المقال الأدبي النقدي المعاصر (من خمسينيات القرن العشرين حتى العَقد الثاني من القرن الواحد والعشرين)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

بکلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسکندرية

المستخلص

المقدمة
** لم يعرف العرب المقال بصورته الحديثة ، ولکنهم عرفوا ما هو قريب منه متمثلاً فى الرسائل التى کانت تتناول الموضوعات الأدبية والسياسية والإجتماعية ، وخاطبوا بها المثقفين فى عصرهم ، وکان کاتبها يتأنق فى عرضها ويبدع فى أسلوبها ، کرسائل ابن المقفع والجاحظ .

·    أما المقال بمفهومه الفنى الحديث فقد ظهر فى القرن التاسع عشر بفضل الصحافة، فقد نشأ وتطور وازدهر فى ساحاتها بحکم ظروف ومتطلبات العصر.
·    وقد نشأ ليخاطب جموع الأمة فى بساطة وسهولة ، دون تعمق يرهق القارئ العام، وفى الوقت ذاته يحقق الإقناع بما جاء به . (1)

** وقد اخترت "المقال" موضوعاً لبحثى الماثل ، لأهميته بعد أن صار نثراً فنياً شأن القصة والأقصوصة والرواية والمسرحية والشعر ، ونافس کل تلک الفنون منافسة شديدة ، بل "واستوى على عرش الکتابة الفنية شامخاً فى الجودة والإتقان والجمال والإکتمال والبراعة والاقتدار" (2)
والواقع أن إختيارى للمقال موضوعاً للبحث الماثل لم يکن إلا نتيجة لقراءات کثيرة ، وعکوف على کتب الباحثين المتخصصين من أساتذتنا الأجلاء . والبحث الماثل بعد کل هذه القراءات وذلک العکوف أصبح مفيداً وهاماً يضيف فى قدر کبير منه جوانب غير مسبوقة بفضل الله، فقد خصصته للفترة من خمسينيات القرن العشرين حتى العَقد الثانى من القرن الواحد والعشرين، أى حتى الآن . وإذا کان کُتَّابُ المقال فى القرن العشرين قد حَظَوْا من قبل بالدراسة فإن کتاب المقال فى العقدين الأول والثانى من القرن الواحد والعشرينلم يحظوا بدراسة إبداعاتهم فى المقال . وربما کان تناول تجربتهم فى إبداع المقال غير مسبوق . فضلاً عن أننى حاولت قدر جهدى أن أصل أيضا إلى أفکار وآراء لم يصل إليها سابقونا فى البحث ولا سجلوها فى بحوثهم ، متجنبة الموضوعات الجاهزة المکررة.
* وقد إقتدى هذا البحث الجديد الماثل بأبحاث أساتذتنا الأکاديمين التى دعت إلى الغوص فى التراث العربى لتقصى جذور هذا الفن – فن المقال – فى أسفاره العربية القديمة ، وإن کان البحث مخصصاً للأدب المعاصر .. لأنه لا يمکن استيفاء البحث المعاصر دون الإلمام بجذوره فى تراثنا العربى "فخطأ جسيم أن يظن باحث معاصر أن أدبنا الحديث ينفصل عن أدبنا فى الأزمنة السابقة ، إذ لا يوجد أدب غربى ولا شرقى خليق بأن يسمى أدباً من غير أن بتصل بماضى الأمة وبروحها الخالد ، وفى الحقيقة لا يوجد أدب لأمة منبت الصلة بأدبها
الماضى " (3)

*من جهه أخرى فإننى قد أخذت بنصيحة أستاذنا الجليل الدکتور شوقى ضيف ، فلم أختر فن المقال برمته بأنواعه المختلفة فى الأدب المعاصر ، بل حرصت على تضييق نطاق البحث، فقصرته على المقال الأدبى . بل قصرته على نطاق أضيق يتناول المقال الأدبى النقدى فقط . وحرصاً على قاعدة تضييق موضوع البحث ، ليکون أکثر صلاحية للبحث والدراسة الآمنين حصرته فى فترة زمنية محدودة هى الفترة من خمسينيات القرن العشرين حتى العقد الثانى من القرن الواحد والعشرين ، وليس الأدب المعاصر کله الذى يبدأ بانتهاء الحرب العالمية الثانية إلى الآن .(4)
 
 
*وأخيراً فقد إخترت منهاجا لبحثى هذا : المنهج التکاملى قدر المستطاع . فقد راعيت المنهج التاريخى والمنهج الإجتماعى والمنهج النفسى والمنهج الفلسفى الجمالى ، واستفدت بکل هذه المناهج تحقيقا للمنهج التکاملى قدر الإمکان، إذ لم يوضع لدراسة الأدب منهج واحد معين فهو أعقد من أن يخضع لمثل هذا المنهج ، وذلک حتى تتکشف کل الأبعاد أو جُلُّــها کما يقول بحق أستاذنا العلامة شوقى ضيف (5)
لقد بذلت کل جهدى ليکون بحثى الماثل أقرب ما يکون للدقة والعمق والشمول ، واثقة من أنه لا يمکن أن يحقق الکمال فى الوقت ذاته
 
وعلى الله قصد السبيل

الكلمات الرئيسية