بلاغة التصوير النبوي في الحديث عن الفتن فيما اتفق عليه الشيخان

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية اللغة العربية بالزقازيق

المستخلص

فالسنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع بعد کتاب الله - تعالى, وهي تقترب في درجة إحکامها وقدسيتها إلى درجة إحکام القرآن الکريم وقدسيته؛ لأنها تمثل جانبا من جوانب الوحي الذي أوحاه الله إلى نبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم, ولا غرو في ذلک فالنبي هو القائل: "ألا إنما أوتيت القرآن ومثله معه".
والبيان النبوي يمتاز في عمومه بالجمع بين الجزالة في المفردات، والديباجة والوضوح في الدلالة، والبعد عن التکلف والتصنع، مع تجديده في أساليب النثر المألوفة.
کما يمتاز الأسلوب النبوي بالقدرة الرائعة على التصوير وتجسيد المواقف والأحداث، وقد احتلت هذه السمة مساحة واسعة من مساحات البيان النبوي؛ لما لها من قدرة کبيرة في الإقناع والتأثير؛ إذ النفس تجنح إلى التشخيص والتجسيد، وإخراج الغيبيات والأمور المعقولة مخرج الواقع المحسوس والمشهد المنظور، وهذا أمر قد تقرر في الفطرة الإنسانية وتواطأ عليه علماء البلاغة.
ومع غزارة عطاء البيان النبوي وتميزه في خصائصه الأسلوبية والتصويرية؛ إلا أنه لم ينل القدر الکافي من توفر الباحثين على دراسته ـ وبخاصة جانب التصويرـ  وهي سمات وخصائص تجعل البيان النبوي في قمة البيان البشري.
وهذا الموضوع الذي جاء بعنوان "بلاغة التصوير النبوي في الحديث عن الفتن فيما اتفق عليه الشيخان" توفر الباحث فيه على دراسة جانب التصوير النبوي فيما يتعلق بالأحداث العظيمة التي أصابت هذه الأمة ـ ومازالت تصيبها ـ في محاولة لإبراز أسرار التعبير النبوي في هذا الباب،  ومحاولة الربط بينها وبين الواقع الأليم الذي تعيشه الأمة الآن من فتن وشدائد, تتابعت عليها کتتابع مواقع القطر.
کما أن هذا البحث يبرز مدى وفاء التعبير النبوي بالغرض وقدرته على تجسيد هذه الأحداث والمواقف وتشخيصها والإلمام بها؛ لأخذ الحيطة والحذر من الوقوع فيها والانجراف إلى طريقها؛ لما تجره من وبال عظيم وشر مستطير على الأمة أفرادا ومجتمعات.

الكلمات الرئيسية