معلقة لبيد بن ربيعة العامري في مرآة نظرية التلقي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج

المستخلص

تُعد المعلقات تراثاً أدبياً ذا مکانة رفيعة في عصرها الذي نشأت فيه؛ مما جعل الباحثين يتسابقون على دراستها بطرق مختلفة، کما اشتملت على ميزات جعلت النقاد يشهدون لها بالتفرد؛ لأنها تملک من الثراء الفکري والبناء الفني جاذبية لقطاع کبير من القراء الذين يقومون بقراءات متعددة لها. أما التلقي فهو أحد النظريات الغربية الحديثة، وهي نظرية نقدية تعود جذورها إلى الفلسفة الأرسطية، وهذه النظرية ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين، وکان ظهورها في "ألمانيا"، وبالتحديد في جامعة "کونستانس"، وتنتسب هذه النظرية إلى مرحلة ما بعد البنيوية.
ولم يکن اختياري هذا الموضوع ، والذي يمثل أحد طرفيه الأدب القديم، والطرف الآخر النقد الحداثي، بهدف إثبات أن مثل هذه النظريات النقدية الوافدة لها جذورها في أدبنا القديم، وإن کنت أؤمن بذلک تماماً؛ لأن القدماء العرب تحدثوا عن مضامين هذه النظريات،إلا أن حديثهم لم يصل إلى ما اصطلح عليه فلاسفة الغرب ونقادهم من تسمية لهذه النظريات ، والهدف من هذه الدراسة هو تطبيق النظريات الحديثة على الشعر العربي القديم، للتأکيد على أنه يحمل في طياته أقصى ما وصلت إليه هذه النظريات النقدية من مصطلحات ومفاهيم، ولأؤکد على أن أدبنا العربي کان يحتل مکانة سامية، وأنه يصلح للتطبيق عليه في کل زمان ومکان، بل يمکن القول بأنه حاضر في کل العصور، کما أنني أردت الانفتاح على الآخر، والإفادة من تطور الدراسات الأدبية والنقدية التي وصلت إليها الإنسانية فى آننا هذا.
إن اختيار موضوع أدبي أحد طرفيه يمثل القديم، والطرف الآخر يمثل الحديث، أمر صعب؛ نظراً لبعد المسافة الزمنية، فالأعمال الأدبية الجاهلية تعود إلى زمن التلقي الأول، هذا التلقي الذي شهد تطوراً إلى أن صار نظرية مستقلة في العصر الحديث، فمن غير المعقول أن تکون الدراسة بهدف التأصيل للتلقي من القديم إلى الحديث، وإنما الهدف هو بيان أثر هذه الأعمال القديمة على القاريء أو المتلقي، مع مراعاة الأمور التي تمد المبدع، وتمثل المتلقي من مثل البيئة والثقافة، والأعراف، والعادات والتقاليد...الخ، فهذه الأمور تؤثر في المتلقي وتجعله صاحب قراءة متميزة متفردة، تدل على شخصيته، وتمثله تمام التمثيل.

الكلمات الرئيسية