التناص في شعر النابغة الذبياني

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة سلمان بن عبد العزيز کلية التربية ـ الخرج

المستخلص

يعد التناص من النظريات النقدية الحديثة التي دخلت النقد العربي في العصر الحديث. وقد أفاد منها کثير من المناهج النقدية الحديثة، کالشعرية الغربية والسيميائية.
وتؤکد الکثير من الدراسات النقدية أن کرستيفا هي أول من طرح هذا المفهوم ونظّر له، مستفيدة من مفهوم الحوارية عند باختين، ويدل على ذلک اعتبارها:" النصّ جهازاً فوق لساني يعيد توزيع نظام اللغة،على أنه يتحدّد عن طريق تبادل النصوص، أي بالتناص"([1]).
وترى کر ستيفا أن التناص:" قانون جوهريّ: إذ هي نصوص تتم صناعتها عبر امتصاص عدد من النصوص، وفي الوقت نفسه فهي هدم النصوص الأخرى للفضاء المتداخل نصيّا؛ أي أنها ترابطات متناظرة تأخذ الطابع الخطابيّ ([2]). ويبين رولان بارت:" إن کل نص يولد ما هو إلا بناء جديد مستخلص من النصوص المتقدمة عليه"([3]).
وقد تأثرت الدراسات النقدية في العالم العربي بهذا المفهوم، وطبقه عدد من الباحثين على بعض الأعمال الأدبية في الوطن العربي، وألفوا العديد من الکتب النقدية التي بنيت على مفهوم التناص.
وعرف محمد مفتاح التناصّ، بقوله:" التناص هو تعالق (الدخول في علاقة) نصوص مع نص حدث بکيفيات مختلفة"([4]).وقد أضاف محمد بنيس مصطلحا جديدا لمفهوم التناص هو(النص الغائب)، ويشير هذا المفهوم إلى أن ثمة نصوصا أخرى شکلت نسيج النص الجديد، يمکن للمتلقي الکشف عنها ومعرفة مضانها الأصلية([5]).
   ويتداخل مفهوم التناص مع مفاهيم النقد العربي القديم، ويعد عبد الله الغذامي في کتابه(الخطيئة والتکفير)؛ أول من قارب بين مفهوم التناص، والمفاهيم النقدية في النقد العربي القديم، کمفهوم(الأخذ) عند عبد القاهر الجرجانيوتشابهه مع التناص، غير أن التناص من وجهة نظر الغذامي مصطلح سيمولوجي تشريحي([6])؛ إذ يرى أن الفهم العميقلمصطلح التناص يکمن في وظيفته الإبداعية؛ وأن انفتاح النصوص على التاريخ يعطينا تصورًا لکثير من الدلالات. وقد قدم العديد من الترجمات لمصطلح التناص؛ ، مثل: (النصوصية)، و(النصوص المتداخلة)، و(تداخل النصوص) ([7]).

الكلمات الرئيسية