(شجاعة العربية) عند ابن جني في ضوء علم اللغة البراجماتي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية اللغة العربية بإيتاي البارود

المستخلص

فمِمّا يلفتُ الانتباه ، ويدْعُو إلى التأمّل والنظر ، وصف اللغة العربيّة بـــ ( الشّجاعة ) !
هذا الوصْف الذي أطلقه إمامُ اللغويِّين أبو الفتْح عُثمان بنُ جني ـ في القرْن الرّابع الهجْريـ  فتجاوز حدود الزّمان والمکان ، وتلقفه من بعده قوم آخرون .
لقد کان ابن جني سباقا في الدرس اللغوي،  تمَيَّزَ فيه برجاحة العقل ، ودقّة الحسّ والتمکن اللغوي، ولقد وصف ابن جني اللغة العربية بصفات متعددة ([1])، لکنه أفرد لشجاعة العربية بابا في ( الخصائِص ) قال في أوله: "بابٌ في شَجاعَة العربيّة" ([2])، و أشار إليه في کتابه "المُحْتَسَب في تبْيِين وُجُوه شواذ القراءات "([3]).
(شَجاعَة العربيّة) عنوانٌ يُشعر بانتصار ابن جني لِلّغة العربيّة ...کما يشعر بتحفيز ودعوة أبناء العربية ومُحبِّيها ، للالتفافِ حولها والاصطفاف تحْتَ لِوائِها، والافتخار بالانتساب إليها..
وفي تصريح ابن جني ببعض صور تلک الشّجاعة ـ کما سيأتي([4]) ـ  دعوة إلى إمعان النظر وحث على استمرار البحث ؛ للوقوف على ما تظهره العربيّة ، من مظاهر متجددة للشجاعة عبْر الأزمنة. و في(باب في شجاعة العربية) بصفة خاصة دليل على وضوح تعدد روافد المعنى وأنه لا يقف عند المستوى المعجمي(المعنى اللغوي الوضعي للکلمات) وأن الاستعمال له من الأهمية ما يجعله في المنزلة جنبا إلى جنب مع القياس والسماع إن لم يکن له اليد الطولى في العملية الکلامية بصفة عامة.
وفي هذا البحث إعادة النظر إلى الموروث اللغوي بعين الحداثة([5]) و محاولة لرصد مظهر من مظاهر الحداثة في التراث اللغوي ، وإعادة قراءة جزء من نتاج فکر الإمام ابن جني في ضوء بعض النظريات الحديثة ، ومشارکة في وصل القديم بالحديث من خلال إحداث تفاعل بحثي بينهما؛

الكلمات الرئيسية