التوجيهات النحوية والصرفية للقراءات القرآنية في شرح(بانت سعاد) لابن هشام الأنصاري عرضًا ودراسةً

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية اللغة العربية بالمنوفية ـ جامعة الأزهر

المستخلص

أما بعد،فالقرآن الکريم بقراءاته المختلفة(المتواترة والشاذة) يمثل حقلا عظيم الفائدة في مجال الدراسات اللغوية على وجه العموم، والدراسات النحوية والصرفية على وجه الخصوص، فالقرآن يُعَدُّ النموذجَ الأعلى للفصاحة العربية، ومحور الدراسات العربية کلها، وهو الأساس الذي من أجله قامت.
 ولما کان القرآن الکريم أصدقَ نص لغوي؛ لأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه کان – بحق- أجدر المصادر اللغوية بالاعتماد عليه في بناء القواعد وَسَوْقِ الشواهد.
من أجل ذلک عقدت العزم على أن أعد دراسة نحوية وصرفية متصلة بالقرآن الکريم، فوليت وجهي نحو القراءات القرآنية؛ لما لها من أهمية عظمى، فهي- فوق حفظها القرآن الکريم- وثيقة تاريخية يطمئن إليها کل مسلم؛ لأنها تصور اللغة من جميع مستوياتها.
 وقد وقع اختياري بتوفيق الله-عز وجل- على أن تکون دراستي: (التوجيهات النحوية والصرفية للقراءات القرآنية، في شرح (بانت سعاد) لابن هشام الأنصاري، عرضًا ودراسةً).
أسباب اختيار الموضوع ومنهج البحث فيه:
 أولا : أن ابن هشام يعد من کبار النحاة الذين عرضوا لذکر الآيات القرآنية الکريمة، وجعلها محور إعراب، وميدان تدريب، ومجال تأويل وتخريج، وهذا هو اللافت في کتبه، ومنها هذا الشرح الذي اعتمد فيه على القراءات القرآنية؛ حيث فصَّل القولَ فيها، وبيَّن أوجه القراءات التي تحتاج إلى تبيين إعرابها، والکشف عن العلل فيها.
ثانيا: أن شرح ابن هشام قصيدة لبانت سعاد يُعَدُّ من أهم شروحها، فله نقدات واستدراکات على النحويين والمعربين، وقد جمع شرحُهُ الکثيرَ من النکات النحوية والصرفية، فقد قال ضمن أسباب شرحه إياها: "والذي دعاني إلى هذا التأليف غرضان سنيان:
أحدهما: التعرض لبرکات من قيلت فيه صلى الله عليه وسلم.
والثاني: إسعاف طالبي علم العربية بفوائدَ جليلةٍ أُورِدُها، وقواعد عديدة أسردها([1])
ثالثا: ما لاقته قصيدة سيدنا کعب-رضي الله عنه- من اهتمام العلماء والشرح؛ لبيان ما فيها من الحکم البديعة والمعاني الرفيعة.
رابعا: الربط بين التوجيهات النحوية والصرفية للقراءة وبين ما يقابلها في الشعر؛ فيکون بين أيدينا مستويان لغويان مختلفان.
 
وقد اقتضت طبيعة البحث أن يکون في مقدمة، وتمهيد ومبحثين، وخاتمة.
فأما المقدمة فتحدثت فيها عن الموضوع وأهميته وأسباب اختياره.
وأما التمهيد فتألف من محورين:
الأول: عنونته بـ" حول الشاعر والقصيدة، واشتمل على نقطتين:
 الأولى: سيدنا کعب بن زهير -رضي الله عنه- بين الحياة والسيرة، وتتناول اسمه ونسبه ومولده زمانا ومکانا، ونشأته، ومکانته الشعرية، ووفاته.
والثانية: بين يدي القصيدة،وتتناول اسمها ومناسبتها وبحرها وعدد أبياتها وشروحها، ومکانة شرح ابن هشام بينها.
أما المحور الثاني فعنوانه: بين ابن هشام والقراءات القرآنية، وفيه نقطتان:  
الأولى: التعريف بابن هشام وما يتعلق بحياته العلمية بإيجاز؛ فتلقي ضوءا على اسمه، وکنيته ولقبه، ومولده، وشيوخه، وتلاميذه، ومؤلفاته وأخلاقه وصفاته، ووفاته.
والأخرى: خصصتها للتعريف بالقراءات القرآنية وأقسامها.
ثم انقسم البحث إلى مبحثين:
المبحث الأول:  التوجيهات النحوية، ويضم عدة مسائل.
والمبحث الثاني: التوجيهات الصرفية، ويضم عدة مسائل.
     ثم ذيلت البحث بخاتمة، وفهرس المصادر والمراجع.
أما عن منهج الدراسة فقد بدا لي أن أسير فيه على النحو الآتي:
- وضعت عنوانًا لکل مسألة، ورتبت المسائل  حسب ألفية ابن مالک.
- أوردت الآية التي فيها القراءة في أول المسألة بعد العنوان.
- أوردت نص کلام ابن هشام المشتمل على القراءة وبيت کعب- رضي الله عنه- الذي وَرَدَتْ في شرحه.
- قمت بتوثيق القراءة، وعَزْوِهَا إلى القارئ بها.
- إذا کان في الآية قراءات أخرى أوردتها غالبا.
- درست القراءة من وجهة النظر النحوية والصرفية، وبينت الخلاف وعزوته لأصحابه.
- اعتمدت على أمهات کتب النحو والقراءات وعلوم القرآن في دراسة المسائل.
هذا، ولم يقف عملي في هذه الدراسة عند حد جمع القراءات، بل تجاوزت هذا الحد إلى التوثيق والتوجيه النحوي أو الصرفي، ودراسة المسألة دراسة وافية، والتوفيق بين الآراء المختلفة، والتقريب والترجيح والتضعيف وغيرها من الأمور التي تقتضيها طبيعة البحث العلمي.
 فإن أکن قد وفقت فبالله التوفيق، وإن کانت الأخرى فحسبي أني قد بذلت الجهد؛ وأستشرف ممن تقع عينه عليه أن يزودني بما لعله يخطو بهذا البحث إلى الکمال المرجو.
 وآمل أن يسهم هذا البحث في خدمة الدراسات اللغوية والقرآنية، سائلا الله-عز وجل- أن يجعله عملا نافعا متقبلا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
 

الكلمات الرئيسية