الترابط الدلالي بين التراکيب في ضوء معايير تحليل الخطاب

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب والعلوم

المستخلص

هذه الدراسة امتداد لدراسة سابقة تحدثت فيها عن الروابط اللفظية والمعنوية داخل النص، والتي بينت فيها روابط عديدة تربط بين جزئيات النص ربطًا دلاليًا مسوغًا للوصل والفصل بين الجمل، إلا أن الروابط الدلالية لا تقتصر على هذا الحد؛ لئن الدلالة الکلية للنص من متمماتها دراسة الروابط بين أول النص وآخره ووسطه، وعلاقة النص بما يحيط به وما لا يحيط به من النصوص والدلالات، فکان هذا البحث مکمل لما سبق الحديث عنه.
فالنص وحدة لغوية کبرى، ويتکون من عدة مکونات دلالية تعبر عن مراد الکاتب وأفکاره في حدود الإطار المتماسک، وعلاقات النص بالوحدات الدلالية الدالة عليه.([1])
هذه العلاقات متعددة ومتنوعه، منها ما يتعلق بعنوان المقطوعة الأدبية وإطلالتها الأولى، أو عناوينها الفرعية، أو علاقة أول النص بآخره، وأوله بفقره، وعلاقة مضمونه بآخره، أي: خاتمته، وهو ما يعرف بالتناسب الإجمالي بين النصوص.
أما أهمية هذا النوع من الدراسة التحليلية فتکمن في:
-       إبراز الروابط بين مجموعة من الجمل مع مجموعة أخرى، أوبين وحدات النص وفقراته.
-   إظهار الخاصية التناسبية بين وحدات النص التي سوغت التسلسل الفکري والمعنوي بين الفقرات، ووحدات النص الکبرى.
-       إظهار علاقات النص بالوحدات الدلالية المحيطة به، أو التي تتصل به دلاليًا.
وقد حرصت على تتبع مواطن الدلالة النصية الکبرى والعامة بين الوحدات المختلفة، والوحدات الدلالية الخارجية، التي تبين جماليات النص، وخصائصه الدلالية والبيانية، في إطارين مختلفين، حيث تضمن البحث مقدمة وتمهيد ومبحثين: تحدثت في المبحث الأول: عن الروابط بين وحدات النص الواحد، وفي المبحث الثاني: تحدث البحث عن علاقة النص بالوحدات القريبة منه، ثم الخاتمةوالفهارس.
کما حرص البحث على إيراد الشواهد لکل علاقة تناولتها بالدراسة، مع تنوع الشاهد بين القرآن أو الحديث، أو أبيات من أشعار العرب، حتى تقدم الدراسة نموذجًا للتنوع الدلالي للعلاقات بين النصوص، واختلاف العنصر الدلالي؛ تبعًا لاختلاف نوع النص.
أما منهج البحث فقد سلک المنهج التکاملي الذي يجمع بين المنهج التحليلي، والمنهج الاستقرائي لتتبع آراء النقاد والبلاغيين في مسائل البحث، ويعمد إلى استخدام المنهج التاريخي أو غيره من المناهج بحسب نوع العلاقة والنص والشاهد.
آمل أن تسلط الدراسة الضوء على الروابط بين أجزاء النص، وتقدم نموذجًا للدلالة السياقية العامة بين النصوص؛ مما يفيد القارئ الکريم.ه الطلحي.

الكلمات الرئيسية