الحمد لله رب العالمين، الذي أنزل القرآن بلسان عربي مبين، ويسَّره للذکر فقال عز شأنه :ﮋ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮊ[ القمر: ١٧] ، وأذن للتالين أن يتلوه ويرتلوه على سبعة أحرف ؛ تخفيفاً عليهم وتهوينا ، والصلاة والسلام على النبي الأمين، الموصوف في محکم الکتاب بأنه ﮋ ﯘ ﯙ ﯚ ﮊ[ التوبة: ١٢٨]، وعلى آله وصحبه وسلم . وبعد :- فإن علم القراءات القرآنية من أشرف العلوم وأجلّها ؛ لشدة تعلقه بکتاب الله تعالى ، وهو آية دالة على تمام حفظ الله تعالى لکتابه مصداقا لوعده الحق ﮋ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮊ[ الحجر: ٩] . وقد هيّأ الله سبحانه جيلا فريدا من الصحابة الکرام تلقوا عن رسول الله r هذا القرآن بألفاظه وحرکاته وسکناته ووجوه قراءته وترتيله ، وعنهم أخذ التابعون سماعا وعرضا ، وهکذا حتى وصل إلينا متواترا ، وسيظل محفوظا بحفظ الله سبحانه إلى يوم الدين . وقد کان الصحابة يتلقون القرآن عن رسول الله – r – فيقرئ کلا منهم بما يناسب لغته ويوافق لهجته تيسيرا عليهم ، وکانوا مأمورين أن يقرأ کل منهم کما عُلّم ، وحين سمع أحدهم قراءة آخر – ولم يکن يقرأ بمثلها – أنکرها عليه ظنا منه أنه لا يحسن القراءة ، فترافعا إلى رسول الله – r – فسمع قراءة کل منهما وأقرهما على ما قرأ مبينا لهما أن القرآن أنزل على سبعة أحرف ([1]) . وتعد القراءات القرآنية مصدراً اصيلا لدراسة اللهجات العربية ، کما تعد القراءات القرآنية مظهرا للهجات العربية القديمة ، أو ممثلة لبعض ظواهر هذه اللهجات سواء أکانت هذه الظواهر صوتية، أو نحوية أو صرفية ، أو معجمية أو غيرها ، کما أن القراءات القرآنية هي المرآة الصادقة التي تعکس الواقع اللغوي الذي کان سائدا في شبه الجزيرة العربية ، کما أن القراءات القرآنية أصل المصادر جميعا في معرفة اللهجات العربية ([2]) . لکل هذه الأسباب لم أتردد في اختيار هذا البحث الذي أطرقه في حقل القراءات القرآنية ، واللهجات العربية . وقد جاء هذا البحث بعنوان : ( احتواء القراءات القرآنية على التغيرات الإعرابية والبنيية التي تطرأ بتغير لهجات القبائل العربية جمعا ودراسة ) . هذا وقد اقتضت طبيعة البحث أن يشتمل على مقدمة ، وتمهيد ، وفصلين ، وخاتمة، وفهارس فنية متنوعة . أما المقدمة فتحدثت فيها عن أهمية مثل هذه الدراسة ، وأسباب اختيار هذا الموضوع . وأما التمهيد فتناولت فيه : ( نبذه عن القراءات القرآنية وتشمل : تعريف القراءات القرآنية لغة واصطلاحا – أقسام القراءات القرآنية ، وضابط کل قسم – فوائد اختلاف القراءات القرآنية وتنوعها – ثم نبذه عن اللهجات العربية وتشمل : تعريف اللهجة لغة – اشتقاق اللهجة – تعريف اللهجات اصطلاحا – أثر اللهجات في قراءة القرآن الکريم – أثر اللهجات العربية في اللغة والنحو – اهتمام النحاة باللهجات – قواعد قبول اللهجة وردها – مظاهر اللهجات العربية في الکتب اللغوية – العلاقة بين اللهجات العربية والقراءات القرآنية ) .
· وأما الفصل الأول فقد اشتمل على : ( الجانب النحوي على احتواء القراءات القرآنية للتغيرات الإعرابية التي تطرأ بتغير لهجات القبائل العربية ) ، وقد احتوى هذا الفصل على ثمانية مباحث :
- المبحث الأول في : المعرب بعلامة إعراب فرعية ، وقد اشتمل هذا المبحث على ثلاث مسائل : المسألة الأولى: إلزام المثنى "الألف" مطلقا، وإعرابه بحرکات مقدرة عليه المسألة الثانية: اتباع حرکة " العين " لحرکة الفاء في المجموع بألف وتاء زائدتين . المسألة الثالثة: إثبات حرف العلة مع وجود الجازم في الفعل المضارع المعتل الآخر . - المبحث الثاني : في الإعراب المقدر ، وفيه مسألة واحدة هي : حذف الحرکة الظاهرة من الأسماء والأفعال الصحية - المبحث الثالث : في أنواع المعارف، وقد اشتمل هذا المبحث على ست مسائل : المسألة الأولى : حذف " واو الجماعة " والاکتفاء بالضمة . المسألة الثانية : ضم " هاء الغيبة " بعد الياء الساکنة والکسرة . المسألة الثالثة : إسکان " هاء الغائب " واختلاسها بعد الحرکة . المسألة الرابعة : إثبات ألف " أنا " وصلا ووقفا. المسألة الخامسة : تسکين الهاء من ( هو و هي ) . المسألة السادسة : تشديد النون في بعض الأسماء المبنية : (اسم الإشارة – والاسم الموصول ) . - المبحث الرابع : في : الحروف المشبهة بـ " ليس " ، وفيه مسألة واحدة هي : إعمال ( إن ) النافية عمل " ليس " . - المبحث الخامس : في المفعول فيه . وفيه مسألتان : المسألة الأولى : جواز إعراب ( حيث ) . المسألة الثانية : جواز إعراب ( لدن ) . - المبحث السادس : في المجرور بالحرف ، والمجرور بالإضافة ، وفيه ثلاث مسائل : المسألة الأولى : إبدال " الحاء " من ( حتى ) عينا . المسألة الثانية : قلب " ألف المقصور " ياء ، عند إضافتها لياء المتکلم . المسألة الثالثة : کسر "ياء المتکلم" المضاف إليها جمع المذکر السالم وغيره. - المبحث السابع : في إعمال المصدر ، وفيه مسألة واحدة هي : من أبنية المصادر " فِعّال " – بکسر الفاء وتشديد العين مع فتحها - . - المبحث الثامن : في المنادي ، وفيه مسألة واحدة هي : ضم هاء التنبيه بعد " أيّ " في النداء .
· أما الفصل الثاني فقد اشتمل على: (الجانب الصرفي على احتواء القراءات القرآنية للتغيرات البنيية التي تطرأ بتغير لهجات القبائل العربية)، وقد احتوى هذا الفصل على خمسة مباحث :
- المبحث الأول في : حروف الزيادة ، وفيه مسألة واحدة هي : حذف أحد حرفي العلة عند اجتماعهما في آخر الفعل المضارع . - المبحث الثاني في : المشتقات ، وفيه مسألتان : المسألة الأولى : من صيغ المبالغة فُعّال – بضم الفاء وتشديد العين مفتوحة - . المسألة الثانية : کيفية صياغة اسمي الزمان والمکان من الفعل الماضي المضموم العين في المضارع . - المبحث الثالث في : المقصور والممدود ، وفيه مسألة واحدة هي : مد الاسم المقصور . - المبحث الرابع في : التقاء الساکنين ، وفيه مسألة واحدة هي : قلب " الألف " همزة فرارا من التقاء الساکنين . - المبحث الخامس في : الوقف ، وفيه مسألة واحدة هي : کسر "تاء" هيهات وفتحها، وإبدالها هاء في الوقف . ثم کانت الخاتمة ، وذکرت فيها أهم نتائج هذا البحث ، ثم کانت الفهارس الفنية المتنوعة وأهمها : فهرس القراءات القرآنية وفهرست لهجات القبائل وفهرست قوافي الأبيات الشعرية ، وفهرست أهم المراجع والمصادر وفهرست المحتويات . وبعد : فأرجو الله عز وجل – أن أکون قد وفقت فيما أردت ، وأسأل الله أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الکريم ، وأن ينفع به الدارسين ، وأن يجنبنا الذلل والخطأ في القول والعمل ، إنه سبحانه وتعالى قدير ، وبالإجابة جدير ﮋ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﮊ[ هود: ٨٨ ] .
عبد الرحمن عبد اللطيف الجندي, فاطمة. (2015). احتواء القراءات القرآنية على التغييرات الإعرابية والبنيية التي تطرأ بتغير لهجات القبائل العربية جمعا ودراسة. حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 19(3), 2553-2681. doi: 10.21608/bfag.2015.21423
MLA
فاطمة عبد الرحمن عبد اللطيف الجندي. "احتواء القراءات القرآنية على التغييرات الإعرابية والبنيية التي تطرأ بتغير لهجات القبائل العربية جمعا ودراسة". حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 19, 3, 2015, 2553-2681. doi: 10.21608/bfag.2015.21423
HARVARD
عبد الرحمن عبد اللطيف الجندي, فاطمة. (2015). 'احتواء القراءات القرآنية على التغييرات الإعرابية والبنيية التي تطرأ بتغير لهجات القبائل العربية جمعا ودراسة', حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 19(3), pp. 2553-2681. doi: 10.21608/bfag.2015.21423
VANCOUVER
عبد الرحمن عبد اللطيف الجندي, فاطمة. احتواء القراءات القرآنية على التغييرات الإعرابية والبنيية التي تطرأ بتغير لهجات القبائل العربية جمعا ودراسة. حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 2015; 19(3): 2553-2681. doi: 10.21608/bfag.2015.21423