أثر المصطلح في قراءة النّصوص التّراثية وفق النّظريّات النّقدية المعاصرة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة عبد الحميد بن باديس- مستغانم- الجزائر

المستخلص

تکتسي المصطلحات أهمّيةً بالغة في تحديد التّوجهات البحثية وبناء النظريات العلميّة، وأثرها جليٌّ في النّظريات النّقدية الحديثة، وحتّى في التراث الأدبي فإنها متداولةٌ على نطاقٍ واسع بالرغم من عدم تخصيصها بمباحث ودراسات معمّقة؛ من هذا المنطلق يمکن للباحث والنّاقد أن يرسم طريقه نحو تحليل النّصوص التراثيّة دون أن يتّصف بالرّجعية ولا التّعصّب للأصالة على حساب المعاصرة. ولحسن الحظ فإن النظريات النقديّة المعاصرة حتى وإن کانت تبدو في ظاهرها جديدةً وحاملةً لأفکار وبرامج وتوجّهات حداثيّة محضة، إلاّ أنّها أبداً لم تتخلّى عن منطلقاتها التّأسيسيّة الأولى المستمدّة من عمق الإبداع الأدبي التّراثي، ويمکن القول بأنّ المصطلحات لعبت دوراً رئيساً في عمليّة الوصل بين ما هو تراثي وما هو معاصر، من خلال السّماح بتطوير المفاهيم التي تحملها وإيجاد مرادفات مناسبة لکلّ موقفٍ أدبي وتحليليّ.
إنّ النّفور من التّراث الأدبي واللغوي له أسباب ومن هذه الأسباب محاولة طمس معالمه المصطلحيّة، وإدخال مصطلحات التّعمية على الدّرس النّقدي واللغوي، وبما أنّ النّقد من أهدافه الرئيسية خدمة الأدب وتوجيه الکتابة الأدبية نحو الأفضل، کان لزاماً على الکتّاب والمبدعين مسايرة التّطورات الحاصلة في النّقد، ولکن وجدوا أنفسهم يبتعدون عن المعايير التي نشأ عليها الأدب العربي،
ما وسّع الهوة بين التّراث والمعاصرة. حيث أنّ المهتمّين بالتّراث لم يبق لهم من وسيلة لارتشاف عبق التّراث سوى محاولة استخراج أوجه الإبداع فيه - وما أغزرها- وإبرازها للمتلقّين عن طريق دراسات وبحوث نقديّة. فهل يمکن قراءة التّراث بطرائق ومناهج حديثة، وبالتحديد: ما مدى تأثير المصطلح في قراءة النّصوص التّراثية وفق النّظريّات النّقدية المعاصرة؟ باعتبار المصطلحات مفاتيح لدخول غمار النّصوص وخوض غمار التّجربة النّقديّة.

الكلمات الرئيسية