تيار الوعي في رواية (صوفيا) للروائي السعودي محمد علوان

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب والعلوم في وادي الدواسر جامعة الأمير سطام بن عبد العزيز (السعودية)

المستخلص

       لعبت الترجمة دورا مهما وکبيرا، في تعرفُّ الروائيين العرب على الکثير من الأساليب الجديدة، في سرد الرواية، وبدأ هؤلاء الروائيون يستخدمون هذه الأساليب الجديدة بدلا من الأساليب التقليدية، ويأتي في مقدمة هذه الأساليب ، تيار الوعي، الذي استخدمه الروائيون الغربيون أمثال (جمس جويس – فرجينيا وولف)، وقد ظهر استخدام الروائيين العرب لهذا التکنيک في ستينات القرن الماضي، وکان محاولة منهم للهروب من التکنيکات التقليدية، في السرد والحبکة، وبدأ هذا التقليد على استحياء عند کتاب الستينات، لأنهم لم يکونوا قد  قرأوا عنه باستفاضة، واطلعوا على تکنيکات المختلفة بتعمق، وبتشجيع النقاد والأوساط الأدبية لهؤلاء الکتاب والروائيين، اطلعوا على هذه التکنيکات باستفاضة، ووعوها وهضموها هضما جيدا، وکانوا أکثر توفيقا ونجاحا في استخدام هذا التکنيک ، لقد وجد هؤلاء الروائيون ،أن الأساليب الروائية القديمة أصبحت عاجزة ولم تعد قادرة على التعبير عما بداخل نفس الإنسان المعاصر ، فبدأت تختفي الأساليب التقليدية تدريجيا ، وبدأنا نجد روايات تقلل من أهمية الحبکة ، والتسلسل المنطقي للأحداث. وظهر هذا في رواياتهم. لقد أولى أصحاب التيار الواقعي من الروائيين، جل اهتمامهم بتطوير أعمالهم الروائية ، بما يتناسب مع التغيرات التي تطرأ على مجتمعاتهم ، وتطوير هذه الأعمال بوسائل متنوعة ، کان أبرزها وفي مقدماتها الاتجاه إلى النفس الانسانية ، لتحليلها والکشف عن أسرار عالمها الخاص ، متوخين في ذلک الصدق في تصوير بيآتهم ، کما أبانوا عن أن هناک تأثيرا متبادلا بين شخصياتهم في الرواية، والبيئات التي يحيون فيها ، وأن هناک تغيرا في الشخصيات والبيئة بفعل التأثير الزمني ، لذلک نجد بعض الروائيين يرکز على التحليل النفسي،في محاولة منه لاستبطان الواقع ليکشف عن حقيقته ، واعتمد هؤلاء الروائيون على التنظيم الداخلي لسرد الأحداث، وذلک بإجراء عملية مونتاج على هذا الواقع، من حذف، وتقديم، وتأخير، وربط الأحداث والشخصيات، فجاءت أعمالهم الروائية مقنعة . فالرواية الواقعية کما يرى نجيب محفوظ (تأخذ تنظيمها من واقع الحياة)([1]) فالرواية الواقعية بحسب رؤية نجيب محفوظ، هي التي تتناول المجتمع بعاداته وتقاليده، وتقوم بتحليل الحالة النفسية لسکانه، أي تقوم على المراقبة والوصف، اللذين يشکلان بعدين رئيسيين في مفهوم الرواية.

الكلمات الرئيسية