توظيف الشعر في رسائل بديع الزمان الهمذاني آليات التوظيف- البواعث- الأثر والقيمة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية اللغة العربية بالمنصورة

المستخلص

فلا يزال النثر الفني في حاجة للدراسة والبحث، ومناقشة قضاياه وظواهره الفنية التي تتجلى في شتى أغراضه وجوانبه؛ لذا يحاول هذا البحث أن يعطي جانبا من جوانب النثر الفني حقه من الدرس والبحث وهو الرسالة، فينشط لبيان أثر الشعر في رسائل بديع الزمان الهمذاني، ومدى براعته في توظيفه توظيفا فنيا يخدم الرسالة، ويحقق أهدافها، ويضفي عليها من ظلاله ونسائمه ما يثريها ويغنيها.
والمتأمل في رسائل بديع الزمان يجد أنها قيمة فنية وزاد أدبي ثري، کتبها بأسلوب جذاب شيق يشد المتلقي، فجاء بالمعاني البارعة، والأفکار الناصعة، والصور الفاتنة البديعة، وسخر ما استطاع من ذوق أدبي، ومعرفة عميقة، وصلة وثيقة بالتراث السابق عليه، حتى جاءت رسائله في هذا الشکل الفني، وهذا القالب الخاص الذي کشف عن براعته، وتميزه بين کتاب عصره، حتى أثنى عليه النقاد قديما وحديثا وجعلوه في الطبقة الأولى من الکتاب.
لقد لفتني وضوح أثر الشعر في هذه الرسائل، فبعض الرسائل يُقِيمها الکاتب على نص شعري معين استرفده وبنى عليه رسالته، وأحيانا يختم رسالته بنص شعري يلخص مضمونها ويفي بغرضها، وقد يجد في النص الشعري ضالته  فيؤثره على عباراته النثريه لأنه يحقق الهدف، ويفي بالغرض، فوجدت أثر الشعر واضحا بيِّنا في هذه الرسائل، لذا رأيت دراسة هذا الموضوع، محاولا الوقوف على البواعث والأسباب التي دفعت الکاتب لاسترفاد الشعر في رسائله، وأثر هذا الشعر في الرسالة موضوعيا، وفنيا.

الكلمات الرئيسية