فَنْقَلاتُ الزمخشريِّ النحويةُ في سورِ الحواميم دراسةٌ تأصيليةٌ تحليلية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية کلية الآداب والعلوم الإنسانية ــ جامعة جازان ــ المملکة العربية السعودية

المستخلص

فمن علماء السلف الأفذاذ العَلَّامَةُ أبو القاسم محمود بن عمر جار الله الزَّمَخْشَرِيُّ [ ت 538ه‍] ـ رحمه الله ـ ومن مؤلفاته التي لا يَتَجاوَزُها أهلُ العلم تفسيرُه "الکَشّاف"، وقد برزت فيه ظاهرةٌ، ألزمَ بها نفسَه؛ ألا وهي ظاهرة "الفَنْقَلَة"؛ إذ يعرض الزمخشريُّ المسألةَ بشرط افتراضي يُشْرِکُ فيه القارئ ثم يُجيب عنه؛ فيقول:" فإنْ قُلْتَ: ... قُلْتُ: ..."، و(الفَنْقَلة) مصدر منحوت من هذه العبارة؛ مثل ( السَّبْحَلة، والحَمْدَلَة، والحَوْقَلَة). وجمعها: فَنْقَلات.
وبحصر الفنقلات الزمخشرية الکشّافية إلکترونيًّا؛ وجدتها ألفًا وخمسَمائةٍ واثنتين وأربعين فنقلةً؛ فيها فنقلات عقدية، وفقهية، وتفسيرية، وبلاغية، ولغوية، وصرفية، ونحوية، ...
وهذا البحث يدرس شيئا من هذه الظاهرة بحصر الفنقلات النحوية التي وردت في سور الحواميم السبع ( غافر ـ فصلت ـ الشورى ـ الزخرف ـ الدخان ـ الجاثية الأحقاف) مؤصِّلًا لها مُحَلِّلًا تحليلا يکشف عن الفنقلة وما يتعلق بها.
وقد اخترت هذه السور؛ لأنها تمثل مَعْقِدًا متصلا من سور القرآن الکريم؛ إذ تتوالى سبعتُها في المصحف، کما أن ذهن الزمخشري ـ رحمه الله ـ تفتَّقَ فيها عن عددِ فنقلاتٍ جديرٍ ببناء بحث.
وقد حصرتُ فيها أربعا وعشرين فنقلةً: اسميةً وفعلية، وحرفية، وجُمْلِيَّة وشبه جملية؛ مرتبةً تبعًا لترتيب السور، ثم الآيات؛ لِيَسْهُلَ على القارئ الوصولُ إليها، والاطِّلاعُ عليها، والإفادةُ منها، في خطة قامت بعد المقدمة على أربعة مباحث:
المبحث الأولـ الفنقلات الاسمية: وفيه ثماني فنقلات.
المبحث الثانيـ الفنقلات الفعلية: وفيه سِتُّ فنقلات.
المبحث الثالثـ الفنقلات الحرفية: وفيه فنقلتان.
المبحث الرابعـ الفنقلات الجُمْلِيَّة وشبهها: وفيه ثماني فنقلات.
ثم خاتمةحَوَتْ أهم النتائج وتوصيةً، وأَنهيتُه بِثَبَتٍ للمصادر والمراجع، ثم  بفهرس المحتويات.
 
واتبعتُ فيه المنهج الوصفي القائم على حصر الفنقلات النحوية في السور الکريمة، ثم وضع عنوان مناسب لکل فنقلة، مع تأصيلها وتحليلها بدراستها عند المفسرين والنحويين السابقين للزمخشري ـ رحمه الله ـ واللاحقين له، ثم إبداء الرأي والترجيح في نهاية کل فنقلة.
 
 
هذا، وإذا کان الزمخشري ـ رحمه الله ـ قد لُقِّبَ بــ (جار الله)؛ لأنه جاور بيت الله الحرام ما يقرب من ثلاث سنوات ألَّفَ فيها کشّافَه([1])؛ فإن جزءًا من هذا البحث ـ بفضل الله على عبده ـ قد کُتِبَ بجوار الحرم المکي ـ حفظه الله ـ؛ ليجمع بين برکة الکتاب وبرکة المکان، ولتتواصلَ قلوب اللاحقين بالسابقين، ونقول لهم إنَّا على الدَّرْب سائرون، والرجاء أن يجمعنا الله بکم في جنّات النعيم " يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ"([2]).
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين!
الباحث
د. علي نجار محمد حسن
 
 
 

الكلمات الرئيسية