فقد أولى علماء العربية الحروف عناية فائقة فألفوا فيها کتبًا عديدة،واختلفت هذه الکتب في طريقة تناولها لتلک الحروف، فترکوا لنا تراثًا متنوعًا في حروف العربية جاء علىعدةأضرب:ضربمنها انصبعلىالحروفإطلاقًا،وضربمنها انصبعلىحروف القرآن الکريم،وضرب منها انصب على حرف واحد يأخذ مؤلفه في إشباع القول فيه على نحو ما جاء في کتاب "الألفات لابن خالويه،واللامات للزجاجي ونحوها،والبحث في الحروف قد ينصب على الحروف المفردة وقد ينصب على الحروف المفردة والمرکبة معا،وقد يراد بالحرف حرف المبنى،وقد يراد به حرف المعنى وقد يُجمع بينهما. والسبب في اهتمام العلماء بالتأليف في حروف العربية بينه أحد العلماء الذين ألفوا فيها فقال: "فإنه لما کانت مقاصد کلام العرب على اختلاف صنوفه ، مبنيًا أکثرها على معاني حروفه، صُرفت الهمم إلى تحصيلها، ومعرفة جملتها وتفصيلها وهي مع قلتها، وتيسُّر الوقوف على جملتها قد کثر دورها ، وبعُد غورها، فعزَّت على الأذهان معانيها ، وأبت الإذعان إلا لمن يعانيها"([1]). وهذا البحث جاء في حرف من حروف التهجي أو من الحروف المفردة ، وهو حرف "الألف" ، وألقابها" فقد لفت نظري ما ذکره "ابن منظور" في لسان العرب من أن للنحويين ألقابًا لألفات تعرف بها" ([2]). من هنا جاء هذا البحث والهدف منه: (1) معرفة المزيد عن أسرار تلک الألقاب. (2) بيان مدى مطابقة الألقاب لمعنى الأساليب التي وردت فيها تلک الألفات. (3) ما وجدت من تداخل شديد بين الألف والهمزة فأردت إلقاء الضوء على جانب منه.