المقاومة الفلسطينية فى شعر محمد سعيد الغول دراسة موضوعية وفنية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الأدب والنقد المساعد فى کلية اللغة العربية فرع جامعة الأزهر بالمنوفية

المستخلص

وبعد ، ففى الحديث عن " شعر المقاومة الفلسطينى " ، نجد أننا أمام أفق لامحدود، ملون بألوان متعددة ومتما زجة من الثقافات والأحداث والأسماء والرجال، أفق يحمل سمات وبصمات شعب تعاقبت عليه الأحداث تعاقب الأيام والأجيال، وکل صوت لديه يحمل صبغته ويضع بصمته المميزة على مدى هذا الأفق الفريد.
إنه "شعر". تنبع ميزته وعظمته من استمراريته وتتابعه رغم کل العراقيل، جيل يبنى فوق بناء جيل ، وتستمر المسيرة لتتسم خلالها صورة المقاومة بألوانها وخطوطها، بعنفوان الشعب المقاوم الثابت على حقوقه وتاريخه وتراثه وجذوره.
إنه الشعر . الذى يصور واقع الشعب الفلسطينى ، الذى لم يجد له خيارا سوى المقاومة للتصدى للمؤامرات التى تحاک ضده ، والممارسات التى تثقل عليه وتسلبه کل حقوقه الشرعية والإنسانية والوطنية ، والتحدى لکل محاولات التجاهل لحقوقه وکيانه وثوابته.
وعلى الرغم من تقصير حرکة النقد الأدبى فى متابعة روافده ، ورصد تياراته وتطوراته ، بل حصرته وعلى مدى سنوات طوال بالأسماء دون التيارات والتطورات، ولو طرحنا السؤال : من هم شعراء المقاومة الفلسطينية على أى إنسان ؟ لکان الجواب الفورى : " ابراهيم طوقان "، " محمود درويش" ، " وسميح القاسم "، " وتوفيق زياد"، " وراشد حسين".
وللحق نقول: إن أحدا لا ينکر أنها أسماء عمالقة فى الأدب الفلسطينى ، ولکن للحق أيضا نقول :إن من الظلم أن نتوقف عند هذه الأسماء ولم نلتفت لغيرها ، متجاهلين عددا کبيرا من الأسماء التى لها بصمتها فى مسيرة هذا الأدب الراقى ، منهم من عاصر هؤلاء وزاملهم ، ومنهم من لحق بهم ليکمل الطريق بکل محبة واخلاص ، ولم ينقصه الذکاء والإبداع .
ومن هؤلاء الشاعر المقدسى " محمد سعيد الغول " ، فهو من الشعراء الأوائل الذى ينضم الى فيلق المقاتلين بالکلمة من أجل فلسطين ،فله ابداعاته الرائعة فى مختلف الموضوعات والقضايا ، بالاضافة الى تمکنه من ناصية اللغة والحفاظ عليها .
شاعر أتى من القدس ، وتغلب على روحه مسحة الحزن والأسى ، ولا جرم فکيف يفرح من أقصاه فى الأسر، ووطنه ينادى صباح مساء ، من يفک قيدى ؟ولکن کيف السبيل ؟إن السبيل هو بالمقاومة بهديرها وحصادها ، ومقاومة شاعرنا بأعظم ما يملک وهو: شعره ، الذى جعل منه لظى يصلى به أعداء وطنه ودينه .
وکان هذا التقصير من رواد حرکة النقد الأدبى فى تجاهل کثير من الشعراء، من الأسباب التى دفعتنى الى اختيار "شعر المقاومة الفلسطينية " عند " محمد سعيد الغول" موضوعا لبحثى ، بالاضافة الى :
أولا- ما يتميز به أدب " الغول " من روح اسلامية بارزة ، کانت بمثابة الخيط المتين الذى يربط بين فنونه الشعرية جميعا .
ثانيا- ما رأيته من حبه للغة العربية ، وحفاظا عليها ما ا ستطاع الى ذلک سبيلا .
ثالثا- الرغبة الملحة فى التعرف على ملامح شعر المقاومة الفلسطينية عند شاعر شهدها من بدايتها حتى وقتنا الحالى .
رابعا – يعد هذا البحث أول دراسة عن الشاعر " محمد سعيد الغول " ، فلم يکتب أحد عنه من قبل حتى کتابة هذه السطور .
کل هذه الأمور مجتمعة حببت الى أن أتقدم من هذا الرجل ، أتعرف عليه وأعرف الناس به ، وأتناول جانبا من نتاجه الأدبى بالدراسة والتحليل ، ومن ثم أساهم فى اخراجه لأبناء الأمة من محبى وعشاق اللغة العربية وآدابها ، ليکون لأجيالنا قدوة تقتدى ، ونبراسا يهتدى ، ومثالا عليه يحتذى ، وصولا الى تحرير حقيقى لوطننا الغالى المفدى ، وقدسنا المندى ، أولى القبلتين ، وثالث الحرمين ، بإذن الله تعالى ......
وقد اقتضى البحث " المنهج التکاملى" . الذى يجمع بين ثلاثة مناهج فى داخله ، تتعاون فيما بينها لدراسة العمل الأدبى من کافة جوانبه .
وفى ضوء هذا المنهج قسمت البحث الى : مقدمة ، وتمهيد ، وفصلين ، وخاتمة ، ثم المصادر والمراجع .
فتعرضت المقدمة : لأهمية الموضوع ، وکيفية تناوله .
وتحدثت فى التمهيد وخصائصه.: عن سيرة الشاعر وحياته ، وآثاره الأدبية ، ثم مفهوم شعر المقاومة الفلسطينية ،
وجاء الفصل الأول بعنوان "الدراسة الموضوعية"، وفيه تحدثت عن: قضايا المقاومة الفلسطينية فى شعر "الغول"، وهى :قضية الأسرى الفلسطينيين، والإعلام والسلام ، وموقف الغرب وأمريکا من القضية ، والتخاذل العربى نحو القضية .
أما الفصل الثانى:فقد خصصته لدراسة " الخصائص الفنية لشعر المقاومة الفلسطينية " وقسمته ستة مباحث :
الأول- الألفاظ والأساليب              
الثانى – الموسيقى
الثالث- العاطفة                       
الرابع- المعانى
الخامس- التصوير الشعرى           
السادس- الوحدة العضوية
وفى الخاتمة : لخصت أهم نتائج البحث ، ثم أردفتها بالمصادر والمراجع التى استقى منها البحث مادته .
" وبعد" : فإننى أتوجه الى الله –سبحانه وتعالى- أن يجعل عملى هذا خالصا لوجهه الکريم ، وأن ينفع به ، ويثيبنى بقد ر ما بذلت من جهد الذى أرجو أن أکون قد وفقت فى اخراجه على هذه الصورة ، ولا أدعى أننى وصلت فيه الى حد الکمال ، فذلک مالا أدعيه ، ولا يستطيع أن يدعيه باحث يحترم عقله ويقدر عقول الآخرين ،وإنما حسبى أننى بذلت جهدى قدر طاقتى ، ولم أدخر جهدا أو وقتا فى سبيل انجاز هذا البحث ، فإن کنت قد وفقت فى تحقيق هدفى ، فبفضل الله-تعالى- کان ذلک التوفيق ، وإن کان غير ذلک فإنما التقصير منى وذمه عائد على، " ولا يکلف الله نفسا الا وسعها ".
"وما توفيقى الا بالله عليه توکلت واليه أنيب" ،" والحمد لله رب العالمين ". 
الباحث
 
 

الكلمات الرئيسية