الفروق الدلالية عند ثعلب من خلال شرح ديوان زهير دراسة تحليلية نقدية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان

المستخلص

من المعروف تميز العرب في مجال اللغة والأدب، وسبقهم الأمم في البلاغة والفصاحة، لذا فقد ارتضي ربُّنا - تبارکت أسماؤه- أن تکون لغتُهم وعاءً لکتابه الکريم، وأن يتحداهم به تحديًّا يعجزون فيه أن يأتوا بمثل سورة واحدة منه، ولا يخفى ما ينطوي عليه هذا التحدي من إثباتٍ لبراعتهم في اللغة وضروب الأدب، وإلا فکيف يکونون أهلًا لهذا التحدي؟ ولا يتأتى تميز العرب في لغتهم من کثرة مفرداتها، فکم من لغةٍ کُثرت مفرداتها، ولا من تعدُّد معانيها فالمعاني ليست حکرًا على أمةٍ دون أخرى، وقد يبدو من المعاني لأمةٍ ما لا يظهر لأخرى.
وإنما أتى هذا التميزُ للعرب من معرفة مواضع الکلام، وانتقاء الألفاظ في الدلالة على المعاني، انتقاءً دقيقًا ومحددًّا. فللعرب في هذا الانتقاء باعٌ طويلٌ يظهر أحد جوانبه في فکرة الفروق الدلالية، من حيث التفريق بين الألفاظ متقاربة المعاني في الاستعمال، حيث تُستخدم لفظةٌ في موضع لا يصح أن تُستخدم فيه لفظةٌ أخرى قريبةٌ منها في المعنى إلا على سبيل التجوُّز، أو الضرورة في اختيار القوافي على سبيل المثال.
وقد تجلى تراث الفروق واضحًا من خلال کُتُبٍ حملت هذا الاسم، لکن يبقى مخزونٌ آخرُ للفروق يتمثل في المعاجم اللغوية، وکتب التفسير، وشروح الدواوين الشِّعرية.
ومن هنا کانت فکرة هذا البحث؛ من حيث هي محاولة لاستجلاء تراث الفروق الدلاليّة خارج إطارها الأساسيّ المتمثل في کتب الفروق؛ جمعًا لشتات هذا التّراث، ومحاولة الوقوف على ماهيته.
وکذلک الوقوف على بيان کيفيّة توظيف الفروق في شرح الأبيات الشعريّة، وإظهار الدقة في اختيار الألفاظ، ومدى مناسبتها للسّياق الواردة فيه.
وقد اخترتُ من شروح الدّواوين شرحَ ثعلب([1])لديوان زهير بن أبي سُلمى، ومن المعروف أن ثعلبًا ممن يرون عدم الترادف بين الألفاظ، ولذا فإنه من المؤکد أن تکون فکرةُ الفروق لديه واضحةٌ، واستعملها في خدمة النّصوص التي يعمل على شرحها.
وقد استعنت في دراسة هذه الفروق على بعض مبادئ نظريات تحليل المعنى: الحقول الدلالية، والتکوين الثلاثي للمعنى، والنظرية السياقية.
ويطمح الباحث أن يتحقق من فکرة هذا البحث- مستخدمًا المنهج الوصفي، ومعتمدًا على إجراءات التحليل - من خلال جانبين أساسيين هما:
القسم الأول: الجانب النظري، ويشمل الأمور التالية:
أوَّلًا: مفهوم الفروق الدلالية.
   ثانيًا: تراث الفروق في العربية.
   ثالثًا: معايير التفريق الدلالي.
رابعًا: لمحات عن بعض نظريات التحليل الدلالي.
القسم الثاني: الجانب التّطبيقيّ، ويشمل الأمرين التّاليين:
           الأمر الأول: أمثلة الفروق الدلالية موزعة بحسب المجالات الدلاليّة.
           الأمر الثاني: معايير ثعلب في الفروق، وکيفيّة توظيفها.
 
 
 



 


([1]) هو من اللغويين والنحاة البارزين، ترجم له کثيرون سواء کانوا من مصنفي الطبقات أو من حققوا کتبه، ولذا فسوف أکتفي هنا بالإشارة إلى بعض هذه المراجع التي ترجمتْ له، ومنها: نزهة الألباء في طبقات الأدباء (202) لأبي البرکات الأنباري، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفکر العربي 1418-1998 إنباه الرواة على أنباه النحاة (1/173- 186) القفطي، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفکر العربي- مؤسسة الکتب الثقافية، ط أولى 1406- 1986م. معجم الأدباء (2/536) ياقوت الحموي، تح: إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي ط أولى 1993، بغية الوعاه في طبقات اللغويين والنحاة (1/396-398) السيوطي، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفکر، ط ثانية 1399-1979م. الفهرست (80) لابن النديم، تح: رضا- تجدد، 1971م، طبقات النحويين واللغويين (141-150) للزُّبيدي، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، ط ثانية 1973، غاية النهاية في طبقات القراء (1/135) لابن الجزري، تح: برجستراسر، دار الکتب العلمية، ط أولى 1427- 2006م. الأعلام (1/267) لخير الدين الزرکلي، دار العلم للملايين، ط الخامسة عشرة، 2002م. معجم المؤلفين (1/223) عمر کحالة، مؤسسة الرسالة، 1957م

الكلمات الرئيسية