جماليات التشکيل الصوتي في فواصل سورة الحج في ضوء الدرس اللغوي الحديث

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات في سوهاج

المستخلص

فإن خير ما يعين على فهم الکتاب الکريم , والوقوف على ما في أسلوبه ونظمه من إعجاز هو دراسة لغتنا العربية , ومعرفة أسرارها وکنوزها ؛ تلک اللغة التي شرف الله منزلتها, وَجعل علم الدّين وَالدُّنْيَا مَنُوطًا بفهمها ومعرفتها ؛ إذ هي لغة کتابه , ولغة نبيه , ولغة أهل جنته .
وقد اتخذ القرآن الکريم من اللغة العربية وعاء له، يحمل دلائل إعجازه ، وکانت تلک اللغة محورًا لکثير من العلوم التي عني بها علماء العربية ؛ ذلک أنها النص الأمثل الذي تصل فيه اللغة أعلى درجات الفصاحة والبيان ؛ " فألفاظ القرآن هي لبّ کلام العرب وزبدته، وواسطته وکرائمه، وعليها اعتماد الفقهاء والحکماء في أحکامهم وحکمهم، وإليها مفزع حذّاق الشعراء والبلغاء في نظمهم ونثرهم، وما عداها وعدا الألفاظ المتفرّعات عنها والمشتقات منها هو بالإضافة إليها کالقشور والنوى بالإضافة إلى أطايب الثمرة ".([1])
ولا يزال مداد أهل العلم وطالبيه يخطّ أنوار القرآن العظيم الذي لا تنقضي عجائبه ولا يخبو سناه ، ولا يُحاط بسرّ إعجازه ،  ولا تزال لغته مدار درس الدارسين ومحطّ رحال الباحثين ، فهي إحدى جوانب إعجازه ، ولا يزال ميدان البحث فيها واسعاً لا تدرک نهاياته ، ومجال النظر والتأمل فيها بعيد المدى، يسلب الأفئدة، ويأخذ بمجامع الألباب.
ولقد عني علماؤنا القدامى من اللغويين وأهل التجويد والأداء بالدراسة الصوتية عناية جذبت إليها انتباه علماء الغرب ، وکانت فى جانب کبير منها صوناً لتلاوة القرآن کما تلقاها الصادق الأمين من جبريل عليهما السلام. وکما اعتنى العرب بالألفاظ اعتنوا أيضاً بالمعانى "
ولا شک أن الفاصلة القرآنية تقوم بدورها في «إحکام» بناء الآية في الشکل والمضمون، أو في المبنى والمعنى على حد سواء؛ لأن منهج الآية في التقديم والتأخير، والحذف والزيادة، والفصل والوصل، لا يقوم على اعتبارات شکلية محضة بل يتبع کذلک المعنى فيسهم في «إحکامه» أيضا على أوثق وجوه الإحکام.

الكلمات الرئيسية