المعايير النقدية للحکم على فساد بعض المذاهب النحوية عند ابن عصفور في کتابه : شرح جمل الزجاجي ( الشرح الکبير )

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية اللغة العربية بأسيوط

المستخلص

فإن کتاب الجمل للزجاجي المتوفى 337هـ ، واحد من المصنفات النحوية القيمة التى حظيت بعناية واهتمام الدارسين والعلماء ، وقد نال هذا الکتاب شهرة مدوية ؛ وذلک لدقة تنظيمه ، وحسن صياغته ، ويسر أسلوبه ، وبعده عن الغموض والتعليلات والاحتجاجات التى يهتم بها کثير من النحاة ، حتى صار کتاباً للمصريين ، وأهل المغرب وأهل الحجاز واليمن والشام . ([1])
قام کثير من العلماء بوضع الشروح والتعليقات على جمل الزجاجي ، فکان له من الشروح والتعليقات فى بلاد المغرب ما يزيد على مائة وعشرين شرحاً ، وابن عصفور واحد من هؤلاء العلماء الذين قاموا بشرح هذا الکتاب ، فيروى السيوطي وابن العماد أن لابن عصفور ثلاثة شروح على جمل الزجاجي : صغير وکبير وأکبر . ([2])
وقد قام الدکتور / صاحب جعفر أبو جناح بتحقيق الشرح الکبير ، ويقع هذا الشرح المحقق فى مجلدين : الأول منهما حوالي 639 صفحة ، والثاني حوالي 696 صفحة ، والنسخة التى اعتمدت عليها فى بحثي هذا هي الطبعة الأولى سنة 1419هـ / 1999م عالم الکتب للطباعة والنشر والتوزيع ـ بيروت، لبنان .
وابن عصفور فى شرحه للجمل عني بحسن التقسيم والعرض ، کما کان له عناية واضحة بالحدود والتعريفات ، فهو يحرص على أن يسوقها فى مفتتح کل باب نحوي ، أو بين ثنايا أقسامه ، ويبدو أنه کان ذا معرفة بعلم المنطق ، کما أخبر بذلک عنه بعض مترجميه ـ معاصره الغبريني ـ حيث قال فى ترجمة له : وتدل تآليفه النحوية على أن له مشارکة فى علم المنطق ، ولأجل ذلک حسن إيراده فيها تقسيمًا وحدوداً([3]).
کما عني بتحليل المادة النحوية المتمثلة فى الحدود والتعريفات ، أو المادة النحوية بصورة عامة وما يتطلبه ذلک من تقسيمات وتعليلات واحتجاج ، وعرض لأقوال النحاة ومناقشتها والحکم عليها .
فهو يورد أقوال النحاة فى المسألة ويکاد يحصيها ، ثم يعرض أدلة کل قول ويناقشها، يبين ما فيها من ضعف أو قوة، ثم يحکم على القول وعلى أدلته، ثم ينتهي ببيان ما يرتضيه من الأقوال إن وجد ، وإلا ذکر من آرائه ومسائله الخاصة ما يراه صحيحاً ، فهو يعترض حين يرى وجهاً للاعتراض ، ويستدرک حين يجد مجالاً للاستدراک .

الكلمات الرئيسية