تباين آراء ابن مالک في سبک المنظوم وفک المختوم عنها في کتبه الأُخرى

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم اللغويات في کلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بقنا

المستخلص

الحمدُ لله ربِ العالمين ، والصلاة والسلام على خير من نطق بلسان عربي مبين , سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد , وعلى آله , وأصحابه أجمعين.
وبعـــــد :
فإنَ الاختلاف سنة الله تعالى في خلقه ، قال الله تعالى: "وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَ مَنْ رَحِمَ رَبُّکَ وَلِذَلِکَ خَلَقَهُمْ"([1]), والقواعد العلمية ، ولا سيما النحوية منها ليست على قانون واحد ، أو على قاعدة واحدة إلاَ الأصول منها، أمَا الفروع فهي متغيرة واختلف العلماء فيها ، وهذا الاختلاف ، وهذا التبايُن لإثراء اللغة ، وللوصول إلى الأفضل في إرساء قواعدها ، وللاستدلال بأفضل ما نطقت به العرب من هذه اللغة ، ومن المعروف أنَ العالم يختلف مع غيره في الرأي لروح المنافسة بينهما ، ولهذا نشأت المدارس النحوية المختلفة ، واختلفت آراء النحويين على مر العصور کلٌ يدلو بدلوه في المسألة على حسب اطلاعه واجتهاده ، وتحليله للنصوص.
أمَا أن يختلف العالم مع نفسه فيکون له رأي في المسألة ثم يغير رأيه ويقول رأياً آخر في نفس فهذا جدير بالبحث والدراسة. وهذا قد يحدث لعلماء کثيرين على مر العصور من نشأة علم النحو إلى عصر المتأخرين منهم أمثال ابن مالک ، وأبي حيان ، والمرادي ، وابن هشام ، وابن عقيل وغيرهم .
وقد يکون هذا سببه روح المنافسة أيضاً , أو الرجوع إلى الصواب في الرأي ، أو الاطلاع على أدلة أکثر أو الاطلاع على رأي غيره فيقتنع به ، أو تقادم الزمن فيکون له رأي في آخر حياته العلمية استقر عليه مخالف لما قاله سابقاً وهکذا.
فموضوع هذا البحث : "تبايُن آراء ابن مالک في کتابه سبک المنظوم وفک المختوم عنها في کتبه الأخرى".
وکان اختياري لهذا الموضوع للأسباب الآتية :
1-    أردت أن أقف على الاختلاف والتبايُن في الرأي عند ابن مالک في هذا الکتاب مع ما قاله في کتبه الأخرى في نفس المسألة لأکتشف ما استقر عليه رأيه ، وأقوم بدراسة وتحليل هذه المسائل ، وعرض آراء النحويين فيها ، واختيار الصواب في الأقوال فيها ما أمکن .
2-    الاطلاع على أکثر من مؤلّف لابن مالک لأکتشف التبايُن والاختلاف في الرأي عنده ، وهل تغيُر الرأي عنده مشفوع بأدلة جديدة ، أو رأي معلل والآخر مرسل ؟ وهکذا.
3-    أنَ ابن مالک من العلماء المشهورين ، وظهور هذا الاختلاف والتبايُن في رأيه جدير بالبحث والدراسة ، لأنَه لابد أن يکون الهدف منه إثراء اللغة والوصول إلى الأفضل وهذا يستحق الکشف عنه وإخراجه إلى النور .
4-    أنَ جمع آراء ابن مالک التي تباينت واختلفت من مؤلف لمؤلف في بحث واحد أمر مفيد – إن شاء الله – لي أولاً ثم لمن أراد أن يستفيد من هذا الجمع من کتبه المختلفة ثانياً.
5-    أردت أن أثبت في هذا البحث ما وصل إليه ابن مالک من النضج الفکري  في المسائل النحوية ، وطريقته  في الاستدلال ، وأنَه عالم متجدد الفکر کثير الاطلاع ، يمکن أن يغير رأيه إذا ارتأى أنَ رأيه الآخر هو الصواب ، فالرجوع إلى الحق فضيلة ، ومن صفات العلماء .
وقد اقتضت طبيعة البحث أن يکون في :
مقدمة ، وتمهيد ، وفصلين ، وخاتمة مزيلة بأهم المصادر والمراجع .
المقدمة : وفيها موضوع البحث وأسباب اختياره ، والخطة التي سار عليها.
التمهيد : التعريف بابن مالک وتبايُن الرأي عنده وکتابه سبک المنظوم وفک المختوم , وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول : ابن مالک (حياته وآثاره).
المبحث الثاني : تبايُن الرأي عند ابن مالک في سبک المنظوم , وفک المختوم .
المبحث الثالث : سبک المنظوم وفک المختوم ومنهج البحث فيه . 
الفصل الأول : تبايُن آراء ابن مالک النحوية في سبک المنظوم وفک المختوم عنها في کتبه الأخرى.
الفصل الثاني : تبايُن آراء ابن مالک الصرفية في سبک المنظوم وفک المختوم عنها في کتبه الأخرى.
الخاتمة: وفيها أهم النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث  أهم المصادر والمراجع.
والله أسأل أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الکريم , وأن ينفع به إنَه ولي ذلک والقادر عليه.

الكلمات الرئيسية

ملفات

شارك

إرسال الاستشهاد إلى

الإحصائيات