اسمية بعض حروف الجر

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم النحو والصرف وفقه اللغة کلية اللغة العربية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

المستخلص

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد :
فإن تصنيف الکلمة هو الخطوة الأولى في دراسة علم النحو، ولذا اهتم به علماء النحو وصدروا به کتبهم؛ لأنه مفتاح لما بعده، قال شيخ النحويين سيبويه ـ رحمه الله ـ في مستهل کتابه: (( هذا باب علم ما الکَلِمُ من العربية ، فالکَلِم : اسمٌ، وفعلٌ، وحرفٌ جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل )) ([1])ثم شرع في الحديث عن کل منها والتمثيل عليه ، وتبعه في ذلک جل النحويين في کتبهم .
ومع سهولة هذا الأمر في الجملة إلا أنه عند التطبيق تعتوره بعض المشکلات ، ومن أسباب صعوبة ذلک سعة المادة اللغوية تبعاً لامتداد المتحدثين بها رقعة وزماناً، وتنوع طرائق الاستعمال ، فحصل تبعاً لذلک اختلاف في تصنيف بعض الکلمات، ومن أسبابه :
ـ دلالة الکلمة على معنى الفعل وعدم قبول علاماته کـ( صه ) .
ـ قبول الکلمة شيئاً من علامات الأسماء أو وقوعها مواقعها مع شبهها بالحرف وضعاً أو استعمالاً أو غير ذلک من أوجه الشبه .
ـ اختلاف عمل العامل جراً ونصباً کما في (عدا) و(خلا) ، أو رفعاً وجراً کما في (منذ) و(مذ) .
وغير ذلک من الأسباب ، وتبعاً لذلک حصل خلاف في التصنيف بين الحرفية والفعلية کما في ( عسى)، وبين الفعلية والاسمية کما في أسماء الأفعال ونعم وبئس ، وبين الحرفية والاسمية کما في ( مع ) وغيرها .
واستقر رأي جمهور النحويين على الحکم على بعض الکلمات بالحرفية في حال ، والاسمية في حال أخرى کما في بعض حروف الجر التي سنتناولها في هذه الدراسة .
کما حکموا على کلمات أخرى بالحرفية في حال ، والفعلية في حال أخرى کما في (عدا) و(خلا) و(حاشا) عند من أثبت النصب بها .
وجعلوا الکلمات التي تدل على معنى الفعل ولا تقبل علاماته في باب مستقل سموه ( اسم الفعل ) تسمية توحي بتردده بين الاسمية والفعلية .
وقد أحببت أن أنظر في بعض حروف الجر التي استقرت حرفيتها ، وحکم النحويون عليها بالاسمية في بعض حالاتها فأتناول جميع ما يتعلق بها في حال اسميتها من خلاف وأدلة ومسائل .
وقد جاء البحث في مقدمة وخاتمة وبينهما ثلاثة فصول تضم الأحرف الخمسة ( الکاف ، ومن ، وعن، ومنذ، ومذ ) جاءت الکاف في فصل مستقل ، وأتت (من) و(عن) في الفصل الثاني ، وختمت الفصل الثالث بالحديث عن ( مذ ) و( منذ ) وقد حاولت ترتيبه وتفقيره ليسهل النظر في مسائله ، وختاماً أسأل الله التوفيق والسداد ، وحسن الخاتمة في الأولى والمعاد ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


 
 
 

الكلمات الرئيسية