تجاهل العارف دراســــة بلاغيــــة (تاريخية فنية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية اللغة العربية بأسيوط ـ جامعة الازهر

المستخلص

فهذه دراسة بلاغية (تاريخية فنية) لمصطلح بديعي يعد من أفضل المحسنات البديعية المعنوية وآية من آيات البلاغة العربية لما يحققه من مبالغة في إفادة المعنى المراد وهو مصطلح (تجاهل العارف) .
وقد دفعني إلى دراسة هذا المصطلح البديعي ما يأتي:
أولاً : رغبتي في الرجوع بهذا المصطلح إلى جذوره الأولى منذ ظهوره على يد عبد الله بن المعتز وموقف البلاغيين الذين أتوا بعده من مصطلح تجاهل العارف.
ثانياً: أن بعض البلاغيين يرون أن هذا اللون لا يتحقق إلاَّ إذا کانت هناک قوَّة شبه بين المشبه والمشبه به حتى يظهر للمتکلم أنه لا يستطيع أن يفرق بينهما، والواقع أن تجاهل العارف أعم من ذلک .
ثالثاً: أردت أن أفرق بين تجاهل العارف والاستفهام وخاصة التقريري منه لما بينهما من اشتراک.
رابعاً: مناقشة البلاغيين فيما قالوه حول هذا المحسن البديعي إذا تطلب الأمر ذلک.
وقد جاءت هذه الدراسة في فصلين:
الفصل الأول فهو: تجاهل العارف دراسة تاريخية.
واشتمل على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: (تجاهل العارف منذ عصر ابن المعتز إلى عصر السکاکي).
وفيه أشرت إلى ظهور هذا المصطلح على يد عبد الله بن المعتز (ت 296هـ)، وارتضيت ما ذهب إليه بعض أهل العلم من علمائنا المعاصرين من أن هذا اللون من ابتکارات ابن المعتز ثم أشرت إلى تطور هذا اللون عند من أتى بعده کأبي هلال العسکري (ت 375هـ) وابن رشيق القيرواني (ت 463هـ)، ونصر بن الحسن المرغيناني من علماء القرن الخامس، وابن حيدر البغدادي (ت 517هـ) ورشيد الدين الوطواط (ت 573هـ)، وأسامة بن منقذ (ت 584هـ).
وبينت الدراسة تطور هذا المصطلح على أيدي هؤلاء ومدى ما أضافه اللاحق للسابق .
ثم ختمت هذا المبحث بأبي يعقوب السکاکي (ت 626هـ) وذکرت أنه رأى العدول عن تجاهل العارف إلى (سوق المعلوم مساق غيره) فهي تحقق ما تحققه عبارة (تجاهل العارف) ولکنها أکثر تأدباً مع کلام الله تعالى .
أما المبحث الثاني: (تجاهل العارف عند البلاغيين المتأخرين عن السکاکي).
قد بينت فيه موقف هؤلاء العلماء مما ذهب إليه السکاکي، وکيف کانت دراستهم لتجاهل العارف فقد عرفوه وذکروا له نکاتاً وأغراضاً بلاغية، ومثلوا لکل نکتة بما يناسبها، وشمل هذا المبحث ضياء الدين بن الأثير (ت 637هـ)، وکمال الدين عبد الواحد بن عبد الکريم الزملکاني (ت 651هـ)، وابن أبي الأصبع المصري (ت 654هـ)، والخطيب القزويني (ت 739هـ)، وابن يعقوب المغربي (ت 1110هـ) .
وقد رکزت الدراسة على بيان دور هؤلاء العلماء في توضيح وتجلية هذا المحسن البديعي کما بينت موقف أکثرهم من عبارة السکاکي (سوق المعلوم مساق غيره) .
أما المبحث الثالث فقد تناولت الدراسة فيه تجاهل العارف عند بعض شراح البديعيات وعلى وجه التحديد شهاب الدين الغرناطي .
وأما الفصل الثاني: تجاهل العارف دراسة فنية
فقد اشتمل على دراسة فنية وتطبيقية لبعض شواهد هذا المحسن البديعي من کلام الله تعالى وأشعار العرب وقد وضعت هذه الشواهد تحت نکات بلاغية حددها سياق الکلام .
هذا ولعلي أکون قد وفقت في دراسة هذا المحسن البديعي المعنوي دراسة تاريخية فنية .
وإلا فحسبي أني اجتهدت والمجتهد لا يحرم الأجر وإن أخطأ .
ربنا هب لنا صدقاً في القول وإخلاصاً في العمل: وهيء لنا من أمرنا رشاداً . ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرَّة أعين واجعلنا للمتقين إماماً .
وما توقيفي إلا بالله عليه توکلت وإليه أنيب


 

الكلمات الرئيسية