اختلاف السلف في التفسير دراسة نظرية تطبيقية على سورة "التکوير"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم أصول الدين التفسير وعلوم القرآن کلية البنات الإسلامية بأسيوط

المستخلص

فإن أفضل ما يشتغل به الباحثون ويتسابق فيه المتسابقون هو کتاب الله –U– الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حکيم حميد ،وقد أدرک الصحابة –y– قيمة هذا الکتاب فعکفوا على تلاوته وتدبر آياته ، وفهم معانيه ، فنالوا بذلک الأجر العظيم والثواب الجزيل ، وقد تفاوتت مدارک الصحابـة –y– في فهم آيات القرآن الکريم ، فنتج عن ذلک اختلافهم في تفسير آيات القرآن الکريم ،وهذا الاختلاف لا يُنْقِص من قدرهم ولا يحط من منزلتهم ؛ لأن غالب اختلافهم يرجع إلى اختلاف تنوع ، لا اختلاف تباين وتضاد، ولاشک أن الاختلاف سنة الله في خلقه مصداقا لقوله تعالى:
{ وَلَوْ شَاءَ رَبُّکَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ*إِلَّا مَن رَحِم رَبُّکَ وَلِذَلِکَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ کَلِمَةُ رَبِّکَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }([1]) ، ونظرا لکثرة الاختلاف الوارد عن الصحابة –y– في تفسير الآية الواحدة فقد يظن البعض أن هذا اختلاف تباين وتضاد وليس کذلک.
فأردت من خلال هذا البحث أن أکشف اللثام عن هذا الموضوع، وأبين للقارئ الکريم أن ما وقع من اختلاف بين السلف لم يکن من قبيل الهوى والتنازع، وإنما کان من قبيل التفاوت في فهم الآية ، نظرا لتفاوت مراتبهم ، وتفاوتهم في القوة العقلية ، ومعرفة ما أحاط بالقرآن من ظروف وملابسات .
وقد سلکت في هذا البحث منهج الاستقراء والتحليل .
وقد اقتضت طبيعة البحث أن يتکون من : مقدمة ، وقسمين ، وخاتمة .
المقدمة : تحدثت فيها عن أهمية الموضوع ، والخطة والمنهج .
القسم الأول : الدراسة النظرية ، وتحدثت فيها عن تعريف الاختلاف ، ومفهوم السلف ، وأسباب الاختلاف ، وأنواعه، وأهمية تفسير السلف .
القسم الثاني: الدراسة التطبيقية : وفيها تناولت دراسة الآيات التي وقع فيها اختلاف بين السلف من خلال سورة "التکوير" مبينا نوع الاختلاف وسببه .
الخاتمة : وذکرت فيها أهم نتائج البحث .
وقد سلکت في هذا البحث الآتي :
أولا: صدرت الموضع الذي ورد فيه اختلاف بين السلف بذکر الآية القرآنية التي هي محل اختلاف السلف في التفسير.
ثانيا :ذکرت أقوال السلف في تفسير الآية من خلال کتب التفسير بالمأثور التي اهتمت بنقل أقوال السلف مثل : تفسير ابن جرير ،وابن أبي حاتم ، وابن کثير ،وغيرهم .
ثالثا :قمت بدراسـة هذه الأقوال المختلف فيها مبينا نوع الاختلاف ، وسببه، ثم عمدت إلى الجمع بين هذه الأقوال إن کان الاختلاف تنوعا ، وإلى الترجيح إن کان تضادا.
رابعا: اعتمدت في ترجيح الأقوال على کتاب "قواعد الترجيح عند المفسرين "للدکتور/حسين بن علي الحربي .
والله أسأل أن ينفعنا بما علمنا ، وأن يعلمنا ما جهلنا ، إنه ولي ذلک والقادر عليه، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
 

الكلمات الرئيسية