الجُهُودُ النَّحْوِيَّةُ لابن هشامٍ الأنصاريِّ في شرحه خطبةَ التَّسهيل جمعًا ودراسةً

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية اللغة العربية جامعة الأزهر ـ فرع الزقازيق

المستخلص

فإنه منذ صارت العربية لغةَ القرآن الکريم المنزَّل على قلب النبى الأمين نالت عناية فائقةً من علماء اللغة والنحو، ومن أبرز العلماء الذين عُنوا بالعربية العلامة جمالُ الدين ابن مالک (ت672هـ)، الذى کانت له اليد الطولى فى علوم العربية جميعِها من نحوٍ ولغة وصرف، وغير ذلک، فأثَّر تأثيرا بالغا فى دارسى العربية ممن جاء بعده، وکان من أعظم مصنفاته کتابُ "تسهيل الفوائد" الذى نال شهرة واسعةً بين علماء العربية بما لا يکون لغيره من الکتب والتآليف النحوية، فقامت حوله الشروحُ والتعليقاتُ والحواشى0
وقد کان لابن هشام ـ رحمه الله ـ (ت761هـ) نصيبٌ من التعليق على هذا الکتاب، ولا عجب فى ذلک، فمنزلته سامقة بين معاصريه، لما له من قدم راسخة فى العلم، وباع طويل فى التأليف والتصنيف، واستيعاب لما خلفه النحاة السابقون من آثار0
فعمد ابن هشام لتتبع ألفاظ ابن مالک فى خطبة هذا الکتاب، فشرحها، وعلق عليها، وضمن شرحه الکثير من القضايا النحوية، وأقوال النحاة المتقدمين0
ولکون شرح خطبة التسهيل لابن هشام لم تنل عناية الباحثين بالدراسة والتحليل، فالذين کتبوا عن ابن هشام واختياراته النحوية، ومواقفه من النحاة، واستدراکاته على النحويين، لم يتعرضوا لهذا الشرح وما تضمنه من قضايا نحوية0
فاستعنتُ بالله ـ عزوجل ـ وقصدتُ إبراز الجهد النحوى الذى أودعه ابن هشام فى شرحه خطبة التسهيل، ومقارنةَ هذا الجهد بآرائه السابقة التى اختارها ورجَّحها فى مصنفاته الأخرى، هل کانت موافقةً لما اختاره هنا فى شرح الخطبة أم تطور الرأى عنده فاختار غير ذلک، فليس ببعيد أن يکون للعالم المجتهد رأىٌ فى وقت لا يرتضيه فى وقت آخر0
وجاء هذا البحث فى مقدمة وفصلين وخاتمة وفهرس لأهم المصادر والمراجع0
أما المقدمة فبينت فيها أهميةَ الموضوع والخطة التى سار عليها البحث0
وأما الفصل الأول فانتظم فى مبحثين:
المبحث الأول: ابن مالک وکتابه تسهيل الفوائد0
المبحث الثانى: ابن هشام وشرحه خطبةَ التسهيل0
وأما الفصل الثانى فعالجت فيه القضايا النحوية التى أثارها ابن هشام عند شرحه خطبة التسهيل، وجاءت مرتبةً حسب ورودها فى الخطبة، وهى على النحو الآتى:
1 -  (اللام) المقوِّية بين الزيادة والتعدية0
2 -  إضافة (آل) إلى الضمير0
3 -  التوکيد بـ(أجمعين) دون سبقها بـ(کلّ)0
4 -  نوع التعريف فى (أجمعين)0
5 -  الجملة المحکية بالقول هل هى مفعول به أو مفعول مطلق؟
6 -  حد النحو0
7 -  تعدد الحال لعامل وصاحب واحد0
8 -  موضع (أَنْ) بعد حذف الجار إذا سُبِق بما يدل على الثبوت0
9 -  هل ينصب (أفعل) التفضيل المفعول به؟
10 -  (قلَّ) وإفادتها النفي0
11 -  جمع المصدر0
وأما الخاتمة فسجلتُ فيها أبرزَ النتائج التى أسفر عنها البحث0
وإنى إِذْ أقدم هذا العمل المتواضع لعالم جليل القدر ـ (ابن هشام) ـ لأبرز ما ارتآه فى شرحه خطبة التسهيل من آراء، فذلک حتى تکون آراؤه واختياراته النحوية واضحة يسهل المقارنة بينها وبين ما اختاره فى کتبه الأخرى0
وختامًا هذا عملى أرجو أن يکون فيه ما ينفعنى عند ربى، بذلت فيه قصارى جهدى، ساعيا سعيا حثيثا أن يکتبَه الله فى ميزان حسناتى، فإن أکُ قد وفقت فذلک فضل الله يؤتيه من يشاء، وإن تکن الأخرى فحسبى أنَّ العلم طلبت، فلله الأمر من قبل ومن بعد هو حسبى عليه توکلت وإليه أنيب0
 

الكلمات الرئيسية