من بلاغة القرآن فى مشتبه النظم دراسة تطبيقية على سورة البقرة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بدسوق

المستخلص

ففى خلوة إجبارىة کتبت على لم أجد مؤنسا لى سوى ربى، فهرعت إلى کتابه قراءة وصلاة به، وتتابعت ختماتى للقرآن وبالغت فى الترکىز فى المتشابه حتى لا أتوقف فى صلاتى، فراعنى ما وجدت من بلاغة وإعجاز واضحىن لم ألتفت إلىهما من قبل، وبدأت أجمع المتشابه وأقوم بدراسة الفوارق باحثا عن علة ذکرٍ هنا وحذفٍ هناک، وتقدىمٍ هنا وتأخىرٍ هناک، ثم بحثت فى السىاق سائلا لماذا خصت هذه بهذه السورة والأخرى بتلک ؟ ولماذا هذا فى المدنى وذاک فى المکى؟ إلى آخر هذا الباب الجمىل من الدراسة البلاغىة، ثم نحىت المتشابه فى قصص الأنبىاء لعلمى بأبحاث کتبت فى هذا الباب خص فىها قصص کل نبى بدراسة منفردة، وبدأت بسورة البقرة، ودرست ما ىتشابه منها مع غىره، وسألت الله أن ىعىن على بقىة هذا البحث فى بقىة السور تباعا حتى تتم الفائدة، وجعلت من سورة البقرة مثالا ىفتح به باب نسأل الله أن ىعىن على إکماله، وکان منهجى فى هذا البحث أن أبدأ الفصل بذکر الآىات من سورة البقرة وما ىشبهها من السور الأخرى مبىنا الفوارق معللا لها ذاکرا لم خصت کل سورة بم خصت به، ولماذا أتى هذا فى سورة البقرة المتقدمة وأتى ذاک فى السورة الأخرى المتأخرة، فاهتممت غالبا بترتىب السور والتعلىل له، وعولت کثيرًا على السياق والمقام، وکان للمکى والمدنى دور فى التعليل، واعتمدت فى ذلک کله على الله أولا ثم على علمائنا الذين کتبوا فى هذا الباب کالغرناطى والکرمانى والإسکافى وابن جماعة والرازى.
وإذا کان المتشابه عند أهل التفسير وأهل القرآن يحمل معنيين المعنى الأول هو ما يقابل المحکم کما فى أوائل سورة آل عمران، والمعنى الثانى هو الذى تتشابه فيه الآيات فى الموضوع وتختلف فى زيادة کلمة أو حذفها أو تقديم أو تأخير أو تعريف أو تنکير إلى آخر هذه الفروق الدقيقة، وهذا الذى أعنيه بالدراسة هنا، وقد استحب أشياخنا تسميته مشتبه النظم للتفريق بينه وبين المتشابه بالمعنى الأول –کما فعل استاذنا الدکتور عبد العزيز خضر -حفظه الله- فى اطروحته للدکتوراه؛ ولذلک ولأن الموضوع کبير على مثلى أن يکتب فيه کان عنوان البحث من بلاغة القرآن فى مشتبه النظم.

الكلمات الرئيسية