التکوين الدرامي للنص المسرحي (( دراسات في نماذج مختارة ))

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية اللغة العربية بالزقازيق ـ جامعة الأزهر

المستخلص

في هذه الدراسة ذهبت أبحث عن مکونات النص المسرحي المکتوب من خلال عدة تجارب مختلفة ثقافياً، وأدبياً، ومتفقة جغرافياً.
أما الاتفاق بين هذه التجارب فکان بفعل الميلاد فقط وقد يکون بنسبة بسيطة النشأة – أيضاً -لأن الأدباء الثلاثة الذين مثلوا النماذج المختارة ولدوا في السعودية، وهم:ـ
أولاً: الدکتورة ملحة عبدالله([1])، المولودة في مدينة أبها في المملکة العربية السعودية، إلا أنها سرعان ما انتقلت إلى القاهرة لتتلقى تعليمها الثانوي والجامعي، وما فوق الجامعي في القاهرة.
ثانياً: يحيى العلکمي: ولد في مدينة الطائف بالسعودية عام 1968م أيضاً، ويعمل رئيساً لقسم اللغة العربية بإدارة الإشراف التربوي في المنطقة الجنوبية بالمملکة. ([2])
ثالثاً: عبدالله بن هادي السلمي([3]) ، وهو من مواليد محافظة رجال ألمع بمنطقة عسير بجنوب المملکة.
واتفق الکتاب الثلاثة في أنهم ينتمون في أغلبهم إلى المنطقة الجنوبية في المملکة العربية السعودية
تلک هي الخصائص الخارجية التي تجمع بينهم، وهي خصائص انعکست على تناولهم الفني، فساهمت بقدر ضئيل في إنتاج بعض الأفکار المسرحية، وکان من أهمها على الإطلاق الاستلهام الفني للتراث الشعبي، والفلکلور الإنساني التي تحفل به هذه المنطقة، وهذا ما رکزت عليه الدراسة حين أفردت مساحة - يعتقد أنها کافية - لرصد المخزون الروحي والوجداني في هذه البيئة، والعلاقة بين هذه المؤثرات والمسرح، وهل وقفت عند التمثل الخارجي، أم أنها حولت هذا التراث الشعبي إلى أفکار مسرحية.
وأما أوجه الاختلاف فکان عميقاً وجذرياً، على مستوى الکم وأيضاً على مستوى الکيف، فالدکتورة ملحة عبدالله لها تجارب مسرحية عدة وعديدة طبعت مرات ومرات، وحفلت هذه التجارب بالغنى والتنوع، فضلاً عن کونها أکاديمية محترفة.
ناهيک عن تکوينها الثقافي المسرحي - تحديداً - داخل أروقة أکاديمية الفنون بالقاهرة، فکانت تجربتها المسرحية بمقدار هذا العمق والتنوع فکرياً وفنياً وحملت مسرحياتها تصوراً إبداعياً رائعاً ورقيقاً للإنسان متجاوزة حد الزمان والمکان.
 
والتجربتان الأخيرتان المتجسدتان في کتابات يحيى العلکمي وعبدالله السلمي هي تجارب نادرة کماً، وإن تراوحت ـ کيفاً ـ في هذه الندرة.
فالکاتب يحيى العلکمي له مسرحية واحدة فقط، هي ( البيدق ومسرحيات أخرى ) وصدرت عام 2014م وکلها يغلب على مسرحياتها ، المسرحية ذات الفصل الواحد، کما أنها أيضاً من نوع المسرح المونودرامي ذات الصوت الواحد، وتجربته المسرحية في إجمالها مبشرة فهو کاتب يمتلک أفکاراً مسرحية خصبة تحتاج إلى رؤى فنية أکثر وعياً وتطوراً.
والکاتب الآخر هو عبدالله السلمي، وله أيضاً مسرحية واحدة حملت اسم (صخب ) هي أقرب إلى المسرح المدرسي منه إلى المسرح الفني، في حالة وجود اختلاف کبير بينهما.
في ضوء ذلک رحت أرصد أهم الظواهر الفنية التي تجمع بين تجارب هؤلاء الثلاثة متخذاً شکلاً انتقائياً من نتاج الکاتبة ملحة عبدالله، فکانت هذه النماذج محصورة في مسرحيات هي ( شق المبکى، وأم الفأس والطاحونة وبياع الحميص) وکان الاختيار نابعاً من قيم فنية، وليست زمانية أو مکانية راعيت في هذا الاختيار أن تکون الفکرة الإنسانية والاجتماعية والفنية متوفرة، حتى يتم بحث أوجه الروابط المشرکة بينها وبين الکاتبين الأخيرين.
أما الکاتبان يحيى العلکمي وعبدالله السلمي، فأتيت على المسرحيتين الوحيدتين اللتين أصدرها کل منهما إتياناً تاماً للتعرف على الصور والظواهر المسرحية في هذين العملين.
ومن أهم الظواهر الفنية التي شکلت التکوين الدرامي لهذه النصوص هي محاولة خلق نص مسرحي والاجتهاد في إثرائه بالمحتوى الفني من حيث الاستعراض والأسطورة والتراث الشعبي الموغل في الخصوصية.
                                                                                                                                                         
وأسأل الله أن أکون قد وفقت فيما ذهبت إليه.