فلقد تعددت الحروف وتنوعت معانيها ، فحروف المعاني منها العاملة کـ (إنَّ) وأخواتها ، وحروف الجر ، وحروف الجزم ، ومنها الحروف المهملة کحروف الجواب ، وحروف الصلة ، وحروف التنبيه ، وحرفي الاستفهام ، وحروف المعاني لا تنفک عن مصاحبة الاسم ، أو مصاحبة الفعل ، وتدل على معني فيما تصحبه منهما . وحروف المعاني بهذا المعني مخالفة لما يسمي بـ (حروف المباني) أو (حروف المعجم) التي لا دلالة لها على معني من معاني الأسماء والأفعال والحروف ، إلا أنها أصل ترکيبها ، فحرف المبني جزء من الکلمة سواء أکان أصيلاً في موضعه أم زائداً ، ومن ثَمَّ تلتقى بعض حروف المباني وبعض حروف المعاني في أن کلاً منها قد يکون أصلياً وقد يکون زائداً ، وأن الأصل عدم الزيادة ، وقد استرعي نظري في دراسة الحروف أمر زيادتها ، وقد انتثرت فيها أقوال العلماء . ومن ثم عزمت – مستعيناً بالله تعالي – على دراسة الزيادة دراسة نحوية صرفية، فجاء البحث بعنوان : " الزيادة بين حروف المعاني وحروف المباني دراسة نحوية صرفية " . وقد دفعني إلى دراسة هذا الموضوع أمور منها : أولاً : أن مجال زيادة الحروف دراسة خصبة تستحق أن نتجه إليها بالدراسة . ثانياً : اتفاق بعض حروف المعاني وبعض حروف المباني في أن کلاً منهما کما يکون أصيلاً قد يکون زائداً . ثالثاً : أن زيادة حرف المعني لم تکن عبثاً ، وکذلک حرف المبني ، وأن لکل منهما أثره الذي يحدثه عند زيادته . وقد اقتضت طبيعة البحث أن يأتي في مقدمة ، وفصلين ، وخاتمة . أما المقدمة فتحدثت فيها عن السبب والدافع إلى الکتابة في هذا الموضوع . وأما الفصل الأول فعنوانه : الزيادة في حروف المعاني دراسة نحوية ، وجاء في مبحثين : المبحث الأول : المتفق على زيادته من حروف المعاني . المبحث الثاني : المختلف في زيادته من حروف المعاني . وقد راعيت في ترتيب الحروف داخل المبحثين عدد حروف کل منها ، فجاءت الحروف الأحادية، وتلتها الثنائية ثم الثلاثية والرباعية . وأما الفصل الثاني : فعنوانه : الزيادة في حروف المباني دراسة صرفية . وتناولت فيه الحديث عن حروف الزيادة العشرة المجموعة في (سألتمونيها) ذاکراً ضوابط زيادتها ، ومواضعها . وأما الخاتمة ففيها : أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال دراسة هذا الموضوع. ثم ذيلت البحث بفهرسين أحدهما : للمصادر والمراجع ، والآخر لمحتويات البحث. وما توفيقي إلا بالله عليه توکلت عليه وإليه أُنيب ،،،