دور الرتبة في الدرس النحوي « عرض و دراسة »

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية البنات الأزهرية طيبة الجديدة

المستخلص

فللرتبة أهمية کبرى في الدرس النحوي؛ إذ تحصُل العلاقات النحوية بين الکلمات من خلال انتظامها في ترتيب معيّن في الجملة العربية ، يأخذ بعضها بحُجُز بعض، فمن المعروف أن لکل عنصر في الجملة العربية ترتيبا خاصا، يتعيّن به شأنه، بحسب الوضع اللغوي إزاءَ العناصر الأخرى في الترکيب، إذ تنتظم العناصر في نظام مألوف ، قائم على النظام النحوي ، وبذلک تعدّ وصفا لمواقع الکلمات في الترکيب، وبها تظهر الوجوه التنظيمية للأدوار الدلالية للتراکيب العربية، " فالعبارة إنما تدل على المعنى بوضع مخصوص، فإن بُدِّلَ ذلک الوضع والترتيب زالت تلک الدلالة " ([1]).
وتظهر أهمية الرتبة بوضوح في الهدف الذي علل النحاة به دخول الإعراب الکلام ؛ إذ جعلوا الحرکات دلائل على المعاني "ليتسعوا في کلامهم، ويقدّموا الفاعل إن أرادوا ذلک، أو المفعول عند الحاجة إلى تقديمه" ([2])، فإن العلامة الإعرابية هي التي تتيح الحرية للرتبة، فيتقدم ما حقّه التأخير، ويتأخر ما حقّه التقديم ، مع المحافظة على وظيفة کل منهما.
کما يظهر دورها باعتبارها قرينة لفظية في رفع اللبس عن الجملة عندما تنعدم العلامة الإعرابية ، فيُستعاض بها عن العلامة الإعرابية في توضيح الباب النحوي ، کوجوب تقديم المبتدأ على الخبر ، والفاعل على المفعول ، عند خفاء الإعراب ؛ لأمن اللبس .
ويظهر دورها کذلک في تغيير الموقع الإعرابي  لکثير من الکلمات، إذا خالفت موضعها الثابت، فلن تبقى على وظيفتها التي کانت عليها، کما بين الفاعل والمبتدأ، والصفة والموصوف، والمستثنى غير الموجب والمستثنى منه .
ولها دور أيضا في الإعمال والإهمال ، فکثير من العوامل قد اشتُرط لها وضع معين في الجملة ، لو خالفت هذا الوضع لأُهْمِلَتْ .

الكلمات الرئيسية