فإن فى المباحث النحوية ما هو بحاجة إلى استجلاء ودرس وتحليل إماً لأهميته، وإما لکون کلام العلماء فيه موجزاً وقليلاً أو لتفرقه أو لکليهما معاً ، وتعظم الحاجة إلى ذلک الدرس والتحليل إذا کان الموضوع ذا صلة بلغة القرآن الکريم .
ومن هذه المباحث النحوية: "أنظمة إصلاح اللفظ فى النحو العربي"، وقد أفادني فى هذا البحث ما أورده ابن جني فى الخصائص ونقله عنه السيوطي فى الأشباه والنظائر فى النحو .
فقد عقد له ابن جني "بابا" فى الخصائص قال فى أولـه: "اعلم أنه لما کانت الألفاظ للمعاني أزمة وعليها أدلة وإليها موصلة، وعلى المراد بها محصلة عنيت العرب بها فأولتها صدراً صالحاً من تثقيفها وإصلاحها"([1]).
فقد تتبعت هذه القضايا التى أوردها ابن جني بالدراسة والتوضيح والرجوع إلى کتب التراث فى النحو والصرف، فجاء هذا البحث الموجز وهو بعنوان : " أنظمة إصلاح اللفظ فى النحو العربي " .