مختصر اللامية وشرحه لعبد الرزاق بن مصطفى الأنطاکي المتوفى بعد سنة 1108هـ تحقيق ودراسة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية اللغة العربية بالمنوفية – جامعة الأزهر

المستخلص

فإنَّ التراثَ مصدرُ إشعاعٍ لحاضِرِ الأمَّةِ ومستقبلها، تستمدُّ منه القوّة في بقائها، وتتميَّزُ بهِ على غيرها من الأممِ، وقَدْ أنجبَتْ أمَّةُ الإسلام عَدَدًا من العلماء في کلِّ عصْرٍ ومصرٍ من أمْصَارِ المُسلمينَ، حافظوا على لغةِ التنزيلِ من اللحْنِ والتحريفِ، وخلَّفُوا کُنُوزًا من التراثِ اللغويِّ والنحويِّ، تُعِينُ الأجيالَ التي تلِيهمْ على فَهْمِ کتابِ اللهِ وسنةِ رَسُوله - r- ، وفَهمِ نُصُوصِ اللغةِ عامَّةً، وحفظِها ممَّا يطرأ عليها من تغييرٍ أو فَسَادٍ.
ولا يزال کثير من تراث الأمة اللغوي يقبع في مکتبات العالم حبيس الأدراج ينتظر من ينفض عنه التراب ، وينقذه من عوادي الزمن.
ومن بين ذلک التراث الحبيس مصنفات الشيخ عبد الرزاق الأنطاکي ، فلم يخرج له أثرٌ واحدٌ يبرز شخصيته ويبين عنها ، وقد وفقني الله - تعالى - بالوقوف على رسالة له في النحو تتعلق بالألف واللام ، شرَّق فيها وغرَّب ، ولم يترک شاردة ولا واردة إلا تعرَّض لها ، فجاءت رسالته أمًّا في بابها، فأردت إخراج هذا الأثر النفيس إلى النور، ليعمَّ نفعُه ، وينتشر ذِکْرُه.
ولأنَّ الشيخ الأنطاکي نحوي منطقي ، فقد عاينَّاهُ مزج النحو بالمنطق في رسالته ، واستخدم حدود المنطق ومصطلحاته وتقسيماته في ثناياها ، وليس الشيخ بدعًا في ذلک ، فهذا منهج جماعة من متأخري المشارقة ، وکان العالم منهم إذا برع في أکثر من فن فإنه يُسَخِّر ملکاته کلها لخدمة ما يصنف ، وذلک واضح في مصنفات ابن الحاجب النحوي الأصولي، والتفتازاني النحوي البلاغي ، وعصام الدين الإسفراييني النحوي المنطقي ، ومن کتبهم علَّ الشيخ الأنطاکي ونهَلَ.

الكلمات الرئيسية