لقد کانت العربية ـ مذ وجدت ـ عزيزة على أهلها أثيرة لديهم فکانت موضع عنايتهم ، ووسيلة تفاخرهم ، حتى کان من يتفوق فيها عيداً لذويه واهله ، وفخراً لعشيرته وقبيلته ، ثم أکرمها الله ـ عز وجل ـ بالقرآن الکريم فأنزله بلسان عربي مبين ، فعزز مکانتها وأعلى شأنها ، وزادها في النفوس عزة وتقديساً ، وغدت لمن آمن لغة کتاب ودين ، ولمن لم يؤمن آلة تحد ودليل إعجاز . ولقد عکف السلف الصالح على لغتهم وبذلوا في خدمتها جهوداً مخلصة ومتواصلة تستحق منا کل إجلال وإکبار