتى وهو الهادى إلى سواء السبيل. إبراهيم حسن أحمد
حولية کلية اللغة العربية بجرجا
جامعة الأزهر (جرجا)، کلية اللغة العربية
2356-9050
13
v.
1
no.
2009
691
786
https://bfag.journals.ekb.eg/article_29109_d66d39595def505f725d13c1fec92f12.pdf
dx.doi.org/10.21608/bfag.2009.29109
البلاغة النبوية فى حديث ( مثل البخيل والمنفق ... )
على
عبد الموجود نور الدين
مدرس البلاغة والنقد بالکلية ـ جامعة الأزهر
author
text
article
2009
ara
فإن فقه بيان النبوة ، وتتبع أساليبه ترکيبًا وتصويرًا وتحبيرًا ، والوقوف على أسراره ودقائقه ورقائقه والکشف عن مسالک الهدى والرحمة فيه بقصد نصرته وتعظيمه ، وإحياء سنته r تعلمًا وتعليمًا وتطبيقًا وذودًا ودفاعًا ، وتأدبًا ومحبة ... کل ذلک يمثل جوهر النصح لرسول الله r ، والذى عده النبى r أحد أغصان النصيحة التى هى عماد الدين وقوامه ([1]) . ومن هذا المنطلق تأتى هذه الدراسة راغبة فى تحقيق بعض وجوه النصيحة لرسول الله r من خلال کشفها عن البلاغة النبوية فى قول النبى r : " مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُنْفِقِ ، کَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ .... " ([2]) الحديث . وهو يصف فى بيان بالغ نوعين من الناس ، ويصور حال النفس البشرية فى نزوعها إلى إمساک المال ، أو إنفاقه فى وجوه الخير ، وأثر ذلک عليها . وقد کان للوسائل البلاغية أثرها البالغ فى تصوير النماذج البشرية فى البيان القرآنى ، وذلک کنماذج المؤمنين ، والمنافقين ، المنتشرة فى القرآن الکريم ، وکذا فى البيان النبوى ، وذلک کنماذج الجليس الصالح والجليس السوء ، والمؤمن القارئ للقرآن ، والمنافق القارئ للقرآن ، والبخيل ، والمنفق ، وغيرها ، وذلک لقدرة تلک الوسائل على تربية جوانب الشخصية على نحو يولد فى النفس نفورًا منها وبغضًا فى سلوکها ، أو ميلاً إليها ورغبة فى مشارکتها والسير على طريقها ([3]) . وقد آثرت استفراغ جهدى لإحکام فهم الحديث وتدبره ، معتمدًا على منهج التحليل البيانى القائم على تجلية السياق ، وبيان الأغراض والمقاصد ، وتحليل التراکيب اللغوية ، والأساليب البلاغية ، بقصد الکشف عن خصوصيات المعانى وأحوالها . وقد اعتمدت رواية الإمام البخارى فى باب الزکاة لتکون منطلقًا للتحليل ، فجعلتها أم الصيغ ، وجمعت فى تحليل بيانها وسبر أغوار تراکيبها الروايات الأخرى . والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الکريم ، وناصحًا لدينه ولسنَّة نبيه r . والله ولى التوفيق
حولية کلية اللغة العربية بجرجا
جامعة الأزهر (جرجا)، کلية اللغة العربية
2356-9050
13
v.
1
no.
2009
787
839
https://bfag.journals.ekb.eg/article_29110_872423b252f2ac396d8dda1a8ec9f69c.pdf
dx.doi.org/10.21608/bfag.2009.29110