( أو ) في سورتي البقرة وآل عمران دراسة دلالية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 أستاذ النحو والصرف المساعد قسم اللغة العربية ـ کلية العلوم والآداب ـ جامعة نجران

2 أستاذ الفقه المقارن المشارک- قسم الدراسات الإسلامية-کلية العلوم والآداب بشرورة - جامعة نجران

المستخلص

الحمد لله رب العالمين ، الملک الحق المبين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله وعلى آل بيته وصحبه أجمعين .
إن القرآن الکريم هو کتاب الله الخالد الذي لا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق عن کثرة الرد ، وفيه على مدى الزمان مزيدٌ لکل مستزيد .
والعلم بدلالات الحروف ومعانيها أمرٌ لا غني عنه لکل من يحاول فهم هذا الکتاب الکريم ، فالحرف الواحد تختلف دلالته من سياقٍ لآخر ، فتارة نجد (في) تأتي للدلالة على الظرفية المکانية کما في قول الله  سبحانه وتعالى : ﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ([1]) ، وتارة تدل على الظرفية الزمانية ، کما قول ربنا – جل وتعالى -  ﴿وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ([2])    ،وترد في بعض السياقات للدلالة على الظرفية المجازية ، کما في قوله – جل شأنه - : ﴿لَقَدْ کَانَ لَکُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ ([3]) ، ونجدها أحياناً تأتي للدلالة على السببية ، کما في قول الحق – سبحانه-﴿لَمَسَّکُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ([4]) وقد اهتم النحاة بدراسة معاني هذه الأدوات ، ولعلَّ أبرز من صنفوا في هذا الميدان : أبو القاسم الزجاجي (ت.34) في کتابه المسمى (حروف المعاني ) وعلي بن محمد النحوي الهروي (ت 415هـ) في کتابه المسمى
( الأزهية في علم الحروف ) ، ثم جاء من بعدهما ابن هشام الأنصاري (ت 761ه‍) الذي تناول معاني الحروف في کتابه ( مغني اللبيب عن کتب الأعاريب)، وکان قد سبقه  بالتأليف في هذا المجال ابن أم قاسم  المرادي ( ت 749 ه‍) في کتابه ( الجنى الداني في علم المعاني ).

وقد استرعى انتباهنا ما وجدنا في مغني اللبيب حينما تحدث عن معاني حرف العطف (أو) فذکر لهذا الحرف اثنتي عشرة دلالة ، وذکره المرادي ثماني دلالات ، وهي " الشک والاضراب والتخيير والإبهام والإباحة والتقسيم ومعنى الواو ومعنى : ولا " .
فرأينا أن نتتبع مواضع ورود هذه الأداة في القرآن الکريم ، وآراء المفسرين في توجيه کل موضع منها ، ولأن القرآن الکريم کاملاً مجالٌ يتسع على بحث موجز کهذا ، قصرنا الدراسة على الزهراوين ( البقرة وآل عمران ) ؛ حتى نترک الباب مفتوحاً لمن أراد أن يسلک المسلک نفسه بعد ذلک .
ولا شک أن دراسة النص القرآني أشرف الأعمال وأجلها وأعظمها أجراً .
أهمية البحث: تکمن أهمية هذا البحث في أنه سيتناول جانباً من دلالات حروف المعاني رابطاً إياها بالسياق القرآن ، لاستعراض آراء المفسرين واللغويين .
أهداف البحث: يهدف هذا البحث إلى الوقوف على معاني حرف العطف (أو) في مواضع ورودها في سورتي البقرة وآل عمران . وهذا النوع من البحوث يعد إسهاماً في خدمة کتاب الله ، وهذا – لا شک – أشرف المطالب وأعلاها .
وقد قسمنا هذا البحث إلى مبحثين يسبقهما تمهيد ، تناولنا في المبحث الأول دلالات (أو) في سورة البقرة ، وفي المبحث الثاني تناولنا دلالاتها في سورة آل عمران، أما التمهيد فقد تکلمت فيه بإيجاز عن معاني (أو) عند النحاة .
وقد عرضنا المواضع في کل دلالة حسب ترتيب الآيات في کل سورة من السورتين، ووضعت الآية تحت الدلالة التي رجحت في أقوال المفسرين والنحويين
أسأل الله سبحانه أن يجعل هذه الصفحات التي کتبناها – طلباً لنيل شرف خدمة کتابه – خالصةً لوجهه الکريم، وما کان من توفيق فمن الله صاحب الحمد والمنة، وما کان من زلل فمن أنفسنا، والله المستعان وعليه التکلان وصلى الله وسلم وبارک على سيدنا محمدٍ، وعلى آله الأطهار، وصحبه الأبرار الأخيار، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
 
 
 

الكلمات الرئيسية