قصيدة ابن الـرومي في رثاء ابنه ( مـحمد ) دراسة بلاغية تحليلية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

بکلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج ـ جامعة الازهر

المستخلص

من أهم أهداف الدراسات البلاغية الکشف عما في لغتنا العربية من نفائس وکنوز، والقدرة على الإبداع، وتربية الذوق النقدي المرهف، والملکة القوية التي بها يعرف الجيد من الرديء، شعراً کان أو نثراً، وخير معين على ذلک معرفة ودراسة الشعر، الذي هو فن العربية الأول، فهو ديوان العرب الذي حفظ لغتهم على مر العصور, وهو من أرقى أنواع الکلام وأجوده, وقد اتخذه العلماء وسيلة لتفسير غريب القرآن الکريم، وفهم معانيه وأساليبه ، ومعرفة أسرار إعجازه وبلاغة تراکيبه0
والصورة الأدبية هي أسمى مراتب البيان والإبداع فهي تحرک العاطفة, وتهز المشاعر, وتسمو بالأحاسيس وترتقي بالوجدان, ولهذا شغل العلماء قديما وحديثا بالتعرف على مواطن الجمال في التصوير الأدبي0
وکذلک دراسة البلاغة دراسة تطبيقية من خلال النصوص الأدبية والدواوين الشعرية الرفيعة هدف من أهداف البلاغة، نحيى به تراثنا الشعري، ونربط السابق باللاحق، والبلاغة شأنها شأن العلوم الأخرى، تختلف طرق دراستها من عصر إلى عصر، حتى تؤتي ثمارها المرجوة، وتتحقق الفائدة منها0
 
ولهذا آثرت أن يکون موضوع بحثي دراسة قصيدة من قصائد الشعر, نظمها ابن الرومي في رثاء ابنه الأوسط محمد، ودراستها دراسة تطبيقية تحليلية، تظهر ما اشتملت عليه من صور بديعة وأساليب بلاغية رائعة عبرت عن حال الشاعر و فقيده أدق تعبير وأوفاه0
والقصيدة هي رائعة من روائع شعر الرثاء، الذي دائماً ما يکون محملاً بفيض من المشاعر والأحاسيس التي تصور حالة الراثي و المرثي، ولا سيما عندما يکون المرثي هو ابن الشاعر، وقرة عينه، الذي لا تحلو الحياة إلا معه وبه0
کما أن الرثاء فن يخرج ما في النفس من صور وأخيلة لا تخرجها إلا مشاعر متأججة وقلب مکروب، فهو فن ذو عاطفة قوية تجعل النفس تصول وتجول علها تجد متنفساً يخرج کوامنها، وما تشعر به، بصور دقيقة، وعاطفة صادقة، من غير تصنع أو تکلف0
وقد اتبعت في هذه الدراسة المنهج التحليلي، الذي يوضح الصورة البلاغية, ودلالتها, وأثرها النفسي، ومدى تصويرها لمشاعر الراثي وحال المرثي0
وقد جاءت القصيدة مقسمة إلى معاني وأفکار, بعد ذکرها کاملة في بداية البحث، ووضعت لکل مجموعة أبيات عنواناً يشير إليها، ويدل على الغرض الذي يقصده الشاعر منها، ثم أشرتُ إلى المعنى العام لتلک الأبيات بإيجاز، ثم التحليل البلاغي، وتوضيح الصور البلاغية التي اشتملت عليها ومدى ملائمتها للسياق والغرض، وذلک بتحليل کل بيت على حدة، وربطه بالسياق والمقام والحالة النفسية للشاعر، مستعينة في ذلک بکثير من المصادر اللغوية والبلاغية0
 
 
وقد جاء البحث في مقدمة تناولت فيها أهمية دراسة الشعر، ومنهج البحث, ثم تمهيد ذکرت فيه التعريف بالشاعر, وأغراضه الشعرية, ومناسبة القصيدة، ثم عرضتُ القصيدة کاملة مقسمة إلى معانٍ، ثم تحليل کل بيت، ثم خاتمة البحث بذکر خصائص القصيدة وسماتها البلاغية، ثم مراجع البحث ومصادره0
 
والله من وراء القصد و هو نعم المولى ونعم النصير
 
 

الكلمات الرئيسية