فإن موضوع الضرورة الشعرية بکل ماله وما عليه ، وبالرغم مما کتب عنه ، وما دارت حوله من دراسات ، وما انتهى إليه من معالجات هو في حاجة ماسة إلى دراسة جديدة تستقرئ هذه الظاهرة، وتردها إلى أصولها ، فهذه التي يسمونها ضرائر تلجئ إليها طبيعة الشعر ، ترتبط إلى حد بعيد باللهجات العربية ، وترى تَرَدُّدَ علماء العربية واضحا بين الضرورة واللهجة عند تناولهم لبعض الضرائر . فبعض العلماء صرح أن بعض هذه الضرائر لهجات ، ومن هؤلاء أبو سعيد القرشي ، إذ يقول في أرجوزته في فن الضرائر : وَرُبَّما تُصادِفُ الضِّرُورَةُ بَعْضَ لُغاتِ العَرَبِ المَشْهورَة ([1]) و" قال النحاس في شرح المعلقات: قال الأخفش سعيد بن مسعدة: ليس شيء يضطرون إليه إلا وهم يرجعون فيه إلى لغة بعضهم.([2]) وقال سيبويه: ليس شيء يضطرون إليه إلا وهم يحاولون به وجها."([3]) يعني يردونه إلى أصله. ويقول الجندي متحدثا عن الضرورات الشعرية :"إنها تعتبر ظلًّا لاستعمالات لهجية يجب أن يحسب حسابها ، لا کما يراها النحاة على أنها أساليب خاصة بالشعر وحده ..."([4]) " ويمکن أن تُحْمَل الضرائر على أصول قديمة هجرها العرب حتى أهملت وتجمدت ...فإذا وافقت الضرورة لغة عربية – فلا تکون ضرورة ، بل تکون لهجة- يجب أن نعمل لها حسابا ؛ لأنها تمثل بيئة لغوية ([5]) إذا الضرورة بحاجة لمعرفة ما جاء منها على لهجة من اللهجات العربية ، وکان هذا هو الدافع إلى کتابة هذا البحث وعنوانه : (مما جاء من الضرورة على لهجة من لهجات العرب في شعر زهير بن أبي سلمى مع التوجيه الصوتي). واخترت الشعر الجاهلي بالذات ؛ لأنه مصدر البلاغة والفصاحة ومصدر من مصادر الاحتجاج اللغوي ، فليس من السهل أن تخرج فيه الضرورة عن لغة من لغات العرب . واخترت شعر زهير بن أبي سلمى ؛ لأنه من الشعراء الثلاثة الذين قُدِّموا على غيرهم ([6])، ولأنه من أصحاب المعلقات السبع ، ومن أصحاب الحوليات ، وممن کثر الاستشهاد بشعرهم ، أضف إلى ذلک أنه من عائلة شعرية ، فأبوه شاعر ، وخاله شاعر، وأختاه سلمى والخنساء شاعرتان ، وابناه کعب وبجير شاعران ، وابن کعب (عقبة) شاعر ، وابن عقبة (العوام) شاعر . وقد اقتصرت في هذا البحث على نوعين فقط من أنواع الضرائر ، وهما ضرائر الحذف ، وضرائر الزيادة ؛ لأنهما أکثر الضرائر ورودا هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، حتى لا يطول البحث. وسوف تعتمد الدراسة على شرحين معينين للديوان : الأول للدکتور / محمد حمود ([7]) والثاني لحجر عاصم ([8]) وذلک لضبطهما ووضوح التعليق الخاص بالأبيات ، وتأخرهما في الزمن ، مما يدل على استنادهما على الشروح السابقة
على السيد سليم, جابر. (2016). مما جاء مه الضزورج ػلى لذجح مه لذجاخ الؼزب في شؼز سهير ته أتي سلمى مغ الرىجيه الصىذي. حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 20(2), 1661-1748. doi: 10.21608/bfag.2016.21307
MLA
جابر على السيد سليم. "مما جاء مه الضزورج ػلى لذجح مه لذجاخ الؼزب في شؼز سهير ته أتي سلمى مغ الرىجيه الصىذي". حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 20, 2, 2016, 1661-1748. doi: 10.21608/bfag.2016.21307
HARVARD
على السيد سليم, جابر. (2016). 'مما جاء مه الضزورج ػلى لذجح مه لذجاخ الؼزب في شؼز سهير ته أتي سلمى مغ الرىجيه الصىذي', حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 20(2), pp. 1661-1748. doi: 10.21608/bfag.2016.21307
VANCOUVER
على السيد سليم, جابر. مما جاء مه الضزورج ػلى لذجح مه لذجاخ الؼزب في شؼز سهير ته أتي سلمى مغ الرىجيه الصىذي. حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 2016; 20(2): 1661-1748. doi: 10.21608/bfag.2016.21307