الدلالة الإيحائية لمفردة الحجر في شعر محمود درويش ديوان ( أوراق الزيتون , وعاشق من فلسطين ) أنموذجا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المعيدة بجامعة حائل ـ کلية الآداب والفنون ـ قسم اللغة العربية

المستخلص

انشغل عدد کبير من علماء اللغة واللسانيات بالکلام في أحوال المتکلم والمتلقي , والتي سميت فيما بعد بمکونات الخطاب : وهي المخاطب ,والمخاطب , والغرض من الخطاب , وموضوعه , وملابساته , وعلاقاتها بالماضي والحاضر وما توحي إليه من مستقبلا في العمل الأدبي .
ولابد عند دراسة بناء النص من الارتکاز على العلاقات السياقية , لأنها هي التي تخلق الانسجام بين أدوات النص , ولأن منهج بحثي أسلوبي لغوي , جعل من مفردة الحجر عند الشاعر محمود درويش أساسا له , رأيت البدء ببيان مفهوم العلاقات السياقية في البنية النصية , والتي تشمل العلاقات السببية , والعلاقات المعجمية , وعلاقات التماثل الأسلوبي , وعلاقات التناص , وعلاقات التتابع الدلالي , والتي تؤسس لتنظيم النص الأدبي , لأنها تسهم في الربط والتوضيح , وبيان مواطن الجمال , وتجعل من العمل الأدبي أکثر تأثيرا في النفوس .
وقد تنبه علماء اللغة العرب لقضية السياق , وخاضوا غمارها , منذ عصر الجاحظ حيث بدأت قضية اللفظ والمعنى بالأخذ والرد , حين صرح الجاحظ بأن الألفاظ مطروحة في الطريق يعرفها الضري والبدوي , والعربي والأعجمي , ولکن المفاضلة في صياغتها .
ففتح بذلک الباب لعلم المعاني ,الذي عني أکثر ما عني بمناسبة الکلام لمقتضى الحال , وجعل مقياس إبداع الشاعر أو الکاتب إتقان ما سماه علماء اللغة اليوم بالسياق , الذي هو مفتاح المعنى والذي يرتکز على الثقافة اللغوية والاجتماعية للأديب .
وفي العصر الحديث اتخذت الدراسات اللغوية العربية مسارا جديدا متأثرة بظهور المذاهب الفلسفية الغربية , والدراسات اللغوية الغربية , فظهر علو اللغة بحلة جديدة , وأفکار کانت موجودة , ولکن لم تکن واضحة جلية کما هي الآن .
يقول الدکتور محمود السعران في ذلک : " إن علم الدلالة هو وجهة النظر الجديدة , أو الفلسفة الجديدة التي حلت محل وجهات النظر القديمة , والفلسفات اللغوية السابقة , وعلم اللغة قد تجنب أخطاء جوهرية في الفلسفات اللغوية القديمة , وقد قدم مبادئ لم يعد شک في أنها أکمل وأشمل وأصدق واعتمد على وسائل وآلات  أدق مرات ومرات من وسائل الأقدمين وآلاتهم (1) .
 
ويقول أولمان : " اللغة ليست هامدة أو ساکنة بحال من الأحوال , على الرغم من بط تغيرها وحرکتها أحيانا , فالأصوات , ولاتراکيب , والعناصر النحوية , وصيغ الکلمات ومعانيها معرضة کلها للتغير والتطور , على اختلاف في سرعته حسب الأزمنة , والعناصر موضع التغير "(2).
 
 

الكلمات الرئيسية