علامات الإعراب ووظيفتها في الترکيب اللغوي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد في قسم اللغة العربية وآدابها بکلية الآداب والعلوم الإنسانية وعميد کلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة جازان

المستخلص

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه، واتبع نهجه، وبعد
فإنه إذا ذکرت العربية الفصحى دار بالخلد ملازمها، وقرين تراکيبها، وأبرز ظواهرها، وهو الإعراب، وإذا ذکر الإعراب استحضر الذهن علاماته التي زادت من إمکانات الناطق بالعربية، فمکنته من أشياء لم يکن ليتمکن منها لولا الإعراب، کالتقديم والتأخير، والحذف والذکر، مع الاحتفاظ بالوظيفة اللغوية المنوطة بالکلمة العربية سواء تقدمت أو تأخرت، أو حذفت أو ذکرت، مادام الدليل الإعرابي قائما في الترکيب، مشکِّلاً قرينة واضحة على المتقدم والمتأخر، والمحذوف الذي قامت الدلائل على حذفه من العلامات المذکورة في الکلمات المتعلقة به داخل الترکيب اللغوي .
وقد استأثر الإعراب بالنصيب الأکبر من الدرس النحوي العربي، فأبوابه قد صنفت بناء على علامات الإعراب، بل إن اللحن والخطأ في الإعراب هو الذي شکل المثير الأول لوضع علم العربية ( النحو )، حرصا على لغة القرآن من الفساد، وحرصا على الکتاب الکريم من ضياع معانيه بضياع الملکة اللغوية السليمة التي ماتت بموت العرب الأقحاح، وظهور المولَّدين الذين خالطوا الأعاجم فَلَانَ جلْدُهم، وتغيرت لغتهم .
وقد استطاع النحو أن يوصل لمن يعرفُه طبائع العرب في الکلام، وطرقهم في الفصاحة، ومسالکهم في البيان، بيد أن قوما من الباحثين في عصرنا قد نهضوا لينکروا دور النحو، بل ليوجهوا سهامهم إليه بحجة أنه أفسد العربية، وأنها لولا النحو ولولا رجاله لوصلت إلينا بشکل أوضح وأفضل، فوجهوا جهودهم الناقدة إلى أهم ثمرات النحو، وهو الإعراب، منکرين دلالة الإعراب على المعنى في التراکيب العربية، مدعين أنه أمر لفظي فقط لا علاقة له بالمعاني من قريب
أو بعيد، وأن المعاني متحققة من الترکيب العربي بالإعراب أو بدونه – على حد سواء -

فهل الإعراب حقا أمر لفظي لا علاقة له بالمعاني ؟، وهل کان هؤلاء المحدثون محقين حين ذهبوا إلى إسقاط الإعراب من الکلام ؟
لقد کانت هذه التساؤلات دافعا إلى إلقاء الضوء على موقف النحاة المتقدمين، والباحثين المحدثين تجاه الإعراب وعلاماته في العربية، ومثيرا دفعني نحو مناقشة هذه الآراء، وقد أفدت من دراسات سابقة لهذا العمل تشابهت
في المنطلق، واختلفت في التوجه العلمي للدرس، وسوف أذکرها في مواضعها من البحث – إن شاء الله –

وقد تشکل البحث من مقدمة، هذا موضعها، ومدخل للبحث تضمن الحديث عن الإعراب ومعانيه في اللغة والاصطلاح، وبيان ما يدخله الإعراب عند النحاة، وما يمتنع دخول الإعراب فيه، ثم يتلو ذلک محوران ؛ الأول : ( آراء النحاة المتقدمين في وظيفة علامات الإعراب )، والثاني : ( آراء المحدثين في الإعراب وعلاماته )، ثم تأتي الخاتمة، وفيها أهم نتائج البحث، وتشفع ببيان المصادر والمراجع .
والله أسأل التوفيق والسداد.

الكلمات الرئيسية