تأصيل مبدأ النزاهة من خلال مکافحة السنة المطهرة للفساد المالي والإداري

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الحديث وعلومه في کلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بأسيوط

المستخلص

من مميزات سنة النبي e صلاحيتها لکل زمان ومکان ، وأنها تحمل الخير لکل المخلوقات ، ففيها الأمر بکل معروف والنهي عن کل منکرٍ ، ولم تکتف السنة الغراء بمجرد النهي عن المنکر ، بل أمرت بالابتعاد عنه ونهت عن القرب منه احتياطاً من مقارفته والوقوع فيه ، قال e " فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، کَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِکُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ ". ([1]) فالبعد عن الشبهات هو ما يعرف بالنزاهة .
من هنا جاء تأصيل السنة للنزاهة بوجه عام في کافة مجالات الحياة ، ولما کان للفساد المالي والإداري خطر عظيم علي الفرد والجماعات ، وتعالت الصيحات من غير المسلمين للأخذ بهذا المبدأ وتطبيقه في هذين الجانبين ، واستقاء بعض الدول الإسلامية لهذه التعاليم والمبادئ من غير المسلمين ، رأيت أنه من الأهمية بمکان إبراز دور السنة المطهرة في تأصيل هذا المبدأ ، وأن مبدأ النزاهة أصل عظيم دعي إليه الإسلام وورد الأمر بالحث عليه من خلال أصوله ومصادره قرآناً وسنةً ، وأن علي المسلمين أن يبادروا وأن يکون لهم قصب السبق في نشر تعاليم دينهم ، وترويجها لدي غير المسلمين ليبرزوا للعالم معالم الإسلام وفضائله ، ولتکون وسيلةً من وسائل الدعوة يهتدي بها غير المسلمين .
ومن أهم الأسباب التي دفعتني أيضاً إلي کتابة هذا البحث :
قلة الجهود المبذولة تجاه هذا الموضوع من جهةٍ السنة المطهرة .
تسليط الضوء علي المبادئ والأخلاق الإسلامية في جانب المال والإدارة ، والکشف عن جهود العلماء فيه .
الکشف عن أن مبدأ النزاهة أصله ثابت في الإسلام ، قرآناً وسنةً ، وأن عناية غير المسلمين به ، وغفلة المسلمين أو إهمالهم له ، لا يعني تغاضي الإسلام عنه .
الکشف عن أصالة الإسلام وقيمه ومبادئه ليکون وسيلة من وسائل دعوة غير المسلمين .
** ويهدف البحث لتحقيق عدة أهداف :
إثبات أن مصدر النزاهة وأساسها الأول هو القرآن والسنة،وإن سطت عليه بعض الحضارات أو الأمم،لکنه مبدأ أصيل دعا إليه الإسلام وأصَّل له .
تشخيص العلاج لظاهرة الفساد المالي والإداري من خلال ما ورد في السنة المطهرة.
الکشف عن أثر الفساد المالي والإداري في ضعف وتأخر الأمم .
الحد من ذيوع وانتشار الفساد المالي والإداري .
إثبات أثر التمسک بالسنة في تقدم ورقي الأمم ، من خلال تشخيص ومعالجة الأمراض المنتشرة في المجتمعات ومنها الفساد المالي والإداري .   
ولم اطلع من خلال بحثي علي دراسات سابقة في نفس الموضوع ، لکن وقفت علي ما هو قريب منه ، منها :
- أسس مکافحة الفساد الإداري والمالي في ضوء السنة المطهرة ، للدکتور : طه فارس ، تعرض فيه مؤلفه لتعريف الفساد ، ثم ذکر أسساً عامة لمکافحته ، لکنه لم يتعرض لمبدأ النزاهة ولا بالتعريف بها ولا أثرها علي الاقتصاد أو الإدارة .
وقد أجاب البحث عن عدة أسئلة :
س هل للنزاهة أصل في السنة ؟
س کيف دعت السنة المطهرة إلي النزاهة ؟
س ما أثر النزاهة علي التقدم المالي والإداري ؟
خطة البحث :
جاءت خطة البحث في مقدمة ، وأربعة مباحث ، وخاتمة :
** أما المقدمة : فذکرت فيها أهمية الموضوع وأسباب اختياري له ، وأهم الدراسات السابقة فيه ومقارنتها بالبحث ، وأهداف البحث وأسئلته .
** المبحث الأول : في التعريف بالنزاهة وما يتعلق بها (وتحته مطالب ):
المطلب الأول : معنى النَّزَاهَة لغةً واصطلاحًا .
المطلب الثاني : النزاهة في القرآن الکريم .
المطلب الثالث : النزاهة في السنة المطهرة عامةً .
المطلب الرابع : الفرق بين النَّزَاهَة والعفة .
المطلب الخامس : موانع اکتساب النَّزَاهَة .
المطلب السادس : الوسائل المعينة على اکتساب النَّزَاهَة .
المطلب السابع : فوائد النزاهة .
المطلب الثامن : أقسام النزاهة .
** المبحث الثاني : التعريف بالفساد المالي والإداري وما يتعلق بهما (وتحته مطالب):
المطلب الأول :  تعريف الفساد المالي والإداري ، والعلاقة بينهما .
المطلب الثاني : أنواع الفساد المالي والإداري ، وأسبابه ، ومظاهره .
أولاً : أنواع الفساد .
ثانياً : أسباب الفساد .
ثالثاً : مظاهر الفساد .
المطلب الثالث : آثار الفساد المالي والإداري في ضعف وتأخر الأمم .
المطلب الرابع : حجم الفساد المالي والإداري عالمياً وإقليمياً باعتبار آخر إحداثية لعام 2014 م ، ومرتبة الدول العربية فيها.
** المبحث الثالث : النزاهة من خلال مکافحة السنة المطهرة للفساد المالي والإداري ، وتناولت فيه عدة نقاط :
المطلب الأول : وسائل علاج السنة للفساد المالي :
القدوة الصالحة .
إقامة الحدود ، وسن القوانين الرادعة وعدم التهاون في تطبيقها .
تغريم المتسبب في الإفساد ما أفسد .
الاقتصاد في المعيشة وتطبيق حدِّ الکفاية .
التحفيز علي طلب المال الحلال .
إظهار ثواب الأمين وتحفيزه .
الحجر .
تمييز المال العام عن غيره .
النهي عن التصرف في الأموال العامة قبل قسمتها .
10- الشفافية .
المطلب الثاني : وسائل علاج السنة للفساد الإداري :
الأمر بمراقبة الله وخشيته .
النهي عن استغلال السلطة .
النهي عن المحسوبية والواسطة .
استعمال الأصلح .
اشتراط الأمانة ، والقوة ، والحفظ ، والعلم في العمال .
الشعور بالمسئولية .
الاختبار والمقابلة .
إعطاء العمال أجوراً کافية .
إرضاء العملاء .
10- إرشاد العمال وتوجيههم .
** المبحث الرابع : أثر النزاهة في تقدم ورقي الأمم ( الأخلاقي والاقتصادي ) من خلال القضاء علي الفساد المالي والإداري (وتحته مطالب ):
المطلب الأول : أثر النزاهة في الرقي الأخلاقي :
1- القضاء علي الأخلاق الذميمة .
2- نشر الأخلاق الفاضلة .
المطلب الثاني : أثر النزاهة في التقدم الاقتصادي :
1- القضاء علي المعاملات الضارة المنهي عنها .
2- تشريع المعاملات النافعة المأمور بها .
المطلب الثالث : أثر الرقي الأخلاقي والاقتصادي في تقدم الأمم .
** الخاتمة : وفيها أهم النتائج والتوصيات .
 

الكلمات الرئيسية