التناص بين النظرية والتطبيق

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ النقد الأدبي المشارک جامعة الأمير سطام بن عبد العزيز قسم اللغة العربية – کلية الآداب والعلوم المملکة العربية السعودية

المستخلص

تعد نظرية التناص من النظريات النقدية الحديثة التي تتجه للقارىء والنص, وکان لجهود جوليا کريستيفا أثر کبير في تجلية مصطلح التناص وإزالة ما اکتنفه من غموض ولبس, واکتسب المصطلح على يديها شيوعًا, وأصبح فکرة  سائدة في الممارسات النقدية, ولم يتوقف الاهتمام بالتناص عند جهود جوليا کريستيفا بل انشغل کثير من النقاد الغربيين أمثال جيرار جينت, ورلان بارت وجاک دريدا  وغيرهم بالتناص وقدموا کما قدمت جوليا کريستيفا تحديدات للمصطلح وتحدثوا في ماهيته وأنواعه وعلائقه مع غيره من المصطلحات الأخرى .
وتقوم فکرة التناص عند منظريه على أن النص لم يعد ذلک الکيان المحدد المسيج المنغلق على نفسه, وإنما أصبح النص نصًا منفتحًا, وأنه شبکة  خلافية ونسيج من الآثار تشير بطريقة لانهائية إلى شيء ماغير نفسها, وهکذا فإن النص   يتخطى أو يجتاح کل الحدود المخصصة له . 
والتناص وإن کان من المصطلحات النقدية الحديثة,فإننا قد نجد له بعض البذور الجنينية في نقدنا العربي القديم , فالاقتباس والتضمين والسرقات الأدبية کلها تؤشر إلى وجود نص أو أکثر في النص الحالي, ومن هنا نلمس أن ثمة صلات قوية بين التناص والمصطلحات المجاورة له دلاليًا کالاقتباس والتضمين والسرقات, فکلها تؤکد على إيمانها بقضية انفتاح النصوص, وأن أمر وجود نص آخر فيها أمر اعتيادي .
ولأهمية التناص وحداثته وصلاته القوية بغيره من المصطلحات المتقاربة معه في نقدنا العربي القديم, نهضت هذه الدراسة للوقوف على مفهوم التناص وماهيته وإبراز مدى التقارب بينه وبين غيره من المصطلحات الأخرى, واعتمدت الدراسة في منهجها على الإفادة من عنصري الوصف والتحليل في تناول التناص.
وحتى تستکمل الدراسة مهمتها توزعت في مقدمة وخاتمة وثلاثة مباحث, عمدت في المقدمة إلى التمهيد للدراسة والعرض لمفراداتها, وسعت الدراسة في المبحث الأول: (مفهوم التناص) إلى تناول المفهوم اللغوي والاصطلاحي للتناص فقد توقفت  الدراسة عند أبرز المفهومات لأبرز المنظرين والنقاد الغربيين والعرب , وسعت الدراسة في المبحث الثاني: (العلاقة بين التناص والسرقات الأدبية ) إلى بيان مدى التقارب والتباعد  بين التناص والسرقات, ولذا  تم ملاحقة الآراء النقدية التي تناولت هذه العلاقة ومناقشتها , ونهض المبحث الثالث : (الدراسة النصية) إلى اختيار مجموعة من النصوص الشعرية العربية  الحديثة  وقراءتها قراءة واعية لإبراز مدى حضورالتناص فيها, وجاءت الخاتمة عارضة لأبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة .
تم دعم هذا المشروع بواسطة عمادة البحث العلمي بجامعة الأميرسطام  بن عبد العزيز من خلال المقترح البحثي رقم 2368 -02-2014.
 
 
 
 
 
 

الكلمات الرئيسية