حجاج الشعراء في الحب الأول والثاني

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

في کلية اللغة العربية بالمنوفية جامعة الازهر

المستخلص

فمن يمعن في مطالعة التراث العربي بشکل عام والأدبي منه بشکل خاص يجده مليئاً بالصور التي يضطلع من خلالها العربي إلى بيان وجهة نظره، حيث يعمد إلى الحجة واقتناص الصورة من خلال حياته التي يحياها، کما نراه تارة أخرى يجنح نحو النصوص الدينية من أجل تعضيد رؤيته الخاصة، ويبقى مرجع الحکم والترجيح في نهاية المطاف إلى القارئ الذي يفاضل بين رؤى الشعراء وحججهم في رسم الصورة التي يوادون تصويرها، وهو باب واسع على حد تعبير عبد القاهر، حيث قال: "واعلمْ أَنه ليسَ للحِجَجِ والدلائل في صحَّةِ ما نحنُ عليه حَدّ ونهاية، وکلَّما انتهى منه بابٌ انفتَحَ فيه بابٌ آخر، وقد أردتُ أن آخذَ في نوعٍ آخرَ من الحِجَاج، ومن البَسْط والشرحِ، فتأملْ ما أکْتبُه لک"([1]). وعلى هذا فباب الحجاج باب واسع من أبواب الشعر، وقد عقد له العسکري باباً سماه " في الاستشهاد والاحتجاج" بدأه بقوله :" وهذا الجنس کثير في کلام القدماء والمحدثين وهو أحسن ما يتعاطى من أجناس صنعة الشعر ومجراه مجرى التذييل لتوليد المعنى وهو أن تأتي بمعنى ثم تؤکده بمعنى آخر يجري مجرى الاستشهاد على الأول والحجة على صحته" ([2]) ومن جهة أخري جعل خالد بن صفوان القصد إلى الحجة نصف البلاغة،  "قيل لخالد بن صفوان: ما البلاغة؟ قال: إصابة المعنى، والقصد إلى الحجة"([3])  ومن خلال النصوص السابقة يمکن القول إن باب الحجاج باب واسع، وهو أحسن ما يطلب من أجناس الشعر، إلى جانب أنه يعد نصف البلاغة، وقد عرف الشعراء والکتاب ذلک فأکثروا من فلسفة الحجاج في أشعارهم.
 



 

الكلمات الرئيسية