البلاغة في خطبة قطري بن الفجاءة التحذير من الدنيا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

بکلية الدراسات الإسلامية العربية للبنات بالزقازيق ـ جامعة الأزهر

المستخلص

فحذرنا الله – عز وجل من الرکون إلى الدنيا وزخرفها وزينتها والغفلة عن الآخرة فقال تعالى : " فَلاَ تَغُرَّنَّکُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّکُم بِاللَّهِ الْغَرُور "([1]) وأخبرنا أن الحياة الدنيا متاع وأن ألآخرة هي دار القرار فقال تعالى : " إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَار" ([2])
وأيضاً أخبرنا الله عز وجل – أن ما أعطاه لنا في الحياة الدنيا من نعيم في شکل مال وأولاد وصحة ونعم أخرى هو متاع نتمتع به في الدنيا وزينة ولکن ما أعده الله – سبحانه وتعالى - لأهل طاعته وولايته خير وأبقى لأنه نعيم دائم لا ينقطع.
فقال تعالى : " وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون "([3]) ألم تکن لنا عقول نتدبر ونتأمل بها الفاني من الدائم ؟ ، ولأن النفس تحب القريب العاجل ، وتميل إليه حذرنا أن نکون مثل هؤلاء الأقوام الذين يحبون الدنيا وزينتها ويغفلون عن الآخرة فقال عنهم – عز وجل - إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً " ، وأخبرنا الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن من زهد في الدنيا دخل الجنة وأن من رکن إليها وإلى ملذاتها وشهواتها دخل النار فقال : " حفت الجنة بالمکارة وحفت النار بالشهوات " ([4]).
وعلى کثرة ما ورد من آيات قرآنية کريمة وأحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في التحذير من الدنيا إلا أن البعض يتمسک بها ويغفل عن الآخرة ، وکان لقطري بن الفجاءة خطبة في التحذير من الدنيا ، تذکرة للغافل ، ولنصح هؤلاء الأقوام الذين لم يمثلوا لأوامر الله ونواهيه وتوبيخهم وتقريعهم على صنيعهم ؛ لذا اخترت هذه الخطبة لأنها للتذکرة من باب  " وَذَکِّرْ فَإِنَّ الذِّکْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِين "([5]) ولما حوته من کنوز بلاغية.
وجاء هذا البحث بعنوان : " البلاغة في خطبة قطري بن الفجاءة" التحذير من الدنيا"
 

الكلمات الرئيسية