بناءُ المعاني على أُسلوبِ الشَّرْط في أَحاديثِ فَضْلِ العِلْم دراسة بلاغية في کتاب (رياض الصالحين من کلام سيّد المُرسَلين) للإمام النووي ÷ ت676ه ×

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الأزهر

المستخلص

  فإن تدبُّرَ بيان النبوة وفهمَه، وتتبعَ أساليبه وطرائقه في الإبانة، والوقوفَ على أسراره ودقائقه ورقائقه، والکشفَ عن مسالک الهدى فيه؛ بقصد نصرته وتعظيمه ونشره بين الناس،... کلُّ ذلک يمثّل جوهرَ النُّصْحِ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولسنته المطهّرة.
 وقد اهتمَّ الإسلام بالعلم، وأعلى من قدْر العلماء، کما حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تبيان قيمة العلم وفضله، وحثَّ على تعَلُّمه وتعليمه لله تعالى، وحذَّر من کتمانه ومنعه؛ فسلَکَ في سبيل ذلک مسالک شتى في التعبير والإبانة، من شأنها ترغيب الأمة في سلوک طريق العلم النافع في الدنيا والآخرة.
ومن المسالک التي انتهجها البيان النبوي في تبيان فضل العلم تعلُّمًا وتعليمًا، التعبير بأسلوب الشرط، وبناء المعاني وإبرازها في صورة الشرط والجزاء.
 وقد أورد الإمام النووي- رحمه الله- في کتاب " رياض الصالحين من کلام سيد المرسلين" صلى الله عليه وسلم سبعة عشر حديثًا في "باب فضل العلم"، منها ثمانية أحاديث جاء قوام البناء اللغوي فيها على أسلوب الشرط، بأداتيه: "مَن" في سبعة أحاديث، و"إذا" في حديث واحد.
 ومن هنا أحببتُ أن أعيش هذه الأوقات المبارکة مع دقائق وأسرار بيان النبوة في الحثّ على العلم، والکشفِ عن فضله، عن طريق بناءِ المعاني على أسلوب الشرط؛ اعتناءً بشأن العلم، وحثًّا للأمة على سلوک دروبه؛ ليحظوا بنور المعرفة، ويعبدوا ربهم على علمٍ وبيّنةٍ، ويسهموا في بناء حضارة الإنسان المعمّرة للکونِ بنور الله تعالى، وهدْي سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
 وقد انتهجت في هذه الدراسة منهج التحليل البلاغي، لـ‍ "أحاديث فضل العلم"، القائمة في بنائها اللغوي على أسلوب الشرط؛ وذلک بقصد الکشف عن خصوصيات المعاني وأحوالها، ومعالم الهدى في هذه الأحاديث.

الكلمات الرئيسية