من بلاغة التعبير القرآني في سورة الفتح

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة

المستخلص

فمن حکمة الله ورحمته أن أنزل کتابه تبياناً لکل شىء قال تعالى :{وَنَزَّلْنَا عَلَيْکَ الْکِتَابَ تِبْيَانًا لِّکُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ 89} [سورة النحل آية 89].
وقيض له من العلماء القدماء والمحدثين من يعملون على تأمل النص القرآنى للکشف عن الأسرار البلاغية أو اللغوية التى تنبثق من هذا الکتاب الجليل ، تلک الأسرار التى تفوق الحصر ، فکلما أفضى تأملهم إلى إشراقات بلاغية أو لغوية أيقنوا أن تلک الإشراقات ما هى إلا ومضة من نور ربانى تنير الکون وتکون هداية وبرهاناً لهذه الأمة .
فالاستفادة الحقة من کتاب الله - عزوجل – تکون بمداومة الصلة به علماً وعملاً، تلاوة وتدبراً، وفهماً عميقاً يقوم على الربط والتحليل والاستنتاج ، لاجتلاء ما ينطوى عليه القرآن الکريم من أسرار ولطائف تظهر عظمته وإعجازه.
قال تعالى :{کِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْکَ مُبَارَکٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَکَّرَ أُوْلُوا الالْبَابِ}[سور ص آية 29].
وهذا هو الهدف الأسمى ، والمقصد الأسنى من دراسة البلاغة العربية لکتاب الله – عز وجل – على مدار الأزمنة وتوالى العصور.
وکان هذا السبب الأول لاختيارى موضوع البحث من بلاغة النعبير القرآني فى سورة الفتح .
فلعلى أکون من أولئک الباحثين الذين ينهلون من فيض عطاياه ،  وما وقف عليه العلماء القدماء والمحدثون ليس نهاية المطاف ، إذ إن معاودة التأمل والتدبر فى الدراسات القرآنية المتعلقة بأسرار الإعجاز القرآنى ، قد تعد فتحاً جديداً ، فکم ترک الأول للآخر .
فالقرآن الکريم هو السراج الذى لا ينطفئ ، والمعين الذى لا ينضب ، والحارس الذى لا يغفل، والمداد الذى لا ينقطع .

الكلمات الرئيسية