اختياراتُ الجَوْجَرِيِّ النحويةُ في شَرْحِه لشُذورِ الذَّهَب جمع ودراسة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية اللغة العربية بالزقازيق - جامعة الأزهر أستاذ اللغويات المشارک في کلية الآداب والعلوم بوادي الدواسر جامعة الأمير سطام بن عبد العزيز

المستخلص

فقد أسهم کثير من النحاة المتأخرين في إثراء الدرس النحوي، وتطويره، والارتقاء به، بما قاموا به من دراسات، وتحليلات، ومناقشات لمذاهب النحاة المتقدمين وآرائهم، وبما سجَّلوه من اختيارات، أو اعتراضات، وبما تفرَّدوا به – أحيانا - من آراء أبرزت شخصيتهم، وکشفت عن اتجاههم النحوي.
ومن هؤلاء العلاَّمةُ محمد بن عبدالمنعم الجَوْجَريُّ(ت889ه) أحدُ علماءِ مصرَ المجيدين، ونُحاتِها المُبَرِّزين، وفقهائها المحقِّقين، الذين خلَّفوا للأمة عديدا من المصنفات في کثير من العلوم والفنون، وعلى رأسها علوم اللغة العربية.
ومن أهم مصنفاته النحوية: " شرح شذور الذهب " وهو شرحٌ مطوَّلٌ على " متن شذور الذهب " لابن هشام الأنصاري(ت761ه)، جمُّ الفائدةِ، عظيمُ المنفعةِ، تناولَ قواعدَ العربيةِ بأسلوب متفرد، متکامل، وعرَضَ مذاهبَ النحاةِ وآراءَهم([1])، ناسبًا إياها إلى أصحابها غالبا، مع بروز شخصية مؤلفِه، وظهور رؤيته، ووضوح موقفه من النحاة، واختياره من آرائهم ما تُقوِّيه الحجةُ، ويُرجِّحُه الدليلُ غالبا.
وقد کان للجوجري عباراته ومصطلحاته في التعبير عن اختياره، فجاءت عباراته صريحة، واضحة غالبا، نحو: " وهو الراجح "، و" وهو الصحيح "،
و" على الصحيح "، و"والصحيح"، و"على الأصح"، و"على الأشهر".

وأحيانا کان يقطع بالرأي الذي اختاره([2])، أو يُقدِّمُه ثم يُضَعِّـفُ الرأيَ الآخرَ([3])، أو يُبيِّنُ أنه خلاف الأولى([4]).
وأحيانا کان يکتفي بذکر الأدلةِ المرجِّحةِ للمذهب أو الرأي الذي يختاره، دون أن يصرح بذلک([5])
والجوجري غلبت عليه النزعة البصرية في اختياراته، حيث کان في الغالب إما موافقا جمهورَ النحاةِ، أو جماعةَ البصريين، أو جمهورَهم، أو أکثرَهم، أو جماعةً منهم، أو أحدَ نحاتِهم وبخاصة سيبويه. ووافق الکوفيين أيضا في بعض المسائل.
وقد قمت بجمع هذه المسائل التي اختار فيها الجَوْجَرِيُّ مذهبا من مذاهب النحاة أو رأيا من آرائهم، وتناولتها بالبحث، والدراسة، والمناقشة، مع الاحتجاج، والتدليل، والترجيح.

الكلمات الرئيسية