فإن القرآن الکريم هو الفصاحة ، والمورد العذب للبيان ، فهو کلام رب العالمين ، أنزله على قلب نبيه الأمين ، بلسان عربي مبين . وإنه لا يختلف اثنان حول أن القرآن الکريم هو المورد الصافي ، والمصدر الأساس في تأصيل اللغة العربية، وأن نصوصه هي المصدر الأول في الاستشهاد على قضاياها ومسائلها . وقديما ـ وفي بداية طلبي العلمَ ـ استوقفني أحد محبي اللغة من غير المتخصصين يستفهم عن کلمات" مسجِد ، ومشرِق ومغرِب " المذکورة في القرآن الکريم غير متفقة مع قاعدة اسم المکان أو الزمان ؛ فقد وردت مکسورة العين ، والقاعدة تقتضي فتحها، فأجبته بقدر ما أعرف حينها ، ثم تتبعت اسمي الزمان والمکان في القرآن الکريم فوجدت کلمات أخر ، وعلق الموضوع بذهني ، إلى أن وجدت کلمات في غير هذا الباب، وهالني الأمر وتهيبت أن أناقش شيئا في کتاب الله ـ تعالى ـ يقال إنه مخالف لقاعدة ، ثم إني وجدت الأيام تمضي ، ولم أشأ أن أحط رحالي قبل سَبْرِ غَوْرِ هذا الموضوع ، فسألت الله ـ تعالى ـ أن يوفقني في أنأسبر غوره وأن أتمه فالأمر جلل لأنه يتعلق بکتاب الله ـ تعالى ـ ووضع اليد على معنى مراد فيه ليس بالأمر الهين ، وحصر الکلمات المطابقة صعب؛ إذ يلزم أن يقف الدارس مع کل مفردة من المفردات لينظر قاعدتها وقياسها ، ويزيد من الصعوبة أنه قد يضع يده على کلمة ، ثم مع دراستها يتبين له أن معناها يضعها في موضع آخر غير ما يريد . ولقد عنونت لهذه الدراسة بـ " النبراس في کلمات من القرآن قيل : إنها خالَفَت القياس " . وقلت : " کلمات " ـ ولم أقـل : " الکلمـات " ـ ؛ لأني لا أدعي أني أتيت عليها جميعا ، بل اجتهدت ، وحاولت ، وربما يأتي بعدي من يضيف . وقلت : " قيل " ـ ولم أقل : " خالَفَتْ " ـ لأنه ربما يقال عن کلمة إنها مخالفة ، ويرى آخر أنها موافقة ، لأنه نظر إليها من جهة أخرى . فجمعت ما تيسر لي الحصول عليه من کلمات ، رَجَعْتُ کل کلمة منها إلى بابها ، ووضعتها تحته ، مبينا وجه المخالفة فيها والقياس الذي تُرِک ، وعِلَّته ـ إن وجدت ـ وأقوال العلماء في ذلک . وقد اقتضت طبيعة الدراسة ، ونوع الکلمات التي حصرتها أن يأتي هذا البحث في: مقدمة ، وتمهيد ، وخمسة مباحث ، وخاتمة ، وفهارس فنية .
فالمقدمة: تکلمت فيها عن أهمية الموضوع ، وخطورته ،وصعوبته ، وطريقة السير فيه .
والتمهيد: تکلمت فيه عن القياس والمقصود به ، والفرق بينه وبين الاستقراء، والفرق بينه وبين الشاذ والنادر، وعن الصلة بين القياس ، والمسموع، والحکم إذا تعارضا .
والمبحث الأول ـ وعنوانه " المخالفة في أبنية الأفعال " ـ ناقشت فيه الکلمات: ترکَن ، ويأبَى ، ويقنَط ، ، ويَمُرُّ ، وأَشُقُّ ويبغِي ، ويرجِع ، وينزِع ، وتطلُع ، و يدخُل ، و تنفُخ ، وتَقعُد ، ويأخُذ ، ومِتُّ .
والمبحث الثاني ـ وعنوانه " المخالفة في المصادر والمشتقات ـ ناقشت فيـه الکلمات : تبيان ، وتلقاء ، وکِذَّاب وشاعر ، وعاقر ، وعالم ، وسالم ، وآمِن ، ومريض ، وکهل .
والمبحث الثالث ـ وعنوانه " المخالفة في المصدر الميمي واسمى الزمان والمکان ـ ناقشت فيه الکلمات : مَرْجِع ، ومغفرة ومعذرة ،و معصية ، ومطلع ، ومصير ، ومقيل ، ومحيص ، ومحيض ، ومعيشة ، و مزيد ، ومسجد ، ومشرق ، ومغرب .
والمبحث الرابع ـوعنوانـه" المخالفـة في جمع التکسير"ـ ناقشت فيه الکلمات: "أعين، وأحمال, وأشهاد , وأصحاب، وأنصار، وأعداء ، وأموات ، وأَشِحَّة، وأعزة ، وأذلة ، وعِجاف , ورِعاء ، ورجال ، وإمام , وجياد ، وقِيام ، وإناث ، وصنوان ، وخلفاء ، وشعراء ، وعلماء، وخوالف ومعاذير .
والمبحث الخامس ـ وعنوانه " المخالفة في الإعلال والإبدال " ـ ناقشت فيه الکلمات :استحوذ ،ونستحوذ ، ومدين ، ومريم، وقصوى، والجياد، وأَئِمَّة، واتخذ ، وتترى ، وتوراة، وتقوى، ونبي ، وذُرِّيَّة، وبَرِيَّة، وأَرَى، ونرى ، وترى ويرى.
والخاتمة : أکدت فيها على بعض أمور مما أفادتني به هذه الدراسة . وأسأل الله ـ تعالى ـ أن أنال من وراء هذه الدراسة الأجرين ، وإلا فحسبي أجرُأني حاولت أن أسدد وأقارب ، وما التوفيق إلا من عند الله ـ سبحانه وتعالى ـ .
حامد عبدالکريم, صابر. (2014). النبراس في کلمات من القرآن قيل : إنها خالَفَت القياس. حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 18(7), 5801-5948. doi: 10.21608/bfag.2014.21589
MLA
صابر حامد عبدالکريم. "النبراس في کلمات من القرآن قيل : إنها خالَفَت القياس". حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 18, 7, 2014, 5801-5948. doi: 10.21608/bfag.2014.21589
HARVARD
حامد عبدالکريم, صابر. (2014). 'النبراس في کلمات من القرآن قيل : إنها خالَفَت القياس', حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 18(7), pp. 5801-5948. doi: 10.21608/bfag.2014.21589
VANCOUVER
حامد عبدالکريم, صابر. النبراس في کلمات من القرآن قيل : إنها خالَفَت القياس. حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 2014; 18(7): 5801-5948. doi: 10.21608/bfag.2014.21589