الاخْتِلاطُ وَأَثَــرُهُ عَلَـــى الــرَّاوِي عِنْد المُحَدِّثينَ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الحديث وعلومه بکلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق

المستخلص

فإن القرآن الکريم هو المصدر الأول من مصادر التشريع الإسلامي، وقد تکفَّل الله تعالى بحفظه فقال:}إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ { ([1])، والسنة النبوية لها منزلة عظيمة في الدين، ومکانة في التشريع؛ إذ هي المصدر الثاني من مصادر التشريع بعد کتاب الله تعالى، قال تعالى: } وَأَنْزَلْنَا إِلَيْکَ الذِّکْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ { ([2])، وقال أيضاً: } وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْکَ الْکِتَابَ إِلَّا لِتُبَيّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ { ([3]).
ونظراً لأهمية السنة النبوية المطهرة، فقد بذل علماء الحديث جهوداً کبيرة في الحفاظ عليها بيضاء نقية، ووضعوا الضوابط التي بها تتميز الروايات الصحيحة من الروايات الضعيفة والموضوعة، ودقَّقوا في رواة الأحاديث، حتى أنهم کانوا يغمزون الراوي بالغلطتين والثلاث، وبلغوا في کل ذلک الغاية.
ومن هذه الضوابط التي وضعوها في الراوي: أن يکون ضابطاً لحديثه([4])، فإذا اختلَّ ضبطه، رُدَّتْ روايته، ولم يحتجّ بحديثه، وإنِّ مما يُخِلُّ بضبط الراوي ( الاختلاط ) .
ونظراً لخطورة هذا النوع، وما يمکن أن يرافق المختلِط من تغيير للمتون والأسانيد، فقد تناوله العلماء في مصنفاتهم باعتباره نوعاً من أنواع علوم الحديث المهمة، أو في مصنفات خاصة به، تذکر أسماء المختلطين، ومنْ رَوَوْا عنهم قبل الاختلاط أو بعده، وتاريخ الاختلاط وغير ذلک.
والاختلاط يُعَدُّ سبباً من أسباب العلل، وقد عدَّه العلماء مما يقدح في صحة الحديث.
وقد يقع للرواة الضعفاء، کما يقع للثقات، والذي يعنينا بوجه خاص هو الاختلاط الواقع للرواة الثقات، أما الواقع للضعفاء فلم يزدهم ذلک إلا ضعفاً على ضعفهم.

الكلمات الرئيسية